أول شهادة تميز بيئي للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة في مصر
قبل قمة المناخ كوب 27
داليا الهمشري
- توقيع اتفاقية تفاهم لإعلان متطلبات التميز للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة
- الاتفاقية تهدف إلى الوصول بالمخاطر البيئية وعوامل التلوث في المنشآت الصحية إلى الحدّ الأدنى
- الاتفاقية تدعم كفاءة استخدام الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة
- المنشآت الصحية لا بد أن يكون لها دور ريادي في التحول نحو التنمية المستدامة
تواصل مصر استعداداتها لاستضافة قمة المناخ كوب 27، وذلك بأول شهادة تميز بيئي للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة، من خلال توقيع اتفاقية تفاهم بين الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وإحدى شركات الأدوية لإعلان متطلبات التميز للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، الدكتور أشرف إسماعيل، أن هذه الاتفاقية تهدف إلى الوصول بالمخاطر البيئية وعوامل التلوث في المنشآت الصحية إلى الحدّ الأدنى، مع تعظيم الاستخدام الأمثل للموارد وتعزيز المسئولية البيئية للمنشآت الصحية المصرية.
وأضاف إسماعيل، خلال كلمته الافتتاحية لمؤتمر "الإعلان عن متطلبات التميز للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة"، اليوم الأحد 29 مايو/أيار، أن تحقيق التميز في المنشآت الصحية وخلق بيئة آمنة ونظيفة ليس أمرًا مستحيلًا، لا سيما إذا تعاونت جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية في زيادة الوعي بالعمل المناخي، وتعزيز قيم العمل التطوعي ودعمه بالإمكانات والموارد في سبيل تحقيق الرؤية المصرية في بيئة خضراء مستدامة.
وتتماشى أول شهادة تميز بيئي، التي تتيحها الاتفاقية، مع التوجه المصري نحو تعميم المنشآت الخضراء المستدامة استعدادًا لقمّة المناخ كوب 27، والتزام مصر بالخطة الأممية للتنمية المستدامة لتحقيق رؤيتها المستقبلية "مصر 2030"، بما في ذلك الاقتصاد الأخضر والتوسع في الطاقة المتجددة وتطوير منظومة الرعاية الصحية والقضاء على الفقر وتعزيز جودة الحياة.
محاور الاتفاقية
سلّط الدكتور أشرف إسماعيل الضوء على اتفاقية التميز للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة، التي تتيح أول شهادة تميز بيئي، قائلًا، إنها تشمل المحاور التالية:
1- القيادة الفعالة والتخطيط لبيئة خضراء مستدامة لدعم ممارسات الاستدامة البيئية ونشر الوعي بالممارسات الصديقة للبيئة، والإشراف على نشاط الإصحاح البيئي، من أجل تحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات الكربونية.
2- كفاءة استخدام الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة وقياس الأحمال ووضع نظام وبرامج لإدارة الأصول الكهربائية والميكانيكية والطبية، والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والغاز الحيوي والهيدروجين الأخضر.
3- اتّباع الأساليب التي تهدف إلى الاستخدام الأمثل للموارد المائية، بما يضمن استدامتها ووَفرة المياه النظيفة.
4- الإدارة الآمنة للمواد الكيميائية؛ إذ يُعدّ القطاع الصحي مستهلكًا رئيسًا للمواد الكيميائية، بما في ذلك المواد ذات التأثيرات الخطيرة على الصحة والبيئة، مثل الزئبق الأحمر، ما يُحتِّم تبنّي الممارسات التي تضمن الإدارة الآمنة للمواد الكيميائية والمخلفات الخطرة بشكل فعال في منشآت الرعاية الصحية.
5- إدارة مخلفات الرعاية الصحية: وذلك من خلال تعزيز الممارسات السليمة لإدارة وتداول المخلفات الطبية، واستخدام التكنولوجيا في عملية المعالجة، وذلك لحماية المرضى والعاملين والبيئة من المخلفات الطبية الضارة الناجمة عن خدمات تقديم الرعاية الصحية.
6- اتّباع الممارسات السليمة في استخدام الغذاء الصحي، واتّباع النُظُم الغذائية الصحية، خاصةً في ظل ما تؤدي إليه الأنظمة الغذائية غير الصحية من مضاعفات خطيرة، مثل الأمراض غير السارية.
7- تعزيز خيارات الشراء الخضراء والأخلاقية: وذلك من خلال توفير منتجات أكثر أمانًا واستدامة بيئيًا، مع الأخذ في الاعتبار المعايير القياسية للاستهلاك.
8- المباني الخضراء المستدامة: وذلك بمراعاة أن تلتزم أعمال التشييد والبناء في المنشآت الصحية باستخدام منتجات وأنظمة بناء أكثر أمانًا ومرونة واستدامة، واعتماد التصاميم التي تضمن عدم الإخلال بالبيئة الطبيعية (النُظُم البيئية) وتحافظ على التراث الاجتماعي المحلي للمنطقة، لدمج المباني بشكل أفضل مع المجتمع والبيئة الطبيعية، مع الالتزام بتصميمات ذات تكلفة منخفضة للصيانة الدورية لضمان استدامتها.
مستويات التميز البيئي
قال عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، الدكتور سيد العقدة، إن أول شهادة تميّز بيئي لها 3 مستويات ستمنحها الهيئة للمنشآت الصحية، المستوى الأول (الشهادة الذهبية للتميز البيئي) في حال تخطّي المنشأة لـ90% من درجة التطابق مع المتطلبات. والمستوى الثاني هو (الشهادة الفضية)، إذا كانت الدرجات من 70% إلى أقلّ من 90%.
وأشار العقدة إلى أن الوقت قد حان لإدارة المخلّفات الطبية بشكل أخضر مستدام، بهدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى جانب تشجيع إعادة التدوير والحفاظ على الموارد الطبيعية، خاصة المياه، مع مرونة التعامل مع التقلبات المناخية التي تتسبّب فى العديد من المشكلات الصحية والوفيات والهدر فى موارد الدول النامية.
وطالب رئيس الجمعية المصرية للمباني والمجتمعات الخضراء، الدكتور صلاح الحجار، بضرورة أن يكون للمنشآت الصحية دور ريادي في التحول نحو التنمية المستدامة، انطلاقًا من كونها الجهة الرئيسة المنوطة بالتصدي للتبعات الصحية السلبية التي قد تنتج عن التغيرات المناخية.
خفض الانبعاثات الكربونية
أكد الحجار أن قطاع الرعاية الصحية في مصر يُعدّ من أكثر القطاعات الواعدة التي تمتلك مقومات التطور؛ نظرًا للطلب المتزايد على الخدمة التي تُقدَّم، وإمكان رفع عدد الأسرة المتاحة بالمستشفيات لتبلغ ضعف العدد المتاح حاليًا.
وأضاف أن تطبيق نظم الإدارة المستدامة، متضمنةً معايير المباني الخضراء، يضمن تحسين مستوى الخدمة المقدَّمة مع الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
كما يمكن أن يحقق وفرًا في استهلاكات الطاقة يتراوح بين 40% و50%، إلى جانب وفر في استهلاك المياه قد يصل إلى 40% من الاستهلاك السنوي، وخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 30% على الأقلّ.
موضوعات متعلقة..
- قبيل قمة المناخ كوب 27.. اتهام مجموعة الـ20 بالفشل في تعهداتها المناخية
- مصر تدرس طرح سندات خضراء قبل قمة المناخ كوب 27
- قبل قمة المناخ كوب 27.. مصر تكثف جهودها لخفض انبعاثات قطاع النفط
اقرأ أيضًا..
- منافسة شرسة على صناعة الرقائق الإلكترونية بين أميركا وعدة دول آسيوية (تقرير)
- السودان يتفاوض على نقل النفط من الجنوب مقابل 25 دولارًا للبرميل
- رئيس منظمة غرينفيث: كوب 27 فرصة لنشر أهداف المناخ في مصر والعالم العربي (حوار)
- أنس الحجي: الزفت يرتبط بالسياسة والاقتصاد.. وكل من يعادي النفط يتجاهل فوائده