التقاريرتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة الشمسية.. هل يتسبب كورونا في تراجع دور الصين مورّدًا عالميًا؟

عقب انخفاض الإنتاج والشحن واضطراب سلاسل التوريد بفعل الإغلاقات

هبة مصطفى

تعتمد صناعة الطاقة الشمسية خصوصًا، والطاقة المتجددة عمومًا، على استيراد المكونات الأساسية، خاصة من الصين التي توغلت في التصنيع والتوريد إلى غالبية دول العالم.

وأثرت القيود الوبائية -المفروضة داخل بكين للسيطرة على انتشار جائحة كورونا- في صناعة الطاقة الشمسية، بعدما انخفضت معدلات إنتاج المعدات اللازمة، إثر تأخّر عمليات الشحن والعجز عن توظيف مهارات جديدة في ظل تلك القيود.

وعقب موجات من الإصابات نجحت الصين في السيطرة عليها منذ بدء انتشار الجائحة أواخر عام 2019، تعرّضت مرة أخرى لموجة عنيفة ضربتها -مؤخرًا- وتسببت في إعادة فرض قيود أكثر صرامة على أكبر المدن الصينية "شنغهاي" التي دخلت في إغلاق استمر لأسابيع.

وامتدت الإغلاقات إلى مدن أخرى، وفرضت بكين تدابير للحماية من انتشار الجائحة، ورغم نجاح تلك القيود في السيطرة على الإصابات وحماية المواطنين فإنها على الجانب الآخر دفعت نحو تعطل سلاسل التوريد في البلاد.

الصين.. وصناعة الطاقة الشمسية

تشكل الصادرات الصينية لمعدات صناعة الطاقة الشمسية موردًا مهمًا للعديد من العملاء والمُنتجين في أنحاء العالم كافة، إذ تملك بكين القدرة على إنتاج الألواح بما يعادل تلبية الطلب العالمي الهادف لمكافحة تغير المناخ.

الصين
إحدى محطات الطاقة الشمسية في الصين - أرشيفية

وكشف استطلاع أجرته رابطة شنغهاي للطاقة الشمسية مدى تأثير الموجة الأخيرة للجائحة في الشركات المعنية بتصنيع الألواح والتركيبات، وفق وكالة بلومبرغ الأميركية.

وتعرّض ما يتجاوز نصف عينة الاستطلاع لتأثيرات سلبية، في حين أكد المدير التنفيذي رئيس الصناعات والطاقة الجديدة وأبحاث السلع في مؤسسة جيفيريز، جونسون وان، في 10 أبريل/نيسان الجاري توقف إنتاج الرقائق في المناطق المحيطة بشنغهاي.

وأضاف وان، أن توقف الإنتاج دفع أسعار الرقائق إلى مستويات قياسية، خاصة في الأسابيع الأخيرة.

كما دفع انتشار الموجة الأخيرة للجائحة باتجاه انخفاض معدلات شحن البولي سيليكون (مكون رئيس من مكونات الصناعة)، خاصة أن تأخيرات الشحن رُصدت في منطقة شينجيانغ.

توسعات بكين

تتوسع الشركات الصينية في قطاع الطاقة الشمسية على صعيدين؛ الأول يتعلق بتصنيع المعدات الأساسية وإنتاجها وتصديرها في الصناعة -كالألواح- لدول كبرى تعتمد على وارداتها بصورة أساسية مثل أميركا.

وأما الصعيد الآخر فيتعلق بتوسعات -عبر شراكات- لتمويل بناء محطات الطاقة الشمسية محليًا وفي بلدان أخرى، وانصب تركيز بكين في هذا الشأن على أفريقيا التي كانت وجهتها لانتشار شركاتها وعقد صفقات واتفاقيات.

وأبرمت شركة هواوي ديجيتال باور تكنولوجيز الصينية -منتصف الشهر الماضي- اتفاقًا مع شركة مينرجي المعنية بالطاقة المتجددة في غرب أفريقيا، يهدف إلى تقديم حلول الطاقة والتخزين المتكاملة، في أحدث توسعات الصين لدعم الصناعة.

لكن من جهة أخرى، تواجه صناعة الطاقة الشمسية في الصين تحديًا لا يقل أهمية عن تأثير إغلاقات جائحة كورونا، بعد إخضاع شركاتها المعنية بتصنيع المعدات للتحقيق من قبل وزارة التجارة الأميركية، وسط اتهامات بالإغراق التجاري والتحايل على الرسوم الأميركية بالتخفي وراء شركات آسيوية.

أبرز أرقام الطاقة الشمسية عالميًا

كورونا وأنظمة الطاقة

كانت وكالة الطاقة الدولية قد عدّت انتشار جائحة كورونا أكبر الصدمات التي تعرّض لها نظام الطاقة العالمي في غضون السنوات الـ70 الماضية، وفق تقرير أصدرته أواخر أبريل/نيسان عام 2020.

وبينما أظهرت الإغلاقات تقدم مصادر الكهرباء منخفضة -أو عديمة- الانبعاثات الكربونية، ومن ضمنها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقتان الكهرومائية والنووية، على حين قيود التنقل عرقلت عمليات الاستيراد والشحن وانتظام سلاسل التوريد.

وخفّضت غالبية الدول من اعتمادها على مصادر الوقود الأحفوري خلال بدء انتشار الجائحة وفرض الإغلاقات، واختفت صناعات الفحم والنفط والغاز، وظهرت الطاقة المتجددة بقوة بصفتها مصدرًا آمنًا مناخيًا وأكثر موثوقية.

ولم تكن الصين الدولة الوحيدة التي وقعت صناعة الطاقة الشمسية بها تحت طائلة تأثير انتشار الجائحة والإغلاقات، فرغم تعزيز الإغلاقات لانتشار الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية بديلًا لمصادر الوقود الأحفوري، فإن الإغلاقات تسببت في تراجع وظائف صناعة الطاقة الشمسية في أميركا عام 2020 بنسبة 7%.

وأكد اتحاد صناعات الطاقة الشمسية الأميركي أن تراجع الوظائف تناسب عكسيًا مع توسعات مشروعات القطاع والطاقة الإنتاجية، حسبما أورد في التقرير السنوي له الصادر في مايو/أيار عام 2021.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق