التقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية في أستراليا خارج المنافسة.. التكلفة ووفرة الموارد المتجددة أبرز الأسباب

الطاقة المتجددة أكثر أمانًا ووفرة

هبة مصطفى

فتحت الطاقة النووية في أستراليا باب الجدل حولها من جديد، بعدما توالت مطالبات قادة الحزب الوطني (National Party of Australia) بدمجها ضمن آليات الدولة لمكافحة تغير المناخ.

وتضمنت آليات الحزب المطروحة بدءَ مناقشات جادة حول ما يتعلق بتطوير الطاقة النووية في أستراليا، وربط الحزب جدّية الدولة لتحقيق الحياد الكربوني بإلغاء تجميد تطويرها، وفق صحيفة الغارديان (The guardian).

يأتي ذلك في الوقت الذي تولي فيه الحكومة الجديدة، بقيادة أنتوني ألبانيز، اهتمامًا واسعًا بالطاقة المتجددة في أستراليا، ودعمت اهتمامها بخطة أُعلنت عقب فوز الحكومة تضمنت آليات وإجراءات تُحوّل البلاد إلى "قوى عظمى" تحارب تغير المناخ، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الطاقة النووية في أستراليا مقابل المتجددة

تملك أستراليا موارد متجددة تسمح لها بالاستغناء عن الوقود الأحفوري، وتحولت الطاقة النظيفة بالبلاد إلى سباق يتنافس حوله المرشحون قبل الانتخابات التي حُسمت مؤخرًا لصالح حزب العمال.

الطاقة النووية في أستراليا
مفاعلات محطة نووية - الصورة من (The Australian)

وعلى النقيض من ذلك، لا تحظى الطاقة النووية بالمكانة ذاتها، إذ استبعد زعيم المعارضة زعيم الحزب الليبرالي وزير الدفاع بحكومة سكوت موريسون السابقة، بيتر داتون، قدرتها على المنافسة ضمن خيارات الطاقة النظيفة المطروحة، ومن ضمنها الطاقة المتجددة.

واستشهد داتون بنتائج تحليل توصلت إليه هيئة البحوث الأسترالية "سي إس آي آر أو" حول تكلفة الطاقة، إذ أشار إلى أن تكلفة مفاعلات الوحدات الصغيرة تفوق عمليات التوليد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأضاف أن تكلفة تلك المفاعلات تقارب تكلفة الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري بتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، وفق ما نقلت الغارديان عن مقابلة له مع شبكة "راديو ناشيونال" الأسترالية الإذاعية.

ولفت -في حديثه لصحيفة الغارديان- إلى أن نظام مُشغّل سوق الطاقة المتكاملة يتضمن خطة مثالية للشبكة التي تعتمد بصورة كبيرة على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وعلى خطوط نقل ذات سعة ثابتة، كما يضم نظام سوق الطاقة آليات واضحة حول عمل البطاريات، وأنظمة ضخّ المياه، والغاز، وإدارة الطلب.

خفض الانبعاثات

استنكر بيتر داتون طرح بعضهم مجددًا مجال للمناقشة حول الطاقة النووية في أستراليا، بينما تتطلب الحاجة استفادة البلاد من الموارد المتاحة بوفرة -حاليًا- وبأسعار ملائمة لتعزيز تقنيات خفض الانبعاثات.

وأضاف أن بعض الأستراليين متشككون في إمكان أداء الطاقة المتجددة وقدرتها على الوفاء باحتياجات البلاد من الكهرباء النظيفة، بالإضافة لدورها المناخي.

ورجّح وزير الدفاع السابق أن مستقبل الطاقة النووية في أستراليا لن يحمل توقعات متفائلة حولها، بخلاف التوقعات حول الدور المهم للمفاعلات الصغيرة على المستوى العالمي، مع بداية العقد الجديد.

وفيما يتعلق بتقنية عمل مفاعلات الوحدات الصغيرة، قال داتون، إنها تقارب حجم محطة نووية بطاقة 200 ميغاواط، وتشابه تقنية عملها تقنية تشغيل الغواصات والأدوات المستخدمة في إزالة الجليد التي تعمل بالكهرباء المولدة من الطاقة النووية.

ورغم أن تلك المفاعلات أكثر أمانًا من الأكبر حجمًا والمحطات النووية الكبرى، فإنها لم تحقق حتى الآن أيّ إنجازات تُذكر بالمجال الصناعي، وفق تقرير حالة الصناعة النووية بالعالم.

الطاقة النووية في أستراليا

توقيت الطرح

بالعودة لتاريخ الطاقة النووية في أستراليا، نجد أن مساحة الحديث حولها طُرحت في عهد حكومة سكوت موريسون السابقة، وأصدرت لجنة برلمانية -عام 2019- توصياتها حول الأمر، بناءً على إحالة وزير الطاقة آنغوس تايلور الأمر لها.

وأوصى التقرير حينها الحكومة برفع الحظر المفروض على التقنيات الجديدة للطاقة النووية في أستراليا بالتعويل على مفاعلات الوحدات الصغيرة في أداء دور مهم مستقبلًا.

وتابع بيتر داتون، أن المفاعلات الصغيرة جذبت الانتباه، بعيدًا عن الحديث حول المحطات النووية كبيرة الحجم، خوفًا من تكرار حادثة مفاعل تشيرنوبل.

ولاقت توصيات اللجنة تباينًا، وأوضح داتون أن فريقًا من النواب كان مدركًا حينها لأهمية إجراء تقييم حكومي للتقنيات المستخدمة بتطوير الطاقة النووية في أستراليا، مع تأكيد الحصول على موافقات المجتمع المحلي.

وربط رئيس الوزراء سكوت موريسون موافقة الحكومة على بدء تطوير الطاقة النووية في أستراليا بتأييد الأحزاب كافة، غير أن حزب العمل فضّل التراجع عن تلك الخطوة لاعتبارات السلامة، بجانب الأبعاد الاقتصادية لتطوير الصناعة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق