قمة المناخ كوب 27.. تحركات مصرية مكثفة لدعم تطلعات الدول النامية
ياسر نصر
- وزير الخارجية يشارك في اجتماع بكوبنهاغن حول تنفيذ تعهدات المناخ
- تفعيل بنود اتفاق باريس والوفاء بالتعهدات الوطنية حول خفض الانبعاثات
- مصر تبحث التعاون مع الدنمارك في مشروعات الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر
- القاهرة تدعو إلى ضرورة عدم تأثر تعهدات المناخ بالوضع الجيوسياسي
تبذل مصر مساعيَ حثيثة من أجل أن تلبي مخرجات قمة المناخ كوب 27، المقرر انعقادها في مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، طموحات وتطلعات الدول النامية، والبناء على مخرجات القمم السابقة من أجل الوفاء بالتعهدات المناخية.
خلال الساعات الماضية، شارك 3 مسؤولين مصريين في عدد من اللقاءات والفعاليات الدولية، الرامية إلى مناقشة الاستعدادات لاستضافة مصر مؤتمر المناخ كوب 27 القادم، وكذلك الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.
اجتماع وزاري للمناخ
في هذا الإطار، شارك وزير الخارجية، الرئيس المعين لقمة المناخ كوب 27، سامح شكري، اليوم الخميس، 12 مايو/أيار 2022، في الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه الدنمارك حول تنفيذ تعهدات المناخ، والمنعقد برئاسة مصرية بريطانية مشتركة.
حضر الاجتماع وزير الدولة البريطاني "ألوك شارما" رئيس قمة المناخ كوب 26 ووزير المناخ والطاقة والمرافق الدنماركي دان يورجنسن، فضلًا عن السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ باتريشيا إسبينوزا، والعديد من وزراء ومسؤولي الدول الأعضاء بالاتفاقية وممثلين عن المجتمع المدني.
تعهدات المناخ
أكد شكري، خلال كلمة في الجلسة الافتتاحية على ما يوفره الاجتماع من فرصة لتبادل الرؤى والخبرات حول جوانب تنفيذ عمل المناخ الدولي، من خلال تفعيل بنود اتفاق باريس حول المناخ والوفاء بالتعهدات الوطنية حول خفض الانبعاثات، بجانب التعهدات الأخرى التي أُعلِنَت خلال الدورة الأخيرة لقمّة المناخ كوب 26.
وأشار وزير الخارجية إلى ما تحتلّه قضية الوفاء بتعهدات المناخ من أولوية لدى الرئاسة المصرية للدورة المقبلة للمؤتمر، وكيفية تحويل التعهدات لواقع ملموس على الأرض، معربًا عن تطلّعه إلى أن يسهم الاجتماع في تقييم الوضع الحالي لتنفيذ التعهدات وتحديد كيفية العمل من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس حول المناخ.
تعاون مصر والدنمارك
كان سامح شكري قد التقى في وقت سابق اليوم برئيسة وزراء الدنمارك، مِتَّه فريدريكسون، في إطار الزيارة التي يُجريها حاليًا إلى كوبنهاغن، لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والدنمارك.
وأبدى شكري اهتمام بلاده بزيادة الاستثمارات الدنماركية وتعزيز مشاركة الجانب الدنماركي في خطط التنمية المصرية، فضلًا عن زيادة التعاون في عدد من المجالات والقطاعات، وعلى رأسها الطاقة المتجددة، والاقتصاد الأخضر، والرعاية الصحية، وإنتاج الأدوية، والخدمات اللوجيستية، والنقل البحري، والزراعة، وتنمية الثروة السمكية.
تناول لقاء شكري، الاستعدادات التي تقوم بها مصر في ظل استضافتها ورئاستها لقمّة المناخ كوب 27، معربًا عن الترحيب بالتعاون مع الدنمارك ضمن الشركاء الدوليين الآخرين لإنجاح المؤتمر.
لقاء ثلاثي
عقد شكري في مستهلّ زيارته للدنمارك لقاءً ثلاثيًا، مع وزير المناخ والطاقة والمرافق الدنماركي دان يورجنسن، ووزير الدولة البريطاني ألوك شارما، على هامش الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه الدنمارك حول تنفيذ تعهدات المناخ.
وطرح وزير الخارجية خلال اللقاء، رؤية مصر للنتائج المنتظرة لقمة المناخ كوب 27، إذ تتطلع إلى أن تمثّل خطوة مهمة على صعيد تنفيذ تعهدات المناخ وتحويلها لواقع فعلي على الأرض.
وأشار إلى أهمية الحفاظ على الزخم الحالي لعمل المناخ الدولي على نحو يرفع من سقف الطموحات، ويجعل هدف وقف الارتفاع في معدل درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية في المتناول، بجانب التأكيد على ضرورة عدم تأثر تعهدات المناخ بالوضع الجيوسياسي.
تناول اللقاء أهمية انخراط كل الأطراف المعنية بعمل المناخ الدولي في أعمال المؤتمر ومخرجاته، بجانب التطرق لموضوعات التكيُّف مع تداعيات تغير المناخ والخسائر والأضرار الناجمة عنه، فضلًا عن توفير تمويل المناخ على نحو يلبي احتياجات الدول النامية.
مشاركة وزيرة البيئة
من جهة أخرى، عقدت وزيرة البيئة المصرية، المنسّقة الوزارية ومبعوثة قمة المناخ كوب 27، عدّة لقاءات على هامش مشاركتها في فعاليات اجتماع كوبنهاغن لبحث قضايا التكيف والتخفيف والتمويل لقضايا المناخ في العالم ضمن الوفد الرسمي لمصر.
وشاركت وزيرة البيئة في الجلسة الأولى للتكيف برئاسة مصر، والتي تمّ خلالها تكوين 3 مجموعات عمل، بهدف خلق مناقشات مفتوحة وصريحة بين المشاركين، والتركيز على تحقيق أقصى قدر من التقدم نحو حلول مشتركة، من خلال العمل المشترك لبحث سبل تنفيذ إجراءات المناخ الشاملة، مع الوضع في الحسبان دمج النوع، والمجتمعات المحلية والشباب، وتحقيق الانتقال العادل.
تحضيرات قمة المناخ
من جانبها، التقت وزيرة التعاون الدولي، رانيا المشاط، مع الممثلة الخاصة للأمين العامّ للأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث ورئيسة مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث، مامي ميزوتوري، خلال زيارتها لمصر، إذ بحث الجانبان التعاون المشترك في ضوء التحضير لاستضافة مصر لقمّة المناخ كوب 27، وتعزيز الجهود المستقبلية للحدّ من الكوارث في ضوء أولويات التنمية بمصر.
وأبدت المشاط تطلّعها إلى تعزيز أوجه التعاون بين مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث، والحكومة المصرية، في ضوء إطار سنداي للحدّ من مخاطر الكوارث 2015-2030، والذي يستهدف بناء قدرة الأمم والمجتمعات على مواجهة الكوارث والتأهب لها والحدّ من مخاطرها، في إطار الاستعدادات الحكومية لاستضافة قمة المناخ كوب 27 نهاية العام الجاري.
وأوضحت المشاط أن مصر تحرص على تعزيز التعاون مع شركاء التنمية كافة لدعم جهود التنمية من جانب، ومن جانب آخر الاستعداد لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، الذي يمثل أهمية كبرى لقارّة أفريقيا والمنطقة في ظل سعيها لتحقيق التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتعزيز العمل المناخي، وتوفير التمويل لمشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية من خلال الشراكات الدولية، ودفع أطر التمويل المبتكر الذي يفتح آفاق الشراكة للقطاع الخاص في تنفيذ المشروعات التنموية.
تحفيز العمل المناخي
تطرقت وزيرة التعاون الدولي إلى الإجراءات الحكومية لتحفيز العمل المناخي، إذ تمّ تشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء، للإعداد لقمة المناخ كوب 27 ، والمتابعة المستمرة للسياسات والإجراءات اللازمة.
كما تعمل الحكومة المصرية على وضع المسودة النهائية للإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، مستهدفة تعزيز العمل المناخي من خلال الحفاظ على البيئة والحدّ من الكوارث التي قد يسبّبها تغير المناخ.
ودعت وزيرة التعاون الدولي، مامي ميزوتوري، للمشاركة في النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي لعام 2022، الذي عُقدت نسخته الأولى في سبتمبر/أيلول 2021، موضحة أن النسخة المقبلة ستكون بمثابة التمهيد للقضايا المتعلقة بتمويل المناخ وتسليط الضوء بشكل خاص على قارّة أفريقيا وجهودها لتحقيق التعافي الأخضر ومناقشة قضايا الأمن الغذائي ومعالجة تحديات التنمية، فضلًا عن بحث تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب لتبادل الخبرات والرؤى والتجارب بين الدول النامية والناشئة.
المرونة المناخية
من ناحيتها، أكدت الممثلة الخاصة للأمين العامّ للحدّ من مخاطر الكوارث أن بناء المرونة المناخية يتطلب دعم جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك الحكومات والمجتمعات والشركات.
وأوضحت دور مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث في الحدّ من مخاطر الكوارث المتعلقة بالمناخ بصفة أولوية للمنظمة، وأوحت أن الحدّ من مخاطر الكوارث والتكيف مع تغير المناخ مترابطان، على جميع المستويات وعبر مراحل التحليل والتخطيط والتنفيذ، ودور الحدّ من مخاطر الكوارث في تجنّب وتقليل ومعالجة الخسائر.
وقالت، إنه فيما يخص قمة المناخ كوب 27 سيُرَكَّز على جعل شرم الشيخ أول مركز للمرونة في أفريقيا تحت مظلة برنامج جعل المدن مرنة 2030.
موضوعات متعلقة..
- قمة المناخ كوب 27.. مصر تجهز لمبادرات عالمية ترتكز على 3 محاور
- قمة المناخ كوب 27.. مصر تجهّز إستراتيجية المساهمات الوطنية للانبعاثات
- قمة المناخ كوب 27.. مصر تبدأ خطة عمل لتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء
اقرأ أيضًا..
- انتعاش واردات النفط الروسي إلى مصافي الصين المستقلة.. متجاوزة السعودية
- أوبك تقلص توقعات نمو الطلب على النفط في 2022