الاستفادة من أصول الوقود الأحفوري الأميركية في تحويل منجم فحم إلى مركز للهيدروجين
شركة أسترالية تتولى المشروع وتطمح بالحصول على دعم الطاقة الأميركية
هبة مصطفى
تسعى أميركا للاستفادة من أصول الوقود الأحفوري والبنية التحتية التي تُحال إلى التقاعد خلال رحلة انتقال الطاقة، وتستعد -حاليًا- لاستكشاف إمكان تحويل منجم فحم في واشنطن إلى محطة للهيدروجين الأخضر.
وتأتي تلك الخطوة تماشيًا مع توجه إدارة الرئيس جو بايدن ووزارة الطاقة الأميركية إلى تعزيز نشر 4 مراكز إقليمية للهيدروجين بحد أدنى، ووافق البيت الأبيض على تخصيص 8 مليارات دولار لذلك بموجب قانون البنية التحتية.
وكانت وزارة الطاقة قد تلقت، في 21 مارس/آذار الماضي، ما يتجاوز 300 رد على طلبها الثاني ضمن جولة معلومات تهدف إلى اختيار مواقع مراكز الهيدروجين.
أصول الوقود الأحفوري
في إطار سعي الولايات المتحدة للتوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر وبناء مراكز إقليمية، تخوض العاصمة واشنطن تجربة مثيرة للاهتمام، إذ تعكف شركة فورتيسكيو فيوتشر إندستريز التابعة لمجموعة فورتيسكيو للتعدين الأسترالية (وهي رابع أكبر مُنتج لخام الحديد بالعالم) على استكشاف إمكان تحويل منجم فحم إلى محطة للهيدروجين.
وقال رئيس الشركة ومؤسسها، أندرو فورست، إن شركته تهدف إلى تحويل أميركا الشمالية إلى محور ريادي عالمي للطاقة الخضراء، بما يسمح بتوفير الآلاف من الوظائف الخضراء، وفق ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.
وأضاف فورست أن الاستفادة من البنية التحتية للوقود وإعادة تأهيلها وتحويلها إلى مراكز تُنتج الهيدروجين الأخضر يوفر مصدرًا عالميًا للكهرباء بصفته أحد حلول إنقاذ الكوكب.
وتتوافق رؤية رئيس شركة فورتيسكيو مع الشرط الذي أقره قانون البنية ووزارة الطاقة الأميركية، لتوفير التمويل لمراكز الهيدروجين الأخضر، باعتماد أحد تلك المراكز على الوقود الأحفوري بصفته مادة أولية.
وبموجب القانون يعتمد أحد مراكز الهيدروجين الأخضر على الطاقة المتجددة مادة أولية أيضًا، ومركز آخر على الطاقة النووية.
ويطالب القانون مراكز الهيدروجين الأخضر المزمع تلقيها منحة التمويل بتحديد الفئة المستهدفة من إنتاجه، وتتنوع ما بين مولدات الكهرباء، والاستخدامات الصناعية، واستخدامات التدفئة سواء السكنية أو التجارية، وكذلك النقل.
- أميركا.. حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء تعادل الوقود الأحفوري بحلول 2050
- الأمين العام للأمم المتحدة: استثمارات الوقود الأحفوري جنون اقتصادي وأخلاقي
منجم فحم واشنطن
وقّعت شركة فورتيسكيو فيوتشر إندستريز اتفاق تعاون أُعلن في 13 مايو/أيار الجاري مع المجمع الصناعي لشركة ترانس ألتا التي تهدف إلى إعادة تطوير 4 آلاف و400 فدان في مقاطعة لويس كانت مخصصة لاستخراج الفحم قبل انتهاء عملها عام 2006.
ويهدف الاتفاق إلى استكشاف إمكان تحويل منجم الفحم الواقع في واشنطن إلى محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتستعد محطة فحم في منطقة سنتراليا (كانت تحصل على الفحم من منجم واشنطن) تابعة لشركة ترانس ألتا -أيضًا- للتقاعد عام 2025، بعدما تجاوز عمر تشغيلها 50 عامًا، وخُفضت قدرتها تدريجيًا بسحب أولى وحداتها لتوليد الكهرباء عام 2020، لينخفض إنتاجها من 1300 إلى 670 ميغاواط.
وأوضحت شركة فورتيسكيو أنها تنوي التقدم بطلب إلى وزارة الطاقة، للحصول على تمويل دعم مشروعات الهيدروجين الأخضر، ورأت الشركة أن محطة إنتاج الهيدروجين المُخطط إنشاؤها في موقع منجم الفحم المزود لمحطة سنتراليا ينطبق عليها شروط المراكز الإقليمية التي حددتها الوزارة.
Goodbye coal. Hello green hydrogen.
We're investigating how to take the US Centralia coal mine and turn it green, repurposing it to create green hydrogen and new jobs.
This is another step forward in being a part of the solution to save the planet. https://t.co/WghJjVn1TG pic.twitter.com/R1fpBgY6HU
— Fortescue Future Industries (@FortescueFuture) May 13, 2022
خفض الانبعاثات والوظائف الخضراء
في توضيح لمصير العاملين بمنجم الفحم ومحطته، ذكرت شركة فورتيسكيو أنها تخطط لدمج عمال الفحم في مشروعها المرتقب لإنتاج الهيدروجين الأخضر، للتوسع في معدلات الوظائف الخضراء في أميركا بالآلاف، وفق بيان لها.
وأشار الرئيس التنفيذي للشركة، بول براوننغ، إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر من المركز الإقليمي المرتقب يُسهم في تخلّص قطاعات النقل والصناعات الثقيلة بالمنطقة من الكربون.
وقال براوننغ إن شبكة الكهرباء الواقعة في نطاق المركز المرتقب لإنتاج الهيدروجين الأخضر يمكن الاعتماد عليها في توفير إمدادات الكهرباء لقطاعات كان يصعب تزويدها من قبل كشاحنات النقل لمسافات طويلة، والمواني، والطيران، والصناعات الثقيلة؛ كونها أقل شبكات العالم إنتاجًا للانبعاثات.
وأضاف عضو لجنة البيئة والطاقة في مجلس النواب، آب بارنو، أن الهيدروجين يشكل مصدرًا بديلًا للكهرباء في واشنطن لا سيما أن العاصمة تنطلق بعيدًا عن الوقود الأحفوري ومخاوف موثوقية الشبكة.
المركز الإقليمي للهيدروجين الأخضر
أعلن التحالف الاقتصادي بمقاطعة لويس في واشنطن دعمه للشراكة بين شركتي ترانس ألتا وفورتيسكيو التي تهدف إلى التعاون واستكشاف إمكان تحويل منجم الفحم بسنتراليا إلى مركز إقليمي للهيدروجين.
وأكد التحالف أن تكلفة تحويل منجم الفحم من كونه أحد أصول الوقود الأحفوري بالمقاطعة والعاصمة الأميركية إلى محطة ومركز الهيدروجين، تتراوح بين 400 و600 مليون دولار، ويمكنه توفير 200 وظيفة خلال مرحلة البناء و140 وظيفة أخرى مع بدء التشغيل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فورتيسكيو، بول براوننغ، إنه في ظل انتشار الهيدروجين الأخضر لن يكون هناك مكان للوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة تتوافق مع خطط مكافحة تغير المناخ، وفق صحيفة ذي كرونيكل المحلية في سنتراليا بواشنطن.
وأضاف أن توقيت مشروع بحث إمكان تحويل أصول الوقود الأحفوري إلى مركز للهيدروجين الأخضر يُعد مثاليًا، إذ إن المحطة التابعة لشركة ترانس ألتا مقرر لها الإغلاق عام 2025، في حين يمكن تشغيل محطة الهيدروجين عام 2026.
اقرأ أيضًا..
- السيطرة على النفط العراقي.. حلم صيني تحبطه بغداد (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية: اعتماد جنوب شرق آسيا على النفط يزيد من تحديات أمن الطاقة
- أوابك: العالم لن يتخلى عن النفط والغاز.. والعرب صمام أمان الطاقة