مبادرة الهيدروجين تعزز مكانة سلطنة عمان في الأسواق العالمية
مي مجدي
استحوذت مبادرة الهيدروجين المفتوحة (أو إتش آي) على اهتمام العالم منذ أطلقها تحالف يجمع بين معهد تكنولوجيا الغاز الأميركي والمختبر الوطني لتكنولوجيا الطاقة ومؤسسة إس آند بي غلوبال بلاتس في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومع التطورات الأخيرة التي تشهدها سلطنة عمان في قطاع الطاقة النظيفة، ستوفر المبادرة حلولًا وأدوات لقياس كثافة الكربون في المنشآت وستجعل الآثار البيئية لإنتاج الهيدروجين أكثر شفافية.
وفي هذا الصدد، يرى رئيس قسم تسعير انتقال الطاقة في مؤسسة إس آند بي غلوبال بلاتس، ألان هايز، أنه مع استعداد عُمان لترسيخ مكانتها بصفتها منتجًا عالميًا للطاقة الخضراء، خاصة الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بات من الضروري للمستثمرين المشاركة في الحلول الرائدة لتقييم كثافة الكربون في الأصول الإنتاجية، حسبما نشرت صحيفة عمان أوبزيرفر (Oman Observer).
مبادرة الهيدروجين المفتوحة
حثّ هايز الأطراف الرئيسة في السوق المهتمة بمستقبل الطاقة الخضراء المزدهر في سلطنة عمان على المشاركة في مبادرة الهيدروجين المفتوحة، حسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أن المبادرة عبارة عن تعاون دولي يهدف إلى إضفاء الشفافية على التأثير البيئي لإنتاج الهيدروجين، والمساعدة في تحرير كامل الإمكانات بصفتها دافعًا مهمًا لتحول الطاقة.
وقال هايز: "أُطلقت مبادرة الهيدروجين المفتوحة لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتضم مؤسسة إس آند بي غلوبال بلاتس المزود العالمي الرائد للتصنيفات الائتمانية والمقاييس والتحليلات الموضوعية والبيانات، ومعهد تكنولوجيا الغاز، وهي مؤسسة بحثية رائدة مقرها الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن المبادرة تشمل مجموعة من المتخصصين في قطاع الطاقة، وتهدف إلى خلق أدوات موضوعية تتمتع بالمصداقية والشفافية، وتعتمد على مصادر مفتوحة تسمح للمشاركين في سلاسل القيمة لصناعة الهيدروجين بتقييم كثافة الكربون للوقود على مستوى الأصول.
وأضاف: "تطمح هذه المبادرة إلى تطوير أدوات ونهج لقياس كثافة الكربون في إنتاج الهيدروجين خلال جميع مسارات الإنتاج.. فنظرًا إلى وجود طرق مختلفة لإنتاج الهيدروجين، سيكون لديك خصائص وقياسات مختلفة لكثافة الكربون".
وتابع: "من هذا المنطلق، من المهم فهم كثافة الكربون عبر مسارات الإنتاج المختلفة، إذ يمكن اتخاذ قرارات وخيارات توفر أنسب الطرق الفعالة من حيث التكلفة لإزالة الكربون لإنتاج الهيدروجين".
وأشار هايز إلى أن الأدوات المقدمة من خلال مبادرة الهيدروجين لا تقتصر أهميتها على فهم طرق إزالة الكربون من الهيدروجين، لكنها تسهّل -أيضًا- تطوير تجارة السلع وتصديرها إلى الأسواق الاستهلاكية الرئيسة.
أهمية سلطنة عمان للمبادرة
وفقًا للخبير في أسواق الطاقة، ألان هايز، فإن استثمارات سلطنة عمان الضخمة في الطاقة الخضراء تجعلها مؤهلة للاستفادة من عضوية مبادرة الهيدروجين المفتوحة.
ويأمل هايز مشاركة أكبر عدد ممكن من المستثمرين في السوق بالمبادرة، موضحًا أنهم يبحثون عن أشخاص في كفاءة مستثمري المشروعات العمانية ليكونوا جزءًا من المبادرة.
وقال: "في النهاية، هذه أداة نريد أن تبدأ الصناعة في استخدامها، وتكمن أهمية المشاركة في هذه العملية أن يكون المشاركون جزءًا من تطوير أداة تناسب احتياجاتهم".
واستشهد هايز بالإمكانات الهائلة لسلطنة عمان لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن تكون الدولة قادرة على توضيح مستويات انخفاض الكثافة الكربونية المحتملة لمشروع محدد في الأسواق المستقبلية.
وتقود مجموعة "أوكيو" العمانية محفظة تزيد على 35 غيغاواط، وتواصل تطوير قدرات الطاقة المتجددة التي تدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر، والمقرر تنفيذها على مدى العقد المقبل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، أكد هايز ضرورة أن تكون الجهات التنظيمية في صناعة الهيدروجين الأخضر بسلطنة عمان جزءًا لا يتجزأ من مبادرة الهيدروجين المفتوحة.
واستطرد قائلًا: "نحن نرى كثافة الكربون بمثابة جزء أساسي من صناعة الهيدروجين الناشئة، التي تشمل الجهات التنظيمية".
وتابع: "إذا نظرنا إلى العالم الآن، فسنجد جهات تنظيمية في أجزاء مختلفة من العالم تتطلع إلى فرض حد لكثافة الكربون، لكن لكي تحقق الصناعة ذلك فهي بحاجة إلى طريقة وأداة تسمح لها بقياس كثافة الكربون".
ويعتقد هايز أنه من المهم الحديث مع المنظمين الذين يتطلّعون إلى صناعة تمتثل للوائح وتنفيذها، ومن المحتمل أن تكون مبادرة الهيدروجين المفتوحة إحدى الوسائل التي تظهر للجهات التنظيمية أنها تفي باحتياجاتهم.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: تحالف أوبك+ لا يمكنه تعويض الخفض المقترح بإنتاج النفط الروسي
- مصافي التكرير العالمية تكافح لتلبية الطلب بعد جائحة كورونا
- جدل بريطاني حول ضرائب شركات النفط والغاز في بحر الشمال