القمة العالمية للحكومات.. أمن الطاقة يتصدر اهتمامات المشاركين (صور)
تصدّرت قضية أمن الطاقة العالمي اهتمامات المتحدثين في "منتدى الطاقة العالمي"، الذي ينعقد ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022، التي تستضيفها الإمارات.
وشدد غالبية المتحدثين على ضرورة العمل على ضخّ استثمارات جديدة في قطاع النفط والغاز، بما يلبي الطلب العالمي المتزايد على الوقود، بالتزامن مع خطط تحول الطاقة.
وأشار المشاركون في القمة العالمية للحكومات 2022 إلى أن الأزمات والتوترات الجيوسياسية ألقت الضوء على ضرورة عدم التخلي النفط والغاز، في ظل وجود مئات الملايين حول العالم لا يزالون محرومين من الوصول إلى الكهرباء والوقود.
تنويع مصادر الطاقة
شهدت جلسة "مرحلة ما بعد الأزمة.. إعادة البناء من أجل أمن الطاقة والعمل المناخي"، ضمن "منتدى الطاقة العالمي" في القمة العالمية للحكومات 2022، نقاشات حول أهمية تبنّي سياسة تنويع مصادر توريد الطاقة، وتجاوز تحديات تمويل مشروعات الطاقة مع المستثمرين.
وألقى المشاركون الضوء على أهمية استشراف المخاطر والإعداد لها، عوضًا عن التركيز على الاستجابة لها، مؤكدين أن أمن الطاقة أهم من خفض البصمة الكربونية.
قال وزير الطاقة السابق في المملكة المتحدة تشارلز هندري، إن هناك العديد من الدروس المستفادة من الأوضاع الحالية، وأبرزها ضرورة استشراف التحديات والتحضير لها، عوضًَا عن التركيز على الاستجابة وردّ الفعل.
وأضاف: "في أوروبا ما دام اعتمادنا بشكل مباشر على مصدر واحد للطاقة، لا بد من الحرص على سياسة التنويع في أسواقنا، ولذا فإن أمن الطاقة أهم من خفض البصمة الكربونية، ومن دونه لا يوجد توفير للطاقة الرخيصة".
ولفت إلى أن أوروبا تعلمت درسًا قاسيًا من الأوضاع الراهنة، وسيكون عليها تعزيز سياسة الابتكار لتحقيق التحول المطلوب.
استثمارات النفط والغاز
من جانبه، أشار الأمين العامّ لمنتدى الطاقة الدولي، جوزيف ماكمونيغل، إلى ضرورة تفعيل الاستثمارات بهدف منع الارتفاع الحادّ في الأسعار، والحرص على استمرار التوريد المناسب للطاقة، وإبقاء الأسعار مستقرة.
وتطرّق إلى الحاجة لاستثمار 500 مليار دولار سنويًا لتلبية الطلب في السنوات العشر المقبلة، مع الاهتمام بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي يعوّل عليها لتوفير 50% من الطاقة الجديدة، مع ضروة إيصال الطاقة لمن يحتاجها بشدة.
وأكد الرئيس السابق للّجنة الفيدرالية لتنظيم الطاقة، كبير المستشارين في هوجان لوفيلز، نيل تشاترجي، وجوب إدارة التحول في الطاقة، مع الحفاظ على اعتمادية الشبكة الخاصة بالخطوط الكهربائية، والتي يزداد الاعتماد الدولي عليها، دون أن يواكب ذلك زيادة في الإنفاق الاستثماري لتطويرها.
وتطرّقت الرئيسة العالمية لقطاع الطاقة في كي بي أم جي، ريجينا مايور، إلى أهمية التعامل مع التغير المناخي، والبلدان التي تسهم سلبيًا في ذلك، مشيرة إلى 90% من اقتصادات العالم ملتزمة بالحدّ من الانبعاث الكربوني، وهي تحتاج لمحفزات ضريبية، ومن المهم العمل على خفض كلفة البصمة الكربونية.
الهيدروجين وتحول الطاقة
ناقشت جلسة بعنوان "الهيدروجين: المواءمة بين أمن الطاقة والتحول في مجال الطاقة" أهميةَ الهيدروجين الأخضر في تحقيق الحياد الكربوني، خلال منتدى الطاقة العالمي الذي يُعقد ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2022
وقال الرئيس التنفيذي في "سنام"، ماركو ألفيرا: "إن أرخص طريقة لنقل الطاقة هي الأنابيب، والأمر نفسه بالنسبة إلى نقل الهيدروجين، إذ يمكن استخدام البنية التحتية الموجودة مسبقًا لنقل الهيدروجين، إذ إن 99% من الشبكة الحالية قادرة على نقل الهيدروجين".
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية في "هايلي إنوفيتف فيولز" ميج جنتل: "هناك دروس عديدة استلهمناها من تطوير مشروعات غاز طبيعي كبيرة جدًا، ويمكن تطبيق الدروس في مجال الهيدروجين".
وأضافت: "إننا بحاجة إلى مصانع كبيرة جدًا لإنتاج الهيدروجين، وكل ما تعلمناه من تمويل البنى التحتية الكبيرة مهم لتوفير رأس المال في مجال الهيدروجين".
الشرق الأوسط
قال عضو المجلس التنفيذي ومدير شؤون العمالة في شركة سيمنس إنرجي تيم هول: "ثمة دور لمنطقة الشرق الأوسط في توفير هيدروجين أخضر، إذ يجب اتّباع سياسة التنويع، وهناك دول معينة لديها ظروف مناسبة لإنتاج الهيدروجين بتكاليف قليلة".
من جهته، قال كبير المستشارين للمبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ، ديفيد ليفينغستون: "يجب خلق أطر تنظيمية عادلة ومستمرة للسماح لرأس المال بالتدفق، ويجب العمل بشكل تكاملي لخلق سلسلة قيمة، سيكون التركيز أكثر من قبل على تحقيق طموحات الحكومات، وقد استُثمِرَت 8.5 مليار دولار لإنشاء مراكز هيدروجين مخصصة، وقد يسهم ذلك في تسريع وتيرة الاستجابة والاستثمارات في هذا المجال".
إقليم كردستان
استعرض رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، خطط الإقليم ليصبح مزودًا عالميًا رائدًا للطاقة، مؤكدًا مواصلة خطط تعزيز جاذبية الإقليم للاستثمار، وتطلّعه إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة قريبًا.
وأشار خلال جلسة بعنوان "الطاقة والصادرات ومستقبل إقليم كردستان العراق" خلال منتدى الطاقة العالمي، الذي ينظم ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022، إلى أن إقليم كردستان "مفتوح أمام الأعمال"، وأن طموحات الإقليم في مجال الطاقة تشهد زخمًا كبيرًا.
وقال بارزاني: "انتقلنا من بداية ثابتة تقريبًا، عندما مرّرنا قانون الاستثمار الخاص بنا قبل 15 عامًا، إلى منطقة تنتج وتصدّر نحو نصف مليون برميل من النفط يوميًا. لكن هذه الرحلة لم تكن سهلة".
وأضاف: "لدينا فرص هائلة لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية.. ونحن منفتحون على الأعمال، ونتطلع بشدّة إلى الترحيب بشركاء جدد في كردستان. وكلنا ثقة بأن كردستان ستصبح قريبًا مصدرًا مهمًا للطاقة، يلبي الطلب المتزايد في العالم".
وتستضيف القمة العالمية للحكومات 2022 أكثر من 4000 مشارك من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء وقادة القطاع الخاص، لاستشراف مستقبل الحكومات، ضمن أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية.
وركّزت القمة العالمية للحكومات، منذ إطلاقها عام 2013، على استشراف حكومات المستقبل، وبناء مستقبلٍ أفضل للبشرية، وأسهمت في تأسيس منظومة جديدة للشراكات الدولية القائمة على إلهام واستشراف حكومات المستقبل.
موضوعات متعلقة..
- الإمارات تمول مشروعات المناخ في 40 دولة بـ مليار دولار
- الإمارات تدرس إنشاء سوق للكهرباء.. وإستراتيجية جديدة للهيدروجين (فيديو)
اقرأ أيضًا
- شرق المتوسط.. إمكانيات ضخمة للغاز والطاقة المتجددة بين 3 قارات
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟