تسعى الهند لاستغلال الحرب الروسية على أوكرانيا بتحقيق أقصى مكاسب لقطاع الطاقة في البلاد، إذ يُجري تحالف من شركات هندية محادثات مع شركة شل، لبيع حصتها في محطة كبيرة للغاز الطبيعي المسال في روسيا، تخلّت عنها الشركة في أعقاب الهجوم على أوكرانيا.
ويعكس اهتمام تحالف شركات الطاقة الهندية بالمحطة الروسية مدى استعداد الدولة الآسيوية للتحرك نحو أصول الطاقة وإمدادات النفط الرخيصة التي أغرقت السوق، نتيجة انسحاب الشركات الغربية من روسيا.
ورفضت الهند -ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم- الانسياق وراء العقوبات الغربية والأميركية بحظر النفط الروسي، إذ استمرت نيودلهي في تلقّي الإمدادات من موسكو، بل وسّعت لاستغلال الوضع بطلب خصومات تتجاوز 30 دولارًا على برميل النفط الروسي.
شل تتخلى عن مشروعاتها في روسيا
زادت واردات الهند من خام موسكو، في أبريل/نيسان الماضي، إلى نحو 277 ألف برميل يوميًا، ارتفاعًا من 66 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار، بسبب شراء المصافي للنفط الخام المخفّض الذي توقفت عن شرائه دول وشركات غربية كثيرة.
وقالت شركة شل في فبراير/شباط الماضي، إنها ستتخارج من جميع عملياتها في روسيا، بما في ذلك حصّتها البالغة 27.5% في حقل "سخالين 2" للغاز الطبيعي المسال في الجانب الشرقي لروسيا، وسط نزوح جماعي للشركات الغربية من البلاد.
وتخلّى العديد من شركات الطاقة العملاقة عن المشروعات في روسيا؛ بسبب حربها على أوكرانيا، مثل بي بي البريطانية وإكوينور النرويجية وإكسون موبيل وشيفرون الأميركيتين.
وخفضت أكبر شركة لتجارة الغاز الطبيعي المسال في العالم 3.9 مليار دولار من الأصول الروسية، بعد قرارها لمغادرة موسكو.
وقالت 3 مصادر لرويترز، إن الشركة دخلت مؤخرًا في مباحثات مع مجموعة من الشركات الهندية، من بينها "أو إن جي سي فيديش"، و غايل"، للاستحواذ على حصّتها في المحطة الروسية.
موافقة موسكو على بيع أصول شل
طلبت عملاق الطاقة الأنغلو هولندية من التحالف الهندي تقديم عروض منفصلة لصفقات طويلة الأجل أبرمتها الشركة مع سخالين 2، لتزويدها بشحنات الغاز الطبيعي المسال والنفط الخام، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وطلبت الحكومة الهندية من شركات الطاقة التي تديرها الدولة تقييم إمكان شراء الأصول الروسية من شركات النفط الأوروبية الكبرى، بما في ذلك شركة بي بي.
ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه المحادثات بين شل والتحالف الهندي، في صفقة ستظل قيمتها غير واضحة، بعد أن قامت شل بشطب أصولها الروسية.
وسيتطلب أيّ اتفاق للبيع بين شل والشركات الهندية موافقةَ موسكو أيضًا.
وأكدت المصادر لرويترز أن شل لا تُجري حاليًا أيّ محادثات مع شركات أخرى، بما في ذلك مجموعات الطاقة الصينية، لبيع حصتها في سخالين2.
وتدير شركة الغاز الروسية "غازبروم" حقل سخالين2 بنسبة 50%، بالشراكة مع شركتَي ميتسوي وميتسوبيشي اليابانيتين.
بيع أعمال التجزئة وزيوت التشحيم
وافقت شل في وقت مبكر من هذا الشهر على بيع أعمال التجزئة وزيوت التشحيم إلى شركة لوك أويل الروسية.
وأعلنت الشركتان، في 12 مايو/أيار الجاري، أن شركة لوك أويل، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، ستشتري 411 محطة بيع بالتجزئة مملوكة لشل في المناطق الوسطى والشمالية الغربية من روسيا، ومصنع تورزوك لمزج زيوت التشحيم، بحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويقع مشروع سخالين2 قبالة الساحل الشمالي الشرقي لروسيا، وينتح نحو 11.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، والتي تُصَدَّر إلى الأسواق الرئيسة، بما في ذلك الصين واليابان.
وحققت شركة شل أرباحًا قياسية في الربع الأول من العام المالي، بلغت 9.13 مليار دولار، مدعومة بارتفاع أسعار النفط والغاز، وأرباح التكرير الممتازة والأداء القوي لقسم التداول بها.
وتجاوزت شل أعلى أرباح ربع سنوية سُجِّلت في عام 2008، حتى بعد تخفيض مبلغ 3.9 مليار دولار بعد الضرائب، نتيجة لقرارها بالخروج من العمليات في روسيا.
موضوعات متعلقة..
- شركة شل تستحوذ على منطقة امتياز نفط وغاز في مصر
- أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا.. شل تستعد لاستئناف تشغيل بريلود
- نشطاء المناخ في بريطانيا يستولون على ناقلة وقود تابعة لـ"شل"
اقرأ أيضًا..
- أوابك تعلن أرقام مشروعات الهيدروجين العربية.. مصر والسعودية في المقدمة
- بالأرقام.. صادرات الغاز المسال الأميركية تحقق قفزة تاريخية بفضل حصار روسيا
- دراسة تحبط خطط المغرب والجزائر ومصر لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا