خطوة جديدة لإنقاذ صناعة الطاقة الشمسية في أميركا
دينا قدري

تترقب صناعة الطاقة الشمسية في أميركا تلقّي دفعة جديدة، بعد أن شهدت المشروعات الحديثة تعثرًا بسبب تجميد الواردات الآسيوية في انتظار نتائج تحقيق وزارة التجارة الأميركية.
إذ يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن إعلان إعفاء جمركي لمدّة 24 شهرًا للألواح الشمسية من 4 دول في جنوب شرق آسيا، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
يأتي ذلك في الوقت الذي يستمر فيه تحقيق وزارة التجارة -منذ مارس/آذار الماضي- حول ما إذا كانت واردات الألواح الشمسية من كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام تتحايل على الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المصنوعة في الصين.
ومن شأن إجراء بايدن أن يُهدّئ مخاوف الشركات بشأن الاضطرار إلى توفير مليارات الدولارات لدفع الرسوم الجمركية المحتملة.
تحركات بايدن لدعم الصناعة
"ستكون هناك مهلة لتحصيل الرسوم، وهذا في صميم ما سينقذ كل مشروعات الطاقة الشمسية، ويضمن أنها تمضي قدمًا"، حسب وكالة رويترز.
وسيطبّق بايدن قانون الإنتاج الدفاعي لدفع التصنيع الأميركي للألواح الشمسية وتقنيات الطاقة النظيفة الأخرى في المستقبل، بدعم من القروض والمنح.
وسينطبق إعلان بايدن -المعتمد على سلطة قانون التجارة لعام 1930- فقط على الدول الـ4، وسيُنفَّذ بالتوازي مع التحقيق، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.
واعتمادًا على نتائجه، يمكن فرض رسوم جمركية على الألواح الشمسية المستوردة بعد مدة الـ24 شهرًا، لكن التهديد بفرض مدفوعات بأثر رجعي لن يكون مطروحًا على الطاولة.
دفع الطاقة الشمسية في أميركا
قالت رئيسة اتحاد صناعات الطاقة الشمسية، أبيغيل روس هوبر، في بيان: إن "إجراء الرئيس بمثابة تأجيل تنفيذ تمسّ الحاجة إليه لهذا التحقيق الذي يدمّر الصناعة".
وأضافت: "خلال نافذة تعليق التعرفة لمدة عامين، يمكن أن تعود صناعة الطاقة الشمسية في أميركا إلى الانتشار السريع، بينما يساعد قانون الإنتاج الدفاعي على تنمية تصنيع الطاقة الشمسية الأميركية".
"إنها أداة للقيام بما نحن في أمسّ الحاجة إلى القيام به، وهو النمو السريع في القدرة التصنيعية المحلية للألواح الشمسية"، حسبما نقلت رويترز عن مصدر مطّلع على الأمر.
وأضاف المصدر أن الإدارة كانت "تركّز بشكل كبير على التأكد من وجود سلاسل إمداد موثوقة ومرنة في هذه اللحظة الحرجة لقطاع الطاقة لدينا، وقدرتنا على دعم عملائنا ومعالجة أزمة المناخ".
تحقيق أميركي.. وتهديد بالخطر
أوقف التحقيق أساسًا تدفّق الألواح الشمسية التي تشكّل أكثر من نصف الإمدادات الأميركية، و80% من الواردات.
إذ قدّمت شركة إكسيون سولار لتصنيع الوحدات الشمسية التماسًا في 8 فبراير/شباط، تطلب فيه من وزارة التجارة بدء مراجعة واردات الألواح الشمسية من الدول الآسيوية الـ4، لاستخدامها مكونات صينية، والتهرب من دفع رسوم الإغراق.
ويُقصَد برسوم الإغراق أيّ رسوم تُفرض على المستثمر الأجنبي، في حال انخفاض الأسعار للمنتج أو الصناعة ذاتها في بلد المُصدّر عن بلد المستورد.
وألقى هذا التحقيق بظلاله على صناعة الطاقة الشمسية في أميركا، إذ قدّرت شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي -في تقرير اطّلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة- أن نحو 17.5 غيغاواط من المشروعات الشمسية في أميركا المخطط لها خلال 2022 عُرضة للخطر.
تحقيق الأهداف المناخية
يسمح استخدام الإجراء التنفيذي واستدعاء قانون الإنتاج الدفاعي -الذي يمنح الرؤساء بعض السلطات على الصناعات المحلية- لبايدن بالاستفادة من الأدوات المتاحة له، دون التدخل في تحقيق وزارة التجارة.
إذ أعرب حكام الولايات والمشرّعون ومسؤولو الصناعة وخبراء البيئة عن قلقهم بشأن التحقيق، الذي كان يمكن أن يؤدي إلى تعرفات بأثر رجعي تصل إلى 250%.
وخلقت هذه القضية معضلة فريدة للبيت الأبيض، الذي يتوق إلى إظهار قيادة الولايات المتحدة بشأن تغير المناخ، جزئيًا، من خلال تشجيع استخدام الطاقة المتجددة، مع احترام إجراءات التحقيق والبقاء بمنأى عنها.
ويُعدّ تكثيف الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أمرًا حاسمًا لتحقيق هدف بايدن المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50-52% بحلول عام 2030، مقابل مستويات 2005، بالإضافة إلى إزالة الكربون من شبكة الطاقة الأميركية بحلول عام 2035.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في أميركا تواجه احتجاجات ضد استخدام الأراضي الريفية
- هل تهدأ أسعار الطاقة الشمسية في أميركا بعد الارتفاعات الأخيرة؟
- الطاقة الشمسية في أميركا تتصدر مزيج الكهرباء في 2022.. فهل تستطيع خفض الانبعاثات؟
اقرأ أيضًا..
- هل تسمح أميركا بتدفق النفط الإيراني لتعويض الخام الروسي؟
- أوابك ترصد رحلة الغاز قبل كورونا وبعدها.. و4 دول عربية في المقدمة
- منتدى الدول المصدرة للغاز: 7 شركات عملاقة تنجح في مهمتها.. وهذه أهمية الهيدروجين
- مبيعات السيارات الكهربائية في 3 سيناريوهات ( إنفوغرافيك)