للتوسع في بطاريات تخزين الطاقة الشمسية.. الهند تطرح أولى مناقصاتها

يدعم الاعتماد على بطاريات تخزين الطاقة الشمسية تحقيق الهند أهدافها المناخية التي تعهّد بها رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، خلال قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26 في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، بمدينة غلاسكو الإسكتلندية.

والتزمت الهند حينها بإعلان الحصول على 500 غيغاواط عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وهو هدف يعتمد بصورة كبيرة في تحقيقه على مشروعات الطاقة الشمسية وأنظمة بطاريات التخزين.

واتّساقًا مع التزامها الدولي، تستعد الدولة الواقعة جنوب آسيا لضمّ أكبر القدرات العالمية لبطاريات التخزين بحلول عام 2040، وفق توقعات وكالة الطاقة الدولية التي قدّرتها بما يقارب 140 غيغاواط.

المناقصة الأولى من نوعها

تُخطط الهند لطرح أولى مناقصات أنظمة بطاريات تخزين الطاقة الشمسية بقدرة 500 ميغاواط/غيغاواط ساعة، وهي تقنية يُطلق عليها أنظمة تخزين طاقة البطارية "بي إي إس إس".

وتقوم خطة عمل تلك الأنظمة على إمداد شركات الكهرباء بمرافق تخزين، لإتاحة استخدامها وفق الطلب.

وأعلنت شركة الطاقة الشمسية الهندية، الخاضعة لإشراف وزارة الطاقة الجديدة والمتجددة وإحدى هيئات القطاع العامّ، تفاصيل المناقصة، التي تُعدّ أولى شرائح الأهداف الحكومية بضخّ المزيد من إنتاج الطاقة المتجددة في الشبكة الوطنية، عبر إنشاء 4 غيغاواط/ساعة من سعة تخزين البطاريات.

وتُقدَّر السعة المنصوص عليها بمناقصة بطاريات تخزين الطاقة الشمسية بـ 1 غيغاواط/ساعة (500 ميغاواط/ساعتين)، عبر مشروعين تبلغ قدرة كل منهما 250 ميغاواط/ساعتين، ومن المقرر تركيب المشروعين بالمحطة الفرعية للشبكة في ولاية راجستان.

وتعزز الحكومة الهندية من تطوّر سوق تخزين الطاقة في البلاد، عبر مناقصة بطاريات تخزين الطاقة الشمسية، إذ تشتري الحكومة حصة قدرها 60% من السعة المُركبة بالمناقصة عبر شركة الطاقة الشمسية، بينما يطرح مطوّرو المشروع بقية السعة للبيع.

• تحديات تهدد مشروعات الطاقة الشمسية في الهند
• الطاقة المتجددة في الهند تعول على موازنة 2022 في انطلاقة ضخمة (تقرير)

تقنية عمل بطاريات تخزين الطاقة الشمسية

يُسهم الاعتماد على ربط أنظمة بطاريات التخزين بمحطات الطاقة الشمسية في خفض اعتماد الهند على الفحم وزيادة معدلات تزويد المنازل والشركات بالطاقة المتجددة.

وتقوم تقنية عمل تلك البطاريات على إجراء عمليات شحنها بالطاقة الشمسية خلال أوقات النهار، وإتاحتها للاستخدام خلال المساء، وهنا يبرز دور الطاقة الشمسية في إحلالها محل اعتماد محطات الكهرباء بعمليات التزويد المسائية على الفحم واستبدال مصادر متجددة به.

وفيما يتعلق بتقديرات الطلب، ترجّح الحكومة الهندية أنها سوف تعتمد على أنظمة تخزين الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة، لتوفير 27 غيغاواط بحلول عام 2030، وفق صحيفة ذي هندو.

بينما رفعت دراسات أكاديمية سقف الطلب الهندي اللازم لتحقيق هدفها بتوليد 500 غيغاواط من الطاقة الشمسية إلى تلبية أنظمة تخزين البطاريات 63 غيغاواط/252 غيغاواط ساعة من الكهرباء المُخزّنة، وفق تقرير لمؤسسة أوبزرفر.

مخاطر محتملة

لأن التقنيات الحديثة تشكّل سلاحًا ذا حدّين، ينطوي الاعتماد على بطاريات تخزين الطاقة الشمسية على جانب سلبي، مع دورها المهم في توفير الكهرباء خلال إصابة محطات الكهرباء العاملة بالفحم بأيّ أعطال محتملة.

إذ تعدّ تكلفة تلك البطاريات باهظة لوجود بطاريات الليثيوم آيون ضمن مكونات تصنيعها، ومن ثم نشرها في أنحاء البلاد كافة يُكلّف الدولة ميزانية ضخمة.

بجانب التكلفة، يثير الاعتماد على تلك البطاريات مخاوف انتشار الحرائق ووقوع الحوادث، نظرًا لتكرار وقائع مشابهة في بلدان وشركات استخدمت تلك البطاريات.

ورغم تلك المخاطر، أكدت شركة الطاقة الشمسية الهندية الحكومية أن مدة مشروعي بطاريات تخزين الطاقة الشمسية اللذين طُرِحا بالمناقصة تبلغ 12 عامًا.

وأوصت الشركة بنظام تشغيل يتضمن دورتين كاملتين يوميًا لنظام البطاريات، أو اتّباع تعليمات الشحن والتفريغ مرتين يوميًا، ورهنت نجاح المشروع بقدرته على توفير الكهرباء طوال العام بنسبة لا تقلّ عن 95%.

وأكدت هيئة الكهرباء المركزية أهمية دمج بطاريات التخزين بسعة 27 غيغاواط/108 غيغاواط/ساعة (طاقة تخزين 4 ساعات) بجزء من السعة المركّبة بين عامي 2029 و2030.

اقرأ أيضًا..

• تطورات محطة الضبعة النووية.. وتكنولوجيا تضع مصر في المرتبة الثالثة (خاص)
• أوابك: الجزائر والسعودية تتصدران اكتشافات النفط والغاز العربية خلال 2022
• العراق يؤجل تنفيذ خط أنابيب البصرة العقبة.. و10 حقائق حول المشروع