معمل الفاضلي في السعودية.. عملاق معالجة الغاز (تحديث)
حُدِّثَ هذا التقرير بتاريخ 2 أبريل 2024
الطاقة
يعدّ معمل الفاضلي للغاز أحد أهم المرافق الحيوية التي تمتلكها شركة أرامكو السعودية، وأحد أهم عناصر تأمين الطلب المتزايد على الطاقة في المملكة.
وتولي الشركة السعودية أهمية كبيرة للغاز الطبيعي، الذي أصبح يحتلّ مكانة مرموقة الآن لدى الدول الباحثة عن تحقيق تحول الطاقة بحلول منتصف القرن، دون الإخلال بمبدأ تحقيق كفاية الطاقة محليًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومؤخرًا، تعمل أرامكو على تعزيز قدرات معمل الفاضلي للغاز، من خلال زيادة قدرته على المعالجة من 2.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا، إلى نحو 4 مليار قدم مكعبة يوميًا.
تطوير الغاز في السعودية
تعمل شركة أرامكو السعودية، منذ منتصف السبعينيات، على استخلاص الغاز واستعماله في عمليات تطوير منتجات إضافية يمكنها خلق قيمة مضافة، إلى جانب عملها في مجال النفط.
وتحقيقًا لهذا الهدف، تعتمد الشركة على معمل الفاضلي للغاز، بصفته أحد المرافق المهمة التي تسهم بدور كبير في زيادة إمدادات الغاز، ودعم الاقتصاد السعودي في الآن ذاته، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
لذلك، عملت الشركة على إرساء عقود للهندسة والمشتريات والبناء لتوسعة معمل الفاضلي، بقيمة 7.7 مليار دولار، لتصل طاقة المعالجة فيه إلى 4 مليارات قدم مكعبة قياسية يوميًا.
ومن المتوقع أن تسهم طاقة المعالجة الإضافية لأرامكو -البالغة 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا- بأكثر من 60% من إمكانات المعمل، وذلك بحلول عام 2030، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب النائب التنفيذي للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو وائل الجعفري، فإن هذه العقود تدعم زيادة إمدادات الغاز الطبيعي، وجهود خفض الانبعاثات، كما توفر النفط لتحقيق قيمة مضافة بتكريره وتصديره.
الطلب على الغاز السعودي
تواصل أرامكو جهودها لزيادة احتياطيات الغاز لديها، من خلال اكتشاف حقول جديدة، وإعادة تقييم مكامن لحقول القائمة، أو إضافة مكامن جديدة إليها.
وتستعين الشركة بأحدث التقنيات؛ لتطوير مرافق الغاز ضمن إستراتيجيتها للتوسع في هذا المجال، إذ شهد معمل الفاضلي، في 2022، إدخال تقنيات حديثة لزيادة إمدادات الغاز، وتطوير قدراته وموارده البشرية.
ويُعدّ المعمل جزءًا شديد الأهمية في توسعة شبكة الغاز السعودية، إذ بدأت أرامكو تطويره عام 2016، لتتخطى القيمة التي يوفرها الموارد التي سيعالجها، بهدف إضافة مليارات الدولارات إلى اقتصاد المملكة.
ويتميز معمل الفاضلي بتقنياته المتطورة، التي تحقق أقصى معدلات استخلاص الكبريت، بنسبة تصل إلى نحو 99.9%، ما يساعد في حماية جودة الهواء، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
إمكانات ضحمة
بالإضافة إلى قدراته التقنية الحديثة، فإن معمل الفاضلي هو الأول من نوعه بين معامل أرامكو السعودية، الذي يعالج الغاز غير المصاحب من الحقول البحرية والبرية.
وفي الوقت الحالي، يعالج المعمل الغاز القادم من الحقول البرية والبحرية، لإمداد شبكة الغاز بنحو 1.57 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من غاز البيع، و470 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز ذي المحتوى الحراري المنخفض.
كما يسهم في رفع مستوى الإمدادات المحلية إلى نحو 12.2 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا، من مستوى الإمدادات الحالية من 8.8 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، المسجل في 2015.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز بكونه الأول في استعمال الغاز الطبيعي ذي المحتوى الحراري المنخفض لتشغيل محطة كهرباء مستقلة، مع التحول لغاز البيع عند الحاجة، وزيادة الإمدادات لشبكة الغاز الرئيسة.
ابتكارات مميزة
شهد المعمل -كذلك- العديد من الابتكارات غير المسبوقة، إذ يعالج غاز العادم، للوصول للمعدل الأقصى من استخلاص الكبريت، بنسبة 99.9%، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة الكهرباء العاملة بنظام "الإنتاج المزدوج" نحو 1500 ميغاواط، تمتد للشبكة الوطنية شاملة 250 ميغاواط لمعمل الغاز.
وتعادل كمية الكهرباء التي سيولّدها معمل الفاضلي استهلاك نحو 1.4 مليون شخص، بينما يُتوقع إنتاج 1447 طنًا/ساعة من البخار، و768.8 طنًا/ساعة من الماء، ستحصل عليها أرامكو السعودية.
يسهم المشروع، وفق موقع أرامكو الإلكتروني، بتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المملكة، إذ يعدّ مشروعًا مشتركًا لتوليد الكهرباء بين أرامكو السعودية وشركة الكهرباء السعودية.
يوفر المشروع للمنطقة الشرقية ومناطق أخرى نحو 1100 ميغاواط، وتغطية أيّ عجز قد يطرأ بالمملكة مستقبلًا، مع النمو الصناعي والعمراني والسكاني المتزايد.
خطط زيادة إنتاج الغاز
أعلنت أرامكو السعودية التزامها بزيادة الطاقة الإنتاجية للاستفادة من الفرص التي ستنتج عن زيادة استعمال الغاز، مع تطوير الأداء التشغيلي لمعمل الفاضلي، سواء بصفته مصدرًا للطاقة، أم لقيمًا لقطاع الكيميائيات.
وتتجاوز قيمة مشروع معمل الفاضلي ما هو أبعد من الموارد التي سيعالجها، إذ تُوَرَّد 46% من مواد المعمل وخاماته من مورّدين محليين، وتُصَنَّع داخل السعودية أيضًا.
ويعدّ الغاز الطبيعي منتجًا أساسًا يُستعمل لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة اللازمة لتشغيل قطاعات صناعية متعددة، مثل الفولاذ والألومنيوم وتحلية المياه، إذ يقدّم نوعًا من الطاقة البديلة تتميز بالكفاءة والاحتراق النظيف؛ ما يساعد في تقليل الانبعاثات.
وتتضمن مثل هذه الأعمال التشغيلية مكاسب إضافية أخرى، مثل توليد الوظائف وتوطينها، إذ وظّفت أعمال الإنشاءات أكثر من 4500 مواطن سعودي في أعمال شملت التصميم والتصنيع والإنشاء والتدريب.
التوقف عن حرق النفط
يسهم معمل الفاضلي للغاز في دعم جهود السعودية لوقف حرق النفط لتوليد الكهرباء، ما يوفر لشركة أرامكو إمدادات يمكنها إعادة تصديرها، أو تحويلها إلى كيماويات.
وتسعى المملكة لخفض استهلاك الوقود السائل لإنتاج الكهرباء، وتحقيق مزيج الطاقة الأمثل، لتصبح حصة الغاز ومصادر الطاقة المتجددة فيه 50% لكلٍ منهما، بحلول عام 2030.
كما تسعى أرامكو لتطوير مجموعة أعمال عالمية متكاملة بقطاع الغاز، وتتابع تقييم فرص الاستثمار المشتركة خارج المملكة في مشروعات الغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي.
يعدّ المشروع العملاق الأول في أرامكو السعودية الذي يُطبّق مبادرة كفاءة رأس المال، التي هي إحدى مبادرات التحول الإستراتيجي، التي أطلقتها الشركة قبل سنوات، وتهدف إلى تحسين منهجيات الشركة في التخطيط للمشروعات وتنفيذها، إضافة إلى تعزيز بناء قدراتها الداخلية، من خلال استحداث نظام محسّن لإدارة رؤوس الأموال.
وتتضمن المبادرة تفاهمات واتفاقيات تعاونية بين جميع الدوائر الرئيسة لتسهيل وضبط جميع المشروعات الضخمة؛ نظرًا لأنها تستتبع تخصيص مبالغ رئيسة من التمويل الرأسمالي للشركة.
يشار إلى أن المشروع كان قد مر بمراحل عديدة، بدأت بتطوير حقل الحصباة المغمور، وتطوير حقل الخرسانية على اليابسة، وإنشاء وتطوير مشروع معمل الفاضلي للغاز والكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية توقع عقودًا لمشروع غاز ضخم
- أرامكو السعودية تضع الصين على رأس استثماراتها في البتروكيماويات وخفض الانبعاثات
- أداء أرامكو السعودية يؤسس لاقتصادات انتقال الطاقة ويدعم رؤية 2030
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط الإيرانية تتحدى العقوبات بدعم صيني.. 35 مليار دولار في 12 شهرًا
- النفط الصخري في ليبيا.. 26 مليار برميل من الاحتياطيات القابلة للاستخراج
- توربينات الغاز في الجزائر تترقب صفقات كبيرة خلال 2024