التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة الشمسية في أميركا تواجه احتجاجات ضد استخدام الأراضي الريفية

وحملات وسائل التواصل الاجتماعي لمنع مشروعات الطاقة النظيفة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تتطلب مرافق مشروعات الطاقة الشمسية مساحة أكبر بكثير من أراضي محطات الوقود الأحفوري
  • تتعرض مزارع الطاقة الشمسية للهجوم بسبب تشويه المناظر الطبيعية للبلدات الريفية الصغيرة
  • الطاقة الشمسية تمثل حاليًا 3% من إمدادات الكهرباء في الولايات المتحدة
  • شركات الطاقة الشمسية لا تهتم بالبيئة وسوف تدمر الأراضي الزراعية والمجتمعات الريفية
  • مطورو الطاقة الشمسية يستخدمون قضية التغير المناخي لتبرير الأعمال التجارية الربحية

تواجه مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا تحديات جديدة، مع تنظيم حملة اعتراضات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد استخدام الأراضي الريفية لصالح مشروعات الكهرباء النظيفة، وهو ما يضع إستراتيجية تحول الطاقة التي يتبناها الرئيس جو بايدن في مأزق.

ويُعد مشروع سولار ستار في ولاية كاليفورنيا الأميركية من بين أكبر منشآت الطاقة الشمسية في العالم، ويضم 1.7 مليون لوح شمسي، موزعة على 3 آلاف فدان (12.14 كيلومترًا مربعًا) شمال مدينة لوس أنجلوس، أكبر مدن الولاية.

ويشير حجم المشروع الضخم إلى حقيقة غير مريحة للصناعة؛ إذ تنتج محطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي على بُعد 100 ميل (160.93 كيلومترًا) جنوبًا الكمية نفسها من الكهرباء على 122 فدانًا (0.49 كيلومترًا مربعًا) فقط.

اعتراضات ضد استخدام الأراضي

نظرًا إلى أن مزارع الطاقة الشمسية في أميركا تتطلّب مساحات شاسعة من الأراضي، وتشهد حركة سريعة النمو، تسعى حملات وسائل التواصل الاجتماعي المُسَيَّسة، لمنع مطوري الطاقة الشمسية من السماح بمواقع جديدة في المناطق الريفية بأميركا، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز مؤخرًا.

وتُعد هذه الحملات مشكلة كبيرة للاستغناء عن الوقود الأحفوري لمكافحة تغير المناخ.

جدير بالذكر أن الطاقة الشمسية في أميركا تمثل -حاليًا- 3% من إمدادات الكهرباء في البلاد، ويمكن أن تصل إلى 45% بحلول عام 2050 لتلبية أهداف إدارة الرئيس الأميركي جوبايدن لكبح الانبعاثات أو تعويضها بحلول عام 2050، وفقًا لوزارة الطاقة الأميركية.

وتحتاج صناعة الطاقة الشمسية في أميركا، لبلوغ هذه الهدف، إلى مساحة أرض تبلغ ضعف مساحة ولاية ماساتشوستس، وفقًا لوزارة الطاقة.

ولن تحقق أي أرض تلك الشروط؛ إذ يجب أن تكون مسطحة وجافة ومشمسة وقريبة من البنية التحتية للنقل التي ستنقل كهرباءها إلى السوق.

ونظرًا إلى أن مطوري الطاقة الشمسية يقترحون مشروعات جديدة مترامية الأطراف في كثير من الأحيان في أماكن مثل ولايات كانساس وماين وتكساس وفيرجينيا وأماكن أخرى، تسعى الحكومات المحلية ومجموعات الناشطين إلى منعهم، وغالبًا ما تنجح في ذلك.

ويتذرّع المعترضون بأسباب تتراوح بين الاعتبارات الجمالية التي من شأنها الإضرار بقيم الممتلكات ومخاوف بشأن الصحة والسلامة، وفقدان الأراضي الصالحة للزراعة، أو ثقافة المزرعة أو تهديد موائل الحياة البرية.

وقال المدير التنفيذي لمركز كارولينا الشمالية لتكنولوجيا الطاقة النظيفة -وهو مركز أبحاث يدعم تطوير الطاقة النظيفة على الصعيد الوطني- ستيف كالاند: إن هذه الاعتراضات تمثّل أكبر العوائق التي ستواجه الطاقة الشمسية.

جانب من الاعتراضات على نشر مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا
جانب من الاعتراضات على نشر مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا

وسائل التواصل الاجتماعي

تُنظم الاعتراضات على هذه المشروعات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في معظم الحالات، إذ انتشر عدد من الصفحات المخصصة لعرقلة تطوير الطاقة الشمسية في السنوات الأخيرة.

ومن ناحيتها، تعرض الصفحات مزيجًا من المخاوف المشروعة، مثل فقدان المناظر الخلابة وإزالة الأشجار وتآكل التربة، بالإضافة إلى معلومات مضللة حول التغير المناخي والمخاطر الصحية المزعومة من الكهرباء الشمسية.

وتتضمّن الادعاءات الكاذبة الحجج القائلة بأن التغير المناخي هو خدعة تقوم على تأكيدات لا أساس لها، وترى أن مزارع الطاقة الشمسية تسرِّب مادة الكادميوم المسرطنة إلى التربة والمجاري المائية القريبة في أثناء هطول المطر، أو أن المزارع نادرًا ما تنتج الكهرباء.

وحدد تقرير خاص -نشرته وكالة رويترز في 7 أبريل/نيسان الجاري- 45 مجموعة أو صفحة على موقع فيسبوك مخصصة لمعارضة مشروعات الطاقة الشمسية الكبيرة، بأسماء مثل "لا للطاقة الشمسية في ساحاتنا الخلفية"، و"أوقفوا مزارع الطاقة الشمسية".

وكانت 9 صفحات منها فقط موجودة قبل عام 2020، ونصفها تقريبًا أُنشئ في عام 2021، وتضم المجموعات معًا ما يقرب من 20 ألف عضو.

وقال محلل سوق الطاقة الشمسية لشركة أبحاث الطاقة وود ماكينزي، ماثيو ساهد: إن كل مشروع للطاقة الشمسية واسع النطاق يشهد معارضة جيدة التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن قدرة المجتمعات المحلية على تنظيم الاعتراضات أمر مثير للإعجاب.

ذريعة التغير المناخي

قالت المحللة لدى مؤسسة "بيج كاونتي سيتزينز فور ريسبونسيبل سولار" في ولاية فرجينيا، بيث شنايدر، إنها تعتقد أن مطوري الطاقة الشمسية في أميركا يستخدمون قضية التغير المناخي لتبرير الأعمال التجارية الربحية التي تضر بالبيئة بطرق مختلفة.

وأضافت أن شركات الطاقة الشمسية في أميركا لا تهتم بالبيئة وسوف تدمر الأراضي الزراعية والمجتمعات الريفية، للحصول على هذه المشروعات، مشيرة إلى أن جميع الشركات مهتمة بجني الأرباح.

ولم يلق بناء أول مشروعات الطاقة الشمسية الكبيرة -بما في ذلك مشروع سولار ستار، الذي أُنجز في عام 2015- سوى القليل من المعارضة التي جاءت من مناطق نائية مثل صحراء كاليفورنيا.

وتتصاعد التوترات الآن، إذ يخطط قطاع الطاقة الشمسية في أميركا لمشروعات كبيرة تصل إلى مناطق ريفية أكثر كثافة سكانية غير معتادة على انتشار ألواح الطاقة الشمسية.

وعلاوة على ذلك، يشهد قطاع الطاقة الشمسية في أميركا توسًعا متسارعًا بدعم من الحكومة والشركات، وتسعى للحصول على تصاريح أو مراجعات تقسيم المناطق من مجالس المقاطعات والبلدات التي تشرف على استخدام الأراضي في الأحياء السكنية والأراضي الزراعية.

وغالبًا ما تكون مشروعات الطاقة الشمسية في مناطق محافظة سياسيًا، إذ يكون المواطنون أقل اهتمامًا بالتغير المناخي وأكثر دعمًا لصناعات الوقود الأحفوري والوظائف.

وأُلغي أكثر من 1.7 غيغاواط من السعة الشمسية المقترحة خلال مرحلة التصريح في عام 2021، وفقًا لتحليل أجرته شركة وود ماكينزي لصالح وكالة رويترز.

وهذا يعادل عُشر سعة توليد 17 غيغاواط من الطاقة الشمسية على نطاق المرافق التي جرى تركيبها في الولايات المتحدة العام الماضي. ولم تتعقب وود ماكينزي البيانات الخاصة بالتصاريح قبل عام 2021.

ولا تأخذ هذه الأرقام في الحسبان المشروعات المحتملة التي جرى استباقها بسبب القيود المفروضة محليًا أو الوقف الاختياري لتطبيقات الطاقة الشمسية.

مواقع المشروعات

وجد تحليل أجرته كلية الحقوق في جامعة كولومبيا العام الماضي أن 103 مواقع محلية في جميع أنحاء البلاد اعتمدت سياسات لمنع أو تقييد تطوير الطاقة المتجددة، وهي قائمة قال التقرير إنها ليست شاملة.

وأفادت الرابطة الأميركية للكهرباء النظيفة (إيه سي بي) -وهي مجموعة تجارية صناعية- بأن الاحتجاجات تمثل تحديًا كبيرًا لصناعة الطاقة الشمسية وتهدد دورها في معالجة الأضرار المناخية.

وقال مدير سياسة الطاقة الشمسية في الرابطة الأميركية للكهرباء النظيفة، ديفيد موراي: إن مخاوف المجتمع جعلت من الصعب على بعض المطورين توسيع نطاق مشروعات الطاقة الشمسية بالمعدل الذي يجيزه العلم.

ووجه مسؤولو المدارس والمقاطعات في 4 مقاطعات على الأقل في وسط ولاية تكساس، هذا العام، ضربات لتطوير الطاقة الشمسية في أميركا من خلال رفض طلبات المطورين للإعفاءات الضريبية التي تهدف إلى ضمان أن تكون المشروعات مجدية اقتصاديًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق