تركيا منفذ جديد لصادرات النفط الروسي مع تزايد العقوبات الغربية
أنقرة تنضم إلى بكين ونيودلهي للاستحواذ على صفقات الخام المخفضة
وجد النفط الروسي في تركيا منفذًا جديدًا لزيادة الصادرات، مع إحجام العديد من الدول والشركات الغربية مع تزايد العقوبات ردًا على غزو موسكو لأوكرانيا.
وتجنّب كبار عملاء النفط الروسي، والتزم كثير منهم بتقليل الاعتماد على خام الأورال، رغم وجود خصومات ضخمة على العرض تصل إلى نحو 30 دولارًا أقل من أسعار خام برنت.
وأُعيد توجيه الخامات الروسية إلى أسواق أخرى، إذ وجدت منفذًا متناميًا في تركيا، وفقًا لتجار الأورال وبيانات تتبع السفن، حسبما ذكرت إس آند بي غلوبال بلاتس.
وجهات التصدير الروسية
وفقًا لتجار خام الأورال الروسي، أصبح 3 مشترين رئيسين المحور الرئيس للسوق المنقولة بحرًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وهم الصين والهند وبشكل متزايد تركيا.
وفي مارس/آذار، كانت 7.42 مليون برميل من النفط الروسي متجهة إلى تركيا، وفقًا لبيانات شركة كبلر، وفي أبريل/نيسان حتى الآن، حُمّلت 3 شحنات من أفراماكس متجهة إلى ألياغا في تركيا.
وأظهرت البيانات أن تركيا كانت في السابق مشتريًا منتظمًا لخام الأورال، لكنها استحوذت على كميات أقل بكثير في فبراير/شباط، إذ بلغت 2.71 مليون برميل فقط.
وتشمل المصافي التي عالجت الخامات الروسية، توبراز وهي شركة التكرير الرئيسة في البلاد، ومصفاة ستار، المملوكة لشركة سوكار الأذربيجانية، التي لها نصيب في إنتاج جبال الأورال الروسية وسيبيريا الخفيفة.
الموقف التركي
لم تعلن تركيا أي خطط لخفض الواردات الروسية منذ غزوها لأوكرانيا، لكنها زوّدت أوكرانيا بالأسلحة وتعمل وسيطًا بين الجانبين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن رفض بلاده صراحة أي تحركات أوروبية لفرض حظر على واردات الطاقة الروسية، قائلًا: "السلطات التركية لن تكون قادرة على الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، إذ لا يمكنها السماح لمواطنيها بالتجمد دون الوقود الروسي".
وتسعى تركيا إلى تأمين احتياجاتها من الوقود بأسعار مخفضة خاصة بعد ارتفاع فاتورة الطاقة لديها بشكل كبير، وهو ما تسبب في تسجيل التضخم لأعلى مستوى له في مارس/آذار الماضي.
أسعار النفط الروسي
قُيّمت أسعار النفط الروسي من خام الأورال المتوسطية عند أدنى مستوى على الإطلاق مقارنةً ببرنت المؤرخ بـ34.54 دولارًا للبرميل.
وتجعل أسعار النفط الروسي المعروضة من خام الأورال جذابة للغاية للمشترين الراغبين في تحمل المخاطر المتنوعة التي ينطوي عليها شراؤها وتكريرها، وكان المنفذ المتنامي في تركيا مدعومًا إلى حد كبير خاصة مع بساطة شحن البضائع إلى أنقرة.
وتستورد تركيا جميع احتياجاتها من الطاقة تقريبًا، ما يجعلها عرضة لتقلبات الأسعار الكبيرة، إذ أظهرت بيانات حكومية أن تكاليف الطاقة بدأت في الارتفاع منذ سبتمبر/أيلول، وارتفعت بنسبة 212% على أساس سنوي في أول شهرين من عام 2022 إلى 16.8 مليار دولار.
الصادرات الروسية
أظهرت البيانات أن أكبر المشترين تاريخيًا لخام الأورال لم يقطعوا مشترياتهم بالكامل، إذ جرى تحميل شحنتين في أبريل/نيسان متوجهتين إلى مصفاة قرطاجنة التابعة لشركة ريبسول في إسبانيا، وأن واحدة كانت متجهة إلى مصفاة بورفو في نيستي في فنلندا.
وقال متعاملون إنه خارج أوروبا، كثّف المشترون الصينيون والهنود مشترياتهم من النفط الروسي، على الرغم من أن الهند احتضنت الأورال أكثر من الصين.
وكان خام إسبو الروسي يتجه إلى الصين عند مستويات منخفضة للغاية، إذ إنه الخام المثالي بالنسبة إليهم للمعالجة، في حين يجد الأورال المزيد من الدعم من الهند بدلًا من الصين بسبب مسافة الشحن، وأيضًا بسبب معالجة المصافي.
وعلى الرغم من إعادة توجيه التدفقات المنقولة بحرًا بصفة كبيرة فإن أوروبا لا تزال مشتريًا كبيرًا لخامات النفط الروسية، إذ إنها لم تخفض بعد اعتمادها على الواردات عبر نظام خطوط الأنابيب.
وتخطط روسيا لتصدير المزيد من خام الأورال في أبريل/نيسان، على الرغم من التوقعات المنتشرة بين محللي الصناعة بشأن انخفاض العرض، إذ من المقرر أن تصل عمليات التحميل المنقولة بحرًا إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من 3 سنوات عند 9.26 مليون طن متري.
موضوعات متعلقة..
- شحنات النفط الروسي ترتفع إلى الهند.. صفقة جديدة بـ 2 مليون برميل
- "الطاقة" تكشف سر الرفض الصيني لشراء النفط الروسي الرخيص
اقرأ أيضًا..
- إستراتيجية الطاقة في بريطانيا تتجاهل وضع حلول لأزمة ارتفاع الفواتير
- سعة استيراد الغاز.. تعزيز أوروبا للمشروعات الجديدة لا يحل أزمة الإمدادات (تقرير)