تخزين غاز النفط المسال.. خطوة كينية في سبيل الاستغناء عن تنزانيا
تخفض الأسعار بنسبة 30% في السوق المحلية
حياة حسين
أعلنت كينيا تدشين مشروع عملاق لتخزين واستيراد غاز النفط المسال، في خطوة جديدة تمكّنها من الاستغناء عن تنزانيا في مجال تأمين الوقود، عقب قرار بحظر واردات الغاز من جارتها الأفريقية.
وقبل أيام حظرت كينيا استيراد الغاز من تنزانيا عبر حدودهما المشتركة عند مدينة "نامانغا" المُقسّمة بين الجارتين، حسبما ذكر موقع "ذا إيست أفريكا".
يتولى تدشين مشروع تخزين واستيراد غاز النفط المسال شركة خطوط الأنابيب الكينية "كيه بي سي"، بالقرب من ميناء مومباسا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
مشروع غاز النفط المسال في كينيا
تعاقدت شركة خطوط الأنابيب الكينية "كيه بي سي"، مع شركة "بتروتشيم إنغنيرينغ سرفيس" الباكستانية العملاقة، لوضع التصاميم اللازمة لمشروع تخزين واستيراد غاز النفط المسال.
وتخطط كينيا لربط المشروع الجديد برصيف 2 لاستيراد النفط في ميناء مومباسا، وتبلغ التكلفة الاستثمارية له 42 مليار شيلينغ كيني (359.4 مليون دولار أميركي).
وكانت الدولة الأفريقية قد تعاقدت مع 5 من شركات القطاع الخاص، للاستفادة من رصيف 2 لاستيراد النفط، وهو مشروع جديد في ميناء مومباسا، بدأت تدشينه، للاستفادة منه.
وتسهم منشأة تخزين واستيراد غاز النفط المسال، التي تسعى الدولة لتعجيل تنفيذها، في تحميل غاز الطهو لتوزيعه بالشاحنات، ما يخفف من أعباء غرامات التأخير التي تواجه التجّار باستمرار.
خفض الأسعار
توقعت شركة خطوط الأنابيب الكينية "كيه بي سي" أن تساعد منشأة تخزين واستيراد غاز النفط المسال الجديدة في خفض أسعاره بنسبة 30% في السوق المحلية، إذ تقوم شركات التوزيع –حاليًا- بتحميل المستهلكين غرامات التأخير المفروضة عليها.
وقالت الشركة في مستندات مناقصة منشأة تخزين واستيراد غاز النفط المسال: "إن سعة تخزين غاز النفط المسال في مومباسا محدودة، وتتعرض الشركات لغرامات تأخير ضخمة، بسبب اضطرارها للبقاء مدة طويلة في الميناء، وتحمّلها للمستهلك النهائي، ما يرفع الأسعار".
وتوقعت أن تعمل المنشأة الجديدة على توفير نحو 500 طن يوميًا من غاز النفط المسال، الذي يُنقل إلى الأسواق عبر شاحنات.
وتمنح الحكومة ترخيصًا لشركات القطاع الخاص لحمل غاز النفط المسال من رصيف 2 في ميناء مومباسا، وقد وافقت ل5 شركات حتى الآن، ما يخفف الضغط على السوق، ويلبي الطلب المتزايد بسبب ارتفاع عدد السكان.
الواردات من تنزانيا
تستورد كينيا 40% من غاز النفط المسال سنويًا من شركات في تنزانيا عبر مدينتين على الحدود بين الجارتين الأفريقيتين، هما نامانغا، وهوليلي، وقد حظرت الواردات من الأولى قبل أيام، وباقي احتياجاتها تحصل عليها عبر ميناء مومباسا.
ويتّسم غاز النفط المسال القادم من تنزانيا بأنه الأرخص، بسبب كفاءة ميناءَي دار السلام وتانغا مقارنةً بميناء مومباسا الكيني.
وبدءًا من الشهر الجاري، بدأت كينيا حملة مداهمات لتجّار يستوردون غاز النفط المسال من تنزانيا، ويدفعون ضريبة القيمة المضافة بنسبة 8% بدلًا من 16% المفترضة، وفق نائب مفوض سلطة الإيرادات والتنسيق الإقليمي، جوزيف كاغورو.
وفي نهاية العام الماضي، تعاقدت حكومة كينيا مع شركة "كيه آند إم" الأميركية لإجراء دراسة جدوى لتوليد الكهرباء من الغاز بتكلفة أرخص في مدينة موباسا الساحلية، على المحيط الهندي، ما يساعدها في خفض الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال التنزاني، الذي يغطي نصف احتياجات السوق المحلية.
إثارة القلق
بدأت تنزانيا في إثارة قلق كينيا منذ شهر يوليو/تموز الماضي، إذ سمحت لدولة أوغندا بشحن تجريبي لكمية من المشتقات النفطية من ميناء دار السلام التنزاني، بعد توقّف دام 16 عامًا، وهو ما ينعكس سلبًا على ميناء مومباسا الذي ينقل ثلاثة أرباع شحنات منتجات النفط المتوجهة إلى أوغندا.
وتستورد كل من أوغندا، وجنوب السودان، ورواندا، وبوروندي، إضافة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، كميات ضخمة من احتياجاتها من منتجات النفط عبر كينيا.
وكانت نيروبي قد استثمرت نحو 400 مليون دولار لتطوير شبكة خطوط النفط الممتدة من ميناء مومباسا حتى منطقة "إلدورت"، و170 مليون دولار في رصيف وقود في كيسومو لنقل الوقود عبر بحيرة فيكتوريا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- صراع النفط والغاز.. لبنان يطلب تدخل أميركا لحسم أزمة ترسيم الحدود مع إسرائيل
-
منتدى الدول المصدرة للغاز: 7 شركات عملاقة تنجح في مهمتها.. وهذه أهمية الهيدروجين