الإمارات تدرس إنشاء سوق للكهرباء.. وإستراتيجية جديدة للهيدروجين (فيديو)
كشف وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي عن أن بلاده تدرس حاليًا إنشاء سوق كهرباء في إطار خطتها لتحوّل الطاقة، مع التوسع بمشروعات الكهرباء النظيفة.
وقال، إن وزارة الطاقة والبنية التحتية تدرس حاليًا إنشاء سوق كهرباء داخل الدولة، مما يعدّ بداية للدخول إلى سوق التصدير الخليجية والعربية للكهرباء، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
أشار المزروعي إلى أن الإمارات لديها إستراتيجية للحفاظ على أمن الإمدادات، والحفاظ على أسعار الكهرباء التي تنتج عن طريق الغاز، مع خطط تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2030.
وتخطط الدولة لزيادة حصة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة إلى 44% بحلول عام 2050، وتعوّل على مشروعات الطاقة المتجددة والمحطات النووية في الإسهام بجزء كبير من جهودها لخفض الانبعاثات في قطاع الطاقة، وتلبية الطلب المتنامي على الكهرباء النظيفة.
إستراتيجية الهيدروجين في الإمارات
أشار وزير الطاقة الإماراتي إلى أن التحول البيئي في قطاع الطاقة مدروس، ويُنفَّذ وفق خطط متدرجة، وهو ناتج عن رؤية القيادة التي اعتمدت على التخطيط السليم للمستقبل.
وقال، إن بلاده تؤمن بأن الهيدروجين سيكون أحد مصادر الوقود المستقبلية، إذ لديها استثمارات قائمة بالهيدروجين الأزرق.
وأشار إلى توقيع مذكرات تعاون مع العديد من الدول حول العالم حول التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر والبحوث في هذا المجال الإستراتيجي، مؤكدًا أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تعمل على إستراتيجية واضحة للمستقبل سيجري إطلاقها قريبًا.
وقال المزروعي: "يعدّ إنتاج الهيدروجين أحد مجالات التطوير الرئيسة، إذ تقوم الإمارات بإنتاج واستهلاك الهيدروجين، كونه من مصادر الوقود الأحفوري في المنطقة الأكثر تنافسية من حيث التكلفة".
تحالف أوبك+
في سياق آخر، قال سهيل المزروعي، إن الإمارات جزء من "أوبك+"، وترى حكمة في الالتزام بقرارات التحالف بما يضمن توازن السوق، إذ يشكّل أمن إمدادات الطاقة أولوية.
وأضاف في تصريحات على هامش فعاليات منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي أن "أوبك+" ستعقد اجتماعها بنهاية شهر مارس/آذار الجاري، "ونتطلع إلى النتائج التي تحقق التوازن بين العرض والطلب، بعيدًا عن الأمور السياسية".
وأشار إلى أن "أوبك+" منظمة غير سياسية، تنظر إلى العرض والطلب، "إذ لا نستطيع معاملة الدول المنتجة للنفط داخل المنظمة معاملة سياسية، والذي من شأنه أن يؤثّر في استقرار السوق".
وقال: "من الضروري عدم حجب النفط من أيّ دولة، كون العالم في حاجة ماسّة إلى هذه الكميات النفطية".
أزمة الطاقة العالمية
دعا المزروعي دول العالم إلى التحلّي بالحكمة في التعامل مع ملف الطاقة بما لا يؤثّر في ارتفاع الأسعار عالميًا إلى مستويات قياسية جديدة.
وأكد أن الطريق لتحقيق هدف انتقال الطاقة، والوصول إلى عالم دون انبعاثات، يتمثل في الإبقاء على صناعة النفط والغاز جنبًا إلى جنب مع صناعات الطاقة المتجددة، ومن أجل تحقيق ذلك، ينبغي أن يتعاون المصدّرون والمستوردون وخبراء التقنية.
وأشار إلى أن الأحداث الجيوسياسية التي يشهدها العالم تؤثّر في كامل سلاسل الإمداد، إضافة إلى ارتفاع أسعار الغذاء والسلع الأساسية على مستوى العالم، مضيفًا أن الكثير من دول العالم سوف تتأثّر إذا لم يوجد حلّ سلمي بالمفاوضات والتفاهمات جراء الأحداث العالمية الراهنة.
وأضاف أن الإمارات وضعت خطة لرفع إنتاجها من النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول العام 2030، "إذ كنا نرى أن العالم سوف يحتاج إلى هذه الكميات، ودليل على الرؤية السديدة لهذا القرار، فإننا مستمرون برفع الكفاءة والقدرة الإنتاجية لتعزيز الجاهزية".
استثمارات الطاقة
أكد المزروعي أهمية زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة ومواصلة استمرار الشركات العالمية بالاستثمار في هذا المجال الإستراتيجي، "إذ شهدنا عزوفًا من الجهات الممولة لمشروعات النفط والغاز عالميًا، وذلك بعد "كوب 26"، في حين تطالب دول العالم اليوم بزيادة الإنتاج والذي يتطلب تمكين المستثمرين من الموارد المالية للاستثمار في مجال النفط والغاز".
كان المزروعي قد أكد خلال كلمته في جلسته الافتتاحية لمنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي أنه مع ارتفاع الطلب على الطاقة "نشهد تركيزًا متناميًا على إزالة الكربون والجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، بالإضافة إلى انتقال صناعة الطاقة العالمية، مما يفرض تحديًا ثلاثيًا في كيفية الوفاء بالطلب المتزايد على الطاقة، وثانيًا كيفية ضمان توفير طاقة موثوقة وذات تكلفة مناسبة، وكيفية مواصلة الجهود لضمان مستقبل منخفض الكربون".
وشدد على أن قطاع الطاقة قادر على بناء هياكل تدعم نمو الطاقة وجهود خفض الكربون في المستقبل، "بما في ذلك الطاقة الشمسية، والنووية السلمية"، كما تعمل الدولة على تسريع وتيرة هذه التغييرات من خلال صياغة سياسات تدعم الإبداعات ذات الصلة وتنويع مزيج الطاقة، إذ إن هناك اتجاهًا متناميًا لتبنّي مفهوم "الاقتصاد الدائري"، والذي تتضمن عناصره خفض وإعادة استخدام وإزالة الكربون من النظام.
الطاقة النووية في الإمارات
رأت الرئيس التنفيذي لمعهد الطاقة النووية، ماريا كورسك، أن الإمارات تقود المنطقة في إنتاج الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، موضحة أن التشغيل التجاري لثاني محطات براكة للطاقة النووية، يعد إنجازًا مهمًا، ليس للإمارات فحسب وإنما للجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وأضافت: "يسرنا أن نرى دولة مثل الإمارات تدرك أهمية الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات الكربونبة كوسيلة لتحقيق الأهداف المناخية".
موضوعات متعلقة..
- وزير الطاقة الإماراتي: لن نعوض نفط روسيا بسهولة.. ووكالة الطاقة "تُضلل العالم" (فيديو)
- الهيدروجين الأخضر.. الإمارات تطلق مشروعًا رائدًا في مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)
- شرق المتوسط.. إمكانيات ضخمة للغاز والطاقة المتجددة بين 3 قارات