إعادة فتح أكبر مواقع تخزين الغاز البريطانية ردًا على اضطراب إمدادات روسيا
والحكومة تسعى لإعادة فتحه خلال شهر
هبة مصطفى
- بريطانيا تتوسع في عمليات تخزين الغاز لتوفير الإمدادات قبل الشتاء
- إعادة فتح "راف" أكبر مواقع التخزين المحلية خلال شهر
- الشركة المالكة تعوّل على الدعم الحكومي لاستمرار خطط التخزين
- الموقع يتسع لتخزين إمدادات غاز تكفي بريطانيا بالكامل لمدة 10 أيام
- الموقع كان يُخطط للاستفادة منه في تخزين الهيدروجين
- المملكة المتحدة تواجه الشتاء بتشغيل محطات الفحم وتمديد المحطات النووية
تسعى بريطانيا بشتى الطرق لضمان توفير الإمدادات اللازمة لعمليات تخزين الغاز خلال الآونة الحالية، لا سيما أن غالبية دول القارة الأوروبية تعزّز مخزوناتها خلال فصل الصيف، استعدادًا لتلبية الطلب المتنامي في الشتاء.
وانعكس اضطراب إمدادات الغاز الروسية على خطوات انتقال الطاقة في بريطانيا، إذ تخوض الحكومة مباحثات مع الشركة المالكة لإعادة فتح أكبر مواقع تخزين الغاز في المملكة المتحدة.
وجاءت تلك الخطوة بعدما تسبّب قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإلزام الدول "غير الصديقة" بالدفع بالروبل مقابل الغاز، ما أدى إلى وقف الإمدادات عن كل من: بولندا وبلغاريا وهولندا، لرفضها الاستجابة إلى طلب تغيير عملة الدفع.
وتخشى دول أوروبية عدة تأثير تداعيات انقطاع الإمدادات الروسية على أسعار الغاز في الأسواق العالمية، لا سيما في ظل زيادة الطلب المتوقعة خلال الشتاء.
مخاوف نقص الإمدادات
تدرس بريطانيا إعادة فتح أكبر مواقع تخزين الغاز في البلاد "راف" خلال شهر، ويخوض وزير الأعمال، كواسي كوارتنغ، مباحثات حول خطط التشغيل وبدء التخزين مع شركة سنتريكا المالكة للموقع.
وتهدف الحكومة من تلك الخطوة إلى إنقاذ ما يقرب من 6 ملايين أسرة بريطانية من خطر انقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الشتاء، وفق ما نقلته صحيفة إنرجي فويس عن "ذي تليغراف".
ويتزامن الاتجاه نحو فتح أكبر مواقع تخزين الغاز في البلاد مع إجراءات أخرى من شأنها ضبط معدلات الاستهلاك وتقنين حصص الكهرباء.
وعلى الصعيد الرسمي، استبعدت الحكومة البريطانية إمكان تعرُّض المستهلكين لنقص بالإمدادات، في حين عوّل باحثون على إعادة موقع تخزين الغاز "راف" لتوفير الإمداد.
وكان الأستاذ في جامعة وارويك، مايك برادشاو، قد طالب -في مارس/آذار الماضي- لجنة في مجلس العموم البريطاني بإعادة النظر في قضية تخزين الغاز، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة تفتقر إلى التخزين الإستراتيجي، إذ تعتمد على تخزين إمدادات ضئيلة لتلبية الطلب وضمان توازن السوق.
واقترح برادشاو إمكان الاستفادة من محطات الغاز المسال الـ3 بالبلاد بصفتها مواقع تخزين للغاز قصيرة المدى، لضمان مستويات أمن المخزونات في فصل الشتاء.
- بريطانيا تتجاهل أزمة أوكرانيا لتأمين احتياجاتها من الغاز الروسي
- تخزين الغاز في أوروبا يشهد نشاطًا ملحوظًا وسط زيادة الاحتياطيات
تحديات تُهدد التخزين في "راف"
يواجه أكبر مواقع تخزين الغاز في المملكة المتحدة "راف" تحديات تعوق خطط إعادة فتحه في غضون شهر، وتعود غالبية تلك التحديات إلى توفير الدعم الحكومي.
وكان موقع تخزين الغاز "راف" قد أُغلق عام 2017، بعدما عجزت الشركة المالكة سنتريكا عن توفير تكلفة التشغيل والتخزين دون دعم حكومي.
وتتطلّب خطط إعادة فتح الموقع توفير تكلفة تصل إلى ملياري جنيه إسترليني، وهو ما يدور ضمن مباحثات كوارتنغ مع مسؤولي الشركة المالكة التي علقت إعادة فتح "راف" على توافر الدعم من قبل الحكومة البريطانية.
وحول سعة تخزين الغاز في الموقع، كان "راف" يتسع في السابق لنحو 70% من سعة التخزين في البلاد، لكن إعادة فتحه في الساحل الشرقي لإنجلترا توفر لها إمدادات موثوقة لمدة 10 أيام خلال الشتاء المقبل.
(الجنيه الإسترليني = 1.26 دولارًا أميركيًا)
تأجيل خطط الهيدروجين
كانت المملكة المتحدة تُخطط للاستفادة مستقبلًا من أكبر مواقع تخزين الغاز في البلاد "راف" لتخزين الهيدروجين.
وأكد متحدث باسم الحكومة أن الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته على أسواق الطاقة يفتح المجال أمام الخيارات كافّة، لضمان أمن الإمدادات ومن ضمنها عمليات تخزين الغاز، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ عنه دون الإفصاح عن اسمه.
وأضاف المتحدث أن هناك خططًا مستقبلية تتعلق بخيارات تخزين الطاقة النظيفة والهيدروجين ومواقعهما، غير أنه لم يتناول تفاصيلها بالحديث.
وتتزامن مساعي الحكومة البريطانية لتوفير مواقع يمكن الاستفادة منها في تخزين الغاز الطبيعي مع مواجهتها تحديات تتعلق بتكاليف المعيشة في ظل ارتفاع فواتير الطاقة.
وتوقعت إدارة أسواق الغاز والكهرباء الحكومية غير الوزارية تعرّض ما يقرب من 12 مليون أسرة لفقر الوقود، في ظل تجاوز الفواتير حاجز 2800 جنيه إسترليني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويترقب البريطانيون إسهام حزمة المساعدات التي أقرتها الحكومة الأسبوع الماضي بتخفيف وطأة أعباء فواتير الطاقة على المستهلكين.
- تضخم مديونيات فواتير الطاقة يهدد سوق الكهرباء والغاز في المملكة المتحدة
- المملكة المتحدة تفضل تعزيز الرياح والطاقة النووية عن تقنين الغاز
جاهزية حكومية
على الجانب الآخر، أكدت وزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية في المملكة المتحدة جاهزية الحكومة لأي سيناريوهات تتعلق بإمدادات الطاقة خلال فصل الشتاء المقبل.
ونفت الوزارة وجود أي تحديات تعوق إمدادات الغاز والكهرباء، مشيرة إلى استعداد الحكومة لأي سيناريوهات طارئة قد تواجهها، وفق ما نقلته ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس عن بيان لها.
وتحفظت الوزارة على التطرق إلى الحديث عن طرح "تقنين" الاستهلاك بوصفه أحد خيارات ضمان توفير إمدادات الطاقة خلال فصل الشتاء المقبل.
وفي 27 مايو/أيار الجاري، طالب وزير الأعمال كواسي كوارتينغ، الشبكة الوطنية "إسو" التي تعمل بمثابة موزع للكهرباء في أنحاء بريطانيا كافّة، بالتعاون مع محطات الكهرباء العاملة بالفحم، لضمان إمدادات مُولدة عبر مصادر لا تتعلق بالغاز.
واستكمالًا للخطط الحكومية للتخلص من سيطرة الإمدادات الروسية، لجأت الحكومة إلى الطاقة النووية بجانب تخزين الغاز ودعم محطات الفحم.
وتبحث الوزارة إمكان تمديد عمل محطة هينكلي بوينت بي للطاقة النووية -التي تبلغ سعتها 963 ميغاواط- بعدما كان مقررًا إغلاقها في يوليو/تموز المقبل.
اقرأ أيضًا..
- مشروعات عملاقة بالطاقة الكهرومائية في 5 دول عربية أبرزها مصر والجزائر والعراق
- الجيش الروسي يقصف محطة طاقة شمسية في أوكرانيا (صور وفيديو)
- إيرادات صادرات مصر من الغاز تسجل قفزة كبيرة في 4 أشهر