أسعار الكهرباء في باكستان تشتعل بسبب أزمة الوقود

تُعدّ أسعار الكهرباء في باكستان أبرز ضحايا أزمة الوقود المستمرة منذ أشهر، وسببت تغييرًا حكوميًا عقب سحب الثقة من حكومة عمران خان التي أصرت على مواصلة دعمها وتكلفة ميزانية الدولة أعباء إضافية.

ودخلت الحكومة الباكستانية الجديدة منعطفًا جديدًا يهدد أسعار الوقود والكهرباء والطاقة بالكامل، عقب نجاحها في إقناع صندوق النقد الدولي باستئناف مفاوضات منح إسلام آباد قرضًا؛ وموافقة الأخيرة على شروط الصندوق التي تتضمن إلغاء دعم أسعار الطاقة، أو خفضه مرحليًا.

وازداد الأمر سوءًا عقب ارتفاع مستحقات شركات الكهرباء الباكستانية لصالح شركة باكستان ستيت أويل إلى ما يصل لـ167 مليون روبية، ما يهدد استمرار سلاسل التوريد خاصة الغاز الطبيعي المسال.

زيادة الرسوم

وافقت الهيئة الوطنية لتنظيم الكهرباء في باكستان "نيبرا" على إجراء تعديلات برسوم الكهرباء، تتضمن فرض زيادة على فواتير شهر مايو/أيار الجاري وتحميلها للمستهلك، بموجب نظام تعديل تكلفة الوقود.

ويُشار إلى أن نظام تعديل تكلفة الوقود هو نظام يعتمد على ربط الرسوم الشهرية للكهرباء بتقلبات أسعار الوقود.

وأصدرت "نيبرا"، الجمعة 6 مايو/أيار موافقتها على رفع أسعار الكهرباء في باكستان لفواتير الشهر الجاري، طبقًا لنظام تعديل أسعار الوقود عن شهري فبراير/شباط ومارس/آذار.

وخصصت "نيبرا" زيادة قدرها 2.87 روبية/وحدة لمستهلكي شركات التوزيع التابعة لتكتل "إكس- وابدا" عن الشهر الماضي، وزيادة قدرها 1.38 روبية/وحدة على مستهلكي شركة كراتشي عن شهر فبراير/شباط.

(روبية باكستانية = 0.0054 دولارًا أميركيًا)

وكانت باكستان قد لجأت إلى السوق الفورية لضمان توفير إمدادات الغاز المسال لتشغيل محطات الكهرباء المحلية، جنبًا إلى جنب مع سعي الحكومة الجديدة برئاسة شهباز شريف، لمناقشة إحياء 27 محطة كهرباء بسعة تتجاوز 7 غيغاواط عقب توقفها لأسباب عدة من ضمنها نقص الوقود.

• باكستان تشتري 4 شحنات من الغاز المسال لحل أزمة الكهرباء
• الكهرباء في باكستان.. رئيس الوزراء الجديد يناقش أزمة توقف 27 محطة

تكتل إكس- وابدا

أجرت "نيبرا" مراجعات على أسعار الكهرباء في باكستان وفق نظام تعديل تكلفة الوقود لشهر مارس/آذار، ووافقت على زيادة شركات التوزيع التابعة لتكتل "إكس- وابدا" لأسعار الكهرباء بمقدار 2.8680 روبية لكل وحدة، حسبما أوضحت الهيئة في بيان لها عقب جلسة استماع.

وكانت الوكالة المركزية لشراء الكهرباء في باكستان قد تقدمت بطلب إلى الهيئة -نيابة عن التكتل- يسمح لها بإضافة زيادة قدرها 3.157 روبية/وحدة، طبقًا لنظام تعديل تكلفة الوقود للشهر الماضي بزيادة إجمالية تصل إلى 32 مليار روبية، غير أن الهيئة خفضتها إلى 2.8 روبية/وحدة بزيادة إجمالية تُقدّر بـ29 مليار روبية.

وأرجعت الوكالة تقديرها للزيادة التي سيتحملها المستهلك إلى أن أسعار الكهرباء قُدرت على أساس تكلفة الوقود التي تعادل 6.229 روبية/وحدة، غير أن أسعار الوقود دفعت نحو زيادة إلى 9.386 روبية/وحدة.

ووفق بيانات الوكالة، عكف تكتل شركات التوزيع "إكس- وابدا" على شراء 13.22 غيغاواط/ساعة من محطات الكهرباء غير المتصلة بالشبكة خلال الشهر الماضي بتكلفة للوقود بلغت 63.88 مليون روبية، وفق صحيفة ذي إكسبريس تريبون المحلية.

وبموجب قرار الهيئة، تخضع فواتير أسعار الكهرباء في باكستان لجميع مستهلكي شركات تكتل "إكس- وابدا" للزيادة المُقررة، عدا شريحة مستهلكي 100 وحدة، وتُطبق تلك الزيادات لمدة شهر واحد فقط في فواتير شهر مايو/أيار الجاري.

• الكهرباء في باكستان تواجه أزمات نقص الوقود وانقطاع التيار

شركة كراتشي

حول زيادات أسعار الكهرباء في باكستان للمستهلكين التابعين لشركة كراتشي، عدّلت الهيئة الوطنية لتنظيم الكهرباء في باكستان "نيبرا" الأسعار، وأقرت الزيادات عقب مراجعة نظام تعديل تكلفة الوقود لشهر فبراير/شباط الماضي.

وطلبت شركة كراتشي للتوريد الكهربائي إضافة زيادة قدرها 3.452 روبية/وحدة بتكلفة إجمالية تصل إلى 2.95 مليار روبية، غير أن الهيئة خفّضتها إلى 1.386 روبية/وحدة بتكلفة إجمالية تصل إلى 1.58 مليار روبية.

وأكدت "نيبرا" عقب جلسة استماع عقدتها مطلع الشهر الماضي، موافقتها على شمول الزيادات المقررة لكل شرائح المستهلكين عدا شريحة مستهلكي 100 وحدة.

وأرجعت شركة كراتشي طلب الزيادة إلى أن تكلفة إعادة تغويز الغاز المسال لاستخدامه في توليد الكهرباء من محطاتها بلغت 2479 روبية/مليون وحدة حرارية بريطانية.

وجاء ذلك رغم إعلان هيئة تنظيم النفط والغاز "أوغرا"، الشهر الماضي، إجراءها مراجعة لأسعار إعادة تغويز الغاز المسال لشهر فبراير/شباط، وقدرتها عند 13.9048 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية (ما يعادل 2449 روبية باكستانية/وحدة).

وعقب مراجعة البيانات المقدمة من أوغرا وكراتشي ومقارنتها، خفضت "نيبرا" معدل الزيادة المقترح من كراتشي بقيمة 41.61 مليون روبية، ودعتها إلى مراجعة فواتير أسعار الكهرباء في باكستان الصادرة لمستهلكيها.

وشددت نيبرا على أن توليد الكهرباء تم من محطات دون الكفاءة، وأن المحطات المشهود لها بالكفاءة لم تُستخدم بكامل طاقتها خلال توليد الكهرباء، ومن ضمنها محطة كورانغي غاز.

اقرأ أيضًا..

• انتقال الطاقة في الهند.. التمويل سلاح تعزيز الطاقة المتجددة والتخلي عن الفحم
• هل سيتمكن الاتحاد الأوروبي من الإجماع على حظر النفط الروسي؟
• انتقال الطاقة في أميركا اللاتينية.. كيف يوفر بديلًا عن الإمدادات الروسية؟