التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الطاقة الشمسية في أميركا.. تحقيق في "تحايل صيني" على رسوم الإغراق

واتهامها باتخاذ شركات آسيوية ستارًا للتهرب من الدفع

هبة مصطفى

وافقت جهات رسمية على فتح باب التحقيق حول واردات معدات الطاقة الشمسية في أميركا، وسط اتهامات للصين باتخاذ بعض الشركات الآسيوية ستارًا، يمكنها من خلاله التصدير إلى أميركا للتهرب من دفع "رسوم الإغراق".

وتعتزم وزارة التجارة الأميركية بدء التحقيق في مدى قانونية تحمُّل الصين تلك الرسوم، خاصة أنها لم تفرض هيمنتها على سوق الطاقة الشمسية في أميركا بصورة مباشرة.

وفي خضم التحقيقات والاتهامات، تصبح الصناعة المحلية وأهداف الرئيس الأميركي جو بايدن المناخية في مهب الريح.

تحقيقات الطاقة الشمسية في أميركا

تقدّمت شركة أوكسين سولار -ومقرها كاليفورنيا- بطلب لفتح باب التحقيق في محاولة بعض الشركات الصينية المُصنعة لمعدات الطاقة الشمسية لتجنب الرسوم المفروضة عليها، باللجوء إلى دول آسيوية أخرى لإجراء خطوات تجميع تلك المعدات بها قبل الشحن إلى أميركا.

ولاية إنديانا - أكبر محطة شمسية في أميركا - الصورة من صحيفة إندي ستار
محطة شمسية في أميركا (الصورة من صحيفة إندي ستار)

وأكدت الشركة -التي تقدمت بطلب التحقيق في فبراير/شباط الماضي- أن وزارة التجارة الأميركية تعتزم بدء التحقيق في تلك الإجراءات، مشيرة إلى أن مكونات تصنيع صينية تُستخدم في شركات صناعة الطاقة الشمسية بدول آسيوية مثل فيتنام وتايلاند وكمبوديا.

ويأتي إعلان أوكسين سولار موافقة التجارة الأميركية على بدء التحقيق، رغم رفض الوزارة طلبًا مشابهًا لشركات الطاقة الشمسية في أميركا تقدمت به في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

وأكدت أوكسين سولار المُصنعة لمعدات الطاقة الشمسية أن حالة "الإغراق" التي تمارسها الصين تلحق الضرر بمُنتجي القطاع الأميركيين، مشيدة بموافقة مسؤولي وزارة التجارة على بدء التحقيق.

ويُقصد برسوم الإغراق أي رسوم تُفرض على المستثمر الأجنبي، في حالة انخفاض الأسعار للمنتج أو الصناعة ذاتها في بلد المُصدر عن بلد المستورد.

مزايا التحقيق وعيوبه

تحمل خطوة بدء التحقيق في مسار واردات معدات الطاقة الشمسية لأميركا، والتيقن إذا ما كان مصدرها الدول الآسيوية محل التحقيق، أم أن منشأها الصين واتخذت من تلك الدول نقطة عبور فقط لتجنب الرسوم، سلاحًا ذا حدين.

فمن جهة، يسمح بدء التحقيق بالتدقيق في رسوم الواردات الصينية بوضع نهاية لحالة الإغراق التي تتسبب بها الصين للسوق الأميركية، ما يُصيب الصناعة المحلية بالركود.

وفي المقابل، ربما يدفع التحقيق في منشأ واردات صناعة الطاقة الشمسية الحقيقي (الآسيوي أو الصيني) نحو تأثر سوق الصناعة في أميركا نظرًا إلى اعتمادها المفرط على الألواح الشمسية الآسيوية.

وتخشى الشركات -التي تتولى بناء مزارع ومحطات الطاقة الشمسية في أميركا- ارتفاع أسعار المعدات والألواح المستخدمة في حالة فتح التحقيق الذي قد ينتج عنه تحمل المستوردين بأثر رجعي، وفق وكالة بلومبرغ الأميركية.

وتهدد الأسعار المرتفعة بتراجع معدلات النمو في صناعة الطاقة الشمسية في أميركا، وبالتالي تأخر تحقيق هدف الرئيس جو بايدن بتخلي قطاع الكهرباء عن الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2035.

الطاقة المتجددة

رسوم الطاقة الشمسية

تعود جذور الرسوم المستحقة على واردات الطاقة الشمسية في أميركا إلى عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، الذي فرض رسومًا على الخلايا والوحدات الشمسية الواردة من الصين عام 2012، بعد بيع الشركات الصينية تلك المعدات بأسعار تنخفض عن السعر الأميركي، ما هدد حينها بحالة من الإغراق.

وفور إقرار أوباما تلك الرسوم، ظهرت في الأسواق الآسيوية شركات تنتج وتصنع تلك الخلايا والألواح بالنيابة عن شركات صينية، في خطوة يمكن وصفها بأنها "تحايل" صيني على الاتهامات الموجهة إليها بالإغراق التجاري للسوق الأميركية.

وتخرج الشركات الآسيوية "الوسيطة" من دائرة التعرض لرسوم الإغراق، خاصة أن "تفتيت" الشركات الصينية وارداتها وتقسيمها على عدد من الشركات الآسيوية ينفي عنها الاتهام بالاستحواذ على حصة كبيرة بصناعة الطاقة الشمسية في أميركا.

وتوارثت الإدارات الأميركية اللاحقة، سواء الرئيس السابق دونالد ترمب، أو الحالي جو بايدن، تلك المعضلة، لكن طريقة التعامل معها اختلفت بين الإدارتين.

وفرض ترمب رسوم الإغراق على الواردات الصينية عام 2018، بموجب ما أُطلق عليه برسوم المادة 201 للطاقة الشمسية لمدة 4 سنوات انتهت العام الجاري، وجُددت من قبل هيئة التجارة الدولية الأميركية.

واتخذ بايدن موقفًا مثيرًا للجدل من قرار هيئة التجارة الدولية، إذ أيّد فرض الرسوم، لكن في الوقت ذاته زاد من تلك الواردات إلى الضعفين لتعويض المُورد الصيني عن مدفوعات رسوم الإغراق.

الصين والصناعة الأميركية

انبعاثات الكربون - ضريبة الكربون
انبعاثات صادرة من مدخنة - أرشيفية

يعوّل جو بايدن على نمو صناعة الطاقة الشمسية في أميركا لدعم خطته وأهدافه المناخية بالحصول على كهرباء نظيفة بالكامل دون انبعاثات كربونية.

لكن الصين -وبصورة تدريجية- توغلت داخل تلك الصناعة خاصة في السوق الأميركية، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر شركات آسيوية تعمل لصالحها.

وربما يعوّل بايدن على الواردات الصينية لدعم الطاقة الشمسية في أميركا ودفع تحقيق الأهداف المناخية بالحصول على كهرباء نظيفة خالية من الانبعاثات بحلول عام 2035.

لكن من جهة مقابلة يتعرّض التصنيع المحلي لتلك المعدات داخل السوق الأميركية لحالة من الركود، إثر التوغل الصيني وسيطرته عليها.

ورغم الآمال المُعلقة على الطاقة الشمسية في أميركا للحصول على كهرباء نظيفة فإن هناك تحديات وصعوبات حول مدى إسهامها في خفض انبعاثات الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق