أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا تتفاقم.. واستقالة قيادي في "إسكوم"
ستواجه الدولة الأفريقية أسوأ عام لانقطاع التيار
مي مجدي
- جنوب أفريقيا تستعد لأسوأ عام لانقطاع التيار الكهربائي
- شركة إسكوم تحذّر من فصل الأحمال
- إغلاق الوحدات بسبب عمليات الصيانة يزيد من تفاقم الأزمة
- أزمة الكهرباء وصل تأثيرها في الاقتصاد وتحولت إلى أزمة وطنية
باتت أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا عصية على الحلول المطروحة كافّة، وأصبحت تتطلب خطة جديدة لحل كارثة تخفيف الأحمال.
وفي هذا الصدد، قالت شركة إسكوم المملوكة للدولة إنها ستعمل على تقنين الكهرباء مرة أخرى، بعد إغلاق عدة وحدات لتوليد الكهرباء؛ إما لإجراء إصلاحات وإما لعدم تشغيلها كما هو متوقع.
فصل الأحمال
كانت جنوب أفريقيا قد قطعت شوطًا لا بأس به لتجاوز الرقم القياسي السنوي لفصل الأحمال بعد التحكم في انقطاع التيار الكهربائي، وهو إجراء يُستخدم لمنع الشبكة من الانهيار.
ووفقًا لتقرير صادر عن مجلس البحوث العلمية والصناعية المملوك للدولة، لجأت البلاد إلى قطع 1054 غيغاواط/ساعة خلال أبريل/نيسان مقابل 2521 غيغاواط/ساعة في العام الماضي.
كما تسبب الوضع المتأزم داخل شركة إسكوم -المسؤولة عن توليد الكهرباء في البلاد بنسبة 80% من حرق الفحم- في إثارة الاضطرابات في الحياة اليومية والنشاط الاقتصادي على حد سواء.
وزادت أزمة الكهرباء من الضغط على الرئيس التنفيذي للشركة، أندريه دي رويتر، كما شهدت البرامج الحكومية لبناء وحدات توليد جديدة عدة تأخيرات.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني الشركة ديونًا ضخمة وإهمال عملية إعادة التنظيم الجارية، إلى جانب تقديم الرئيس التنفيذي لقسم التوليد، فيليب دوكاش، استقالته أول أمس الإثنين 9 مايو/أيار، بعد قضاء 26 عامًا في الشركة.
وفي الوقت نفسه، تعمل إسكوم والحكومة على خطط للاستفادة من تمويل قدره 8.5 مليار دولار -تعهدت به الدول الغربية في قمة المناخ كوب 26- بهدف تحول البلاد بعيدًا عن الفحم.
أزمة إسكوم
زاد الوضع سوءًا داخل شركة الكهرباء إسكوم بعد إعلان استقالة الرئيس التنفيذي لقسم التوليد فيليب دوكاش.
ووفقًا لبيان الشركة، سيكون 31 مايو/أيار اليوم الأخير لدوكاش في الشركة، وسيتولى المدير التنفيذي للمجموعة، رولاني مثبولا، المنصب مؤقتًا حتى بدء عمليات التوظيف.
وفي بيان منفصل، حذرت الشركة المواطنين من حدوث أعطال نتيجة تقييد الكهرباء خلال أوقات الذروة في المساء، ما يعني استمرار أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا.
وفي الوقت الراهن، لدى الشركة 3 آلاف و49 ميغاواط خارج الشبكة بسبب عمليات الصيانة المقررة، إلى جانب قدرات غير متاحة تصل إلى 14 ألفًا و985 ميغاواط بسبب الأعطال.
وأشارت الشركة إلى حدوث تخفيف الأحمال خلال أوقات الذروة في المساء -رغم قدرتها على تلبية الطلب بالكامل خلال النهار- حال وقوع أعطال في السعة المتاحة -حاليًا-.
وقالت الشركة إنها تتوقع عودة وحدات التوليد إلى الخدمة في محطتين للكهرباء بمنطقتي كوسيل وكيندال، لكن في حال فشل تشغيلهما كما هو متوقع، فسيتفاقم الوضع في نظام الكهرباء وسيكون فصل الأحمال وشيكًا.
وأسفر تأخير عودة وحدة التوليد في كل من ماتيمبا وليثابو إلى الخدمة، بالإضافة إلى وحدتين في كل من هندرينا، و3 في محطات التوليد الكهرباء بمدينة توتوكا، لزيادة تقييد الكهرباء وقت الذروة المسائية.
وبدورها، ناشدت إسكوم جميع المواطنين مواصلة استخدام الكهرباء باعتدال، خاصة بين الساعة الـ5 والـ9 صباحًا، ومن 4 إلى 10 مساءً، في محاولة للحد من أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا.
تاريخ أزمة الكهرباء
تعاني جنوب أفريقيا أزمة فصل الأحمال منذ عام 2007، وتفاقمت في السنوات الأخيرة وأثّر ذلك في الاقتصاد، وأسهم في انخفاض نمو إجمالي الناتج المحلي.
وأصبحت إسكوم غير قادرة على التعامل بمفردها مع أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا، سواء بزيادة عمليات الصيانة أو تأخير إيقاف تشغيل المحطات القديمة العاملة بالفحم ذات الأداء الضعيف، وقد يؤدي الفشل في التعامل مع الأزمة إلى تحويلها إلى كارثة وطنية.
وسيتطلب ذلك تكاتف الجهات المعنية كافّة لوضع خطة جديدة لحل الأزمة، كما فعلت في وقت سابق في تسعينيات القرن الماضي، من خلال مشروع "الكهرباء للجميع"، الذي نال دعمًا كاملًا من الحكومة وإسكوم والبلديات، كما حظي بإشادة عالمية.
اقرأ أيضًا..
- تدوير النفايات في الجزائر.. ملايين الدولارات مهدرة دون استغلال (تقرير)
- بتروبراس البرازيلية تعرقل جهود أميركا لزيادة إنتاج النفط
- قفزة في واردات الصين من الغاز خلال 2021 (إنفوغرافيك)