أخبار الطاقة المتجددة روسيا وأوكرانيا سلايدر الرئيسية طاقة متجددة

طموحات الطاقة المتجددة في الهند.. إنتاج المعادن كلمة السر

دينا قدري

2022-03-26

0 446

تواجه طموحات الطاقة المتجددة في الهند تهديدًا بالتقويض جراء الأوضاع الجيوسياسية الحالية -خاصةً الغزو الروسي لأوكرانيا- وتأثيرها في سلاسل التوريد، وهو ما سلّط الضوء على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي.

إذ أعلن رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، هدفًا طموحًا لتحقيق 500 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، والتحول إلى دولة خالية من الكربون بحلول عام 2070.

إلا أن هذا التحوّل إلى التنقل عبر السيارات الكهربائية والتوسع السريع في توليد الكهرباء من خلال مصادر الطاقة المتجددة أيضًا، سيبقى غير ناجح دون إمدادات كافية من النحاس والألومنيوم والنيكل، حسبما جاء في مقال للسكرتيرة السابقة بوزارة الصلب الهندية أرونا شارما، نشرته صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز".

الطاقة المتجددة في الهند مهددة!

تبدو مهمة الهند نحو الطاقة المتجددة مهددة بالانهيار، إذا ظلت أكبر المخاطر الجيوسياسية في الآونة الأخيرة -غزو روسيا لأوكرانيا وتأثيره السلبي في سلاسل التوريد للعناصر الحاسمة- قائمة.

وأصبحت الحاجة إلى تحقيق الاعتماد على الذات في إنتاج المعادن أكثر أهمية في الآونة الأخيرة، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار السلع، الذي يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للهند.

ويُعد ضمان الاكتفاء الذاتي المحلي في إنتاج المعادن أمرًا بالغ الأهمية، خاصةً إذا كانت الهند تريد التحكم بفاعلية في انتقالها إلى الطاقة النظيفة، واحتياجات البنية التحتية المتزايدة، بالإضافة إلى خلق وظائف جديدة.

وبينما تركيز اللاعبين العالميين كان على معادن بطاريات السيارات الكهربائية مثل الكوبالت والليثيوم والنيكل، لا ينبغي التقليل من أهمية النحاس، سواء في السيارات الكهربائية أو في بناء البنية التحتية للسيارات الكهربائية.

الطاقة المتجددة - الهند

الهند ليست بحاجة إلى الصين

قد يؤدي أي تأخير إلى تخلي الهند عن سيطرتها على انتقال طاقتها إلى الصين، التي تسيطر -حاليًا- على غالبية التعدين والتكرير.

ولا تحتاج الهند إلى الاعتماد المفرط على الصين، لأن مصافي النحاس الهندية يمكنها معالجة النقص.

وعلاوةً على ذلك، أظهرت الحكومة نيتها في زيادة القدرات التصنيعية في تلك الصناعات التي تُعد بالغة الأهمية لانتقال الطاقة النظيفة في الهند.

ويُمكن أن تنتج صناعة النحاس الأولية الهندية مليون طن متري من النحاس سنويًا، بالإضافة إلى 500 ألف طن متري إضافية تأتي من مصهر مجموعة أداني للنحاس بحلول عام 2025.

وبالتالي، فإن القدرة المركبة الحالية في الهند كافية لتلبية الطلب المحلي على النحاس.

أسعار النحاس — أحد العمال في صناعة النحاس- أرشيفية

ارتفاع واردات النحاس في الهند

على الرغم من الكميات الكافية، وصلت واردات الهند من النحاس المكرر في نهاية السنة المالية 2020 إلى 35 ألف طن متري، ويرجع ذلك إلى 3 تحديات تتعلق بجانب العرض.

التحدي الأول هو مسألة رسوم الاستيراد المرتفعة على المادة الخام اللازمة لصناعة النحاس الأولية بنسبة 2.5%، مقارنة بـ0% في دول الصين وكوريا الجنوبية واليابان، المنافسة الرئيسة للهند؛ ما يجعل البلاد غير قادرة على المنافسة من الناحية الهيكلية مقابل نظيراتها الآسيوية في مرحلة التوريد نفسها.

أما التحدي الثاني فهو يتمثل في انتشار هيكل الضرائب المقلوب الذي يزيد من التحدي الذي تواجهه صناعة النحاس الأولية في الهند.

ورغم أن النحاس المكرر -المنتج النهائي- يمكن أن يدخل الهند دون رسوم جمركية، فإن المواد الخام والوسيطة لصنع النحاس المكرر تخضع للضريبة، ما يجعل من الصعب للغاية التنافس مع النحاس المكرر المستورد.

بينما التحدي الثالث الذي يواجه قطاع النحاس في الهند هو معدل إعادة التدوير المنخفض لخردة النحاس المنتجة محليًا.

ووفقًا للإطار الوطني لإعادة تدوير الخردة غير الحديدية، فإن معدل إعادة تدوير الخردة المحلية في الهند البالغ 20% أقل بكثير من المعيار العالمي البالغ 80%، وهو ما تستغله الدول النامية لإلقاء الخردة ذات النوعية الرديئة -التي لا تصلح لاستخراج النحاس- في دول مثل الهند.

مشروعات طاقة الرياح في الهند

في سياقٍ آخر، منحت وزارة الطاقة الجديدة والمتجددة في الهند تمديدًا زمنيًا إضافيًا لمدة 3 أشهر في تاريخ التكليف المحدد لمشروعات طاقة الرياح، بسبب اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن مرحلة ما بعد جائحة فيروس كورونا والرياح الموسمية.

وأوضحت الوزارة أنه "نظرًا إلى تعطل سلسلة التوريد بسبب الاندفاع الثاني لجائحة كورونا، فقد تقرر أنه بالنسبة إلى مشروعات طاقة الرياح التي جرى توقيع اتفاقية شراء الطاقة الخاصة بها وتقديم الطلبات قبل 15 يونيو/حزيران 2021، يمكن للوكالات المنفذة أن تسمح بتمديد زمني إضافي يصل إلى 3 أشهر في تاريخ التكليف المحدد".

وأضافت أنه يمكن النظر في التمديد على أساس كل حالة على حدة، بعد العناية الواجبة والنظر المتأني في الظروف المحددة للحالة، حسبما أفادت "ذي إيكونوميك تايمز".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..