أوابك: الغاز لن يكون مجرد وسيطًا في تحول الطاقة.. وقطر تقود طفرة الغاز المسال
وائل عبدالمعطي: الدول العربية ثاني أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا
الطاقة
ترى منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول أوابك، أن الغاز، وبشكل خاص الغاز المسال، لن يكون مجرد وسيطًا في عملية تحول الطاقة عالميًا.
وتأتي رسالة المنظمة، في وقت يروج فيه الغرب، خاصة عدد من المؤسسات المعنية -بقيادة وكالة الطاقة الدولية- إلى اعتبار الغاز مرحل انتقالية من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.
إذ يقول خبير الغاز لدى المنظمة، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن "الغاز سيظل وقودًا رئيسيًا في المستقبل"، ويمكنه توفير أمن الطاقة للأسواق المختلفة.
ورهن خبير أوابك، توفير تلك الإمدادات في المستقبل، "باستمرار ضخ الاستثمارات في قطاع البحث والتطوير في الدول العربية".
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات الدورة الـ9 لمجموعة خبراء الغاز بالأمم المتحدة، حيث طرح رؤية أوابك حول مكانة الدول العربية في توفير إمدادات الغاز للأسواق العالمية والتوقعات المستقبلية.
وجاءت رؤية المنظمة من خلال ورقة بعنوان "الدور الحالي والآفاق المستقبلية للمنطقة العربية في تلبية احتياجات أوروبا من الغاز"، قدمها خبير الصناعات الغازية المهندس وائل عبدالمعطي.
ولفتت ورقة أوابك إلى تحقيق تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية نموًا كبيرًا في عام 2021، بنسبة 7% وإجمالي 380 مليون طن، ومعدل تشغيل بنسبة 85% لمحطات الإسالة، الأمر الذي يحمل دلالة واضحة على تعافي السوق العالمية من جائحة كورونا.
ارتفاع الأسعار في أوروبا
تطرقت رؤية أوابك إلى الارتفاع الكبير في أسعار سوق الغاز الأوروبية، التي تعتمد بنسبة 80% على التسعير في السوق الفوري، الأمر الذي يعرض المستهلكين لاضطرابات وتقلبات الأسعار في حالة وجود أي أحداث أو مخاوف.
وارتفع اعتماد السوق الأوروبية على واردات الغاز من خارج القارة، بنسبة 63% عام 2021 مقارنة بنسبة 37% في 1990، بسبب تزامن تراجع الإنتاج في هولندا والمملكة المتحدة، مع انتعاش الطلب الأوروبي على الغاز.
ووفقًا لأوابك، تعتبر الدول العربية ثاني أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا، حيث شكلت صادراتها من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب من الجزائر وليبيا، والغاز الطبيعي المسال من قطر والجزائر ومصر، حصة إجمالي تبلغ 14% من إمدادات الغاز لأوروبا عام 2021.
حزمة مشروعات الغاز المسال
وبحسب تصريحات المهندس وائل عبدالمعطي، فإن المنطقة العربية تشهد حاليًا حزمة من مشروعات الغاز الطبيعي المسال، من بينها توسعة حقل الشمال بدولة قطر والذي سيرفع الإنتاج من المنطقة العربية بنحو 49 مليون طن سنويًا، ومشروع تورتو أحميم في موريتانيا بطاقة 5 ملايين طن سنويًا.
يُذكر أن أن توسعة حقل الشمال تتم على مرحلتين، الأولى تم اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في فبراير/شباط من عام 2021 بإجمالي 32 مليون طن سنويًا، بينما المرحلة الثانية في القطاع الجنوبي تقدر بـ 17 مليون طن سنويًا.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات -بقيادة قطر- في رفع قدرات تصدير الغاز المسال من 138 مليونًا إلى 193 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027، بنسبة إجمالية 40%، الأمر الذي سيمكنها من زيادة صادراتها إلى السوق الأوروبية والعالمية، حال توقيع اتفاقيات جديدة.
ودائمًا ما تشارك أوابك في اجتماعات خبراء الغاز بالأمم المتحدة منذ 2016، لتعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية، ولطرح رؤيتها بشأن التطورات التي تشهدها أسواق الغاز العالمية.
مؤتمر خبراء الغاز بالأمم المتحدة
انعقدت فعاليات الدورة الـ9 لمجموعة خبراء الغاز بالأمم المتحدة، في مقر المنظمة الأممية في جنيف، خلال الفترة من 24 إلى 25 مارس/آذار الجاري.
وناقش الاجتماع الدور الذي تقوم به المنطقة العربية حاليًا، والدور المتوقع مستقبلًا في تلبية احتياجات أوروبا من الغاز، حيث أشارت أوابك إلى أن كل من قطر وأستراليا والولايات المتحدة تمثل 60% من إجمالي التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال.
وشارك في الدورة الجديدة ممثلون عن الدول الأعضاء في اللجنة الاقتصادية الأوروبية، والمفوضية الأوروبية ومؤسسات ومنظمات أوروبية وعالمية، منها الاتحاد الدولي للغاز، ومنتدى الدول المصدرة للغاز، ومؤسسة الهيدروجين في أوروبا.
كما شارك في فعاليات الدورة، ممثلون لشركات النفط العالمية وخبراء وأكاديميون.
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز المسال الأميركية تقفز 50% إلى مستوى قياسي
- أزمة حقل الدرة.. إيران تتحدى السعودية والكويت بتصعيد جديد
- السيارات الكهربائية.. هل تنصاع الشركات لخطط تبديل البطاريات الصينية؟
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)