البريد الأميركي يطلب 10 آلاف شاحنة كهربائية لتحديث أسطوله
من بين 165 ألف مركبة توصيل جديدة
نوار صبح
- • تسيير أعداد إضافية من شاحنات الوقود الأحفوري يتعارض مع جهود معالجة التغير المناخي
- • على الخدمة إعطاء البريد الأولوية لاقتناء المركبات الكهربائية
- • يمثّل النقل نحو 30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية في الولايات المتحدة
- • تحويل الأسطول بالكامل إلى مركبات كهربائية سيكلّف 3.3 مليار دولار إضافية
في 2021، أثار عقد مدته 10 سنوات وقّعته خدمة البريد الأميركي لتجديد شاحنات البريد القديمة في البلاد، رد فعل سريعًا من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة حماية البيئة.
حينذاك، كانت خدمة البريد الأميركي تخطط لطلب ما يصل إلى 165 ألف مركبة توصيل جديدة، سيعمل معظمها بالبنزين، بسبب ارتفاع التكاليف الأولية للمركبات الكهربائية.
وتذرّع منتقدو تلك الصفقة بأن تسيير أعداد إضافية من شاحنات الوقود الأحفوري على الطريق من شأنه أن يتعارض مع جهود الولايات المتحدة لمعالجة التغير المناخي وتقليل الأدخنة السامة المنبعثة من عوادم تلك الشاحنات، وفقًا لما نشره موقع "كاناري ميديا".
- بايدن يعترف: أميركا في أزمة.. وأمامنا 10 سنوات لتحقيق الأهداف المناخية (فيديو)
- البريد الأميركي يخالف قرار بايدن في التحوّل الكامل للمركبات الكهربائية
مضاعفة عدد الشاحنات
بدأت خدمة البريد الأميركي، هذا الأسبوع، تعديل موقفها بشأن هذه القضية، وضاعفت عدد 5 آلاف شاحنة تعمل بالبطاريات المُدْرَجة في خطتها الأصلية إلى أكثر من 10 آلاف شاحنة.
وأفاد المدير العام لخدمة البريد الأميركي، لويس ديجوي، يوم الخميس 24 مارس/آذار الجاري، بأن خدمة البريد قررت زيادة شرائها الأولي للسيارة الكهربائية، معتبرًا ذلك أمرًا منطقيًا من منظور تشغيلي ومالي.
جدير بالذكر أن الطلب الأولي لخدمة البريد بقيمة 2.98 مليار دولار مع شركة أوشكوش -ومقرها ولاية ويسكونسن الأميركية- لا يزال يتضمن نحو 40 ألف مركبة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي التي تستهلك كميات كبيرة من البنزين.
ردود أفعال متباينة
أثار إعلان طلب شراء الشاحنات الكهربائية الجديدة ردود فعل متباينة من جانب منتقدي خدمة البريد.
وقالت رئيسة لجنة مجلس النواب للرقابة والإصلاح في الكونغرس الأميركي، النائبة كارولين مالوني، إنها رغم تقديرها زيادة حصة الشاحنات الكهربائية، فإن هذا العدد ما يزال غير كافٍ لتنظيف الأسطول بأكمله من الشاحنات التي تعمل بالبنزين.
وأضافت النائبة مالوني -في حديثها لوكالة أسوشيتيد برس-: إن على خدمة البريد إعطائها الأولوية لاقتناء المركبات الكهربائية وإلا ستظل خاضعة للتكنولوجيا القديمة التي تلوّث البيئة بشكل أكبر على مدى عقود.
وستنضم شاحنات التوصيل الكهربائية البالغ عددها 10 آلاف شاحنة إلى قائمة الوكالة الصغيرة نسبيًا من المركبات الكهربائية، بما في ذلك 15 شاحنة صغيرة تعمل بالبطاريات في ولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى شاحنات "مراقبة" تنقل المقطورات من منشأة توزيع في سان فرانسيسكو.
دمج المركبات الكهربائية في أسطول البريد
يمثّل النقل ما يقرب من 30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية في الولايات المتحدة، أكثر من أي قطاع آخر.
وأصدر الرئيس جو بايدن توجيهاته إلى المسؤولين الفيدراليين، في العام الماضي، ببدء العمل على تحويل جميع مركبات الأسطول الفيدرالية والمحلية والقبلية إلى "مركبات نظيفة وعديمة الانبعاثات"، بما في ذلك أسطول خدمة البريد الكامل المكون من 212 ألف شاحنة بريد.
تُجدر الإشارة إلى أن خدمة البريد في الولايات المتحدة هي وكالة حكومية مستقلة، وبدأت العديد من المركبات في أسطولها الوطني في نقل الرسائل والطرود منذ أكثر من 3 عقود.
وقال مسؤولو خدمة البريد إن تحويل الأسطول بالكامل إلى مركبات كهربائية سيكلف 3.3 مليار دولار إضافية، بسبب ارتفاع التكلفة الأولية للشاحنات التي تعمل بالبطاريات والنفقات الإضافية لتركيب البنية التحتية للشحن الكهربائي في المرافق البريدية.
وبدورها، أرسلت وكالة حماية البيئة ومجلس البيت الأبيض لجودة البيئة -مؤخرًا- رسائل إلى خدمة البريد تشير إلى وجود عيوب كبيرة في طريقة تقييم الوكالة للآثار البيئية للمركبات التي تعمل بالبنزين والتكاليف الإجمالية المحتملة لتشغيل الشاحنات الكهربائية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعت مجموعة من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين، بمن في ذلك النائبة كارولين مالوني، إلى إجراء تحقيق في قرار المدير العام لخدمة البريد الأميركي، لويس ديجوي، مواصلة حرق البنزين لتوصيل بريد الأمة.
وقالت المتحدثة باسم خدمة البريد، كيم فروم: إنه إذا كان الكونغرس يوفر المزيد من التمويل، فإن خدمة البريد مستعدة لزيادة عدد المركبات الكهربائية التي تنوي شراءها، حتى بعد تقديم الطلب.
موعد وصول أول شاحنة كهربائية
تستعد شركة أوشكوش ديفنس المصنِّعة لشاحنات خدمة البريد لإنتاج شاحنات التوصيل؛ بينما ينشر السياسيون والمسؤولون التفاصيل.
وأفادت المتحدثة باسم أوشكوش ديفنس، ألكسندرا هيتل، بأن التوظيف والاستعدادات "جارية على قدم وساق" في منشأة الشركة المصنعة الجديدة في سبارتانبورغ بولاية كارولينا الجنوبية.
وتتوقع الشركة بدء إنتاج مركبات التوصيل من الجيل التالي في صيف عام 2023، ويجب أن تسيّر المركبات الأولى على الطرق بحلول أواخر العام المقبل.
مواصفات الشاحنات
سيكون كلا طرازيْ شاحنات البريد اللذين يعملان بالبنزين والبطارية عبارة عن شاحنات تقاد من الجانب الأيمن ومزودة بتكييف هواء، وهي ميزة غير متوفرة في شاحنات البريد الحالية.
وسيحتوي الطرازان على تقنية متقدمة للمراقبة والسلامة، مثل الكاميرات بزاوية 360 درجة والفرملة التلقائية والأمامية وأنظمة تجنب الاصطدام الخلفي.
وستضم الشاحنات مساحة شحن واسعة تبلغ 263 قدمًا مكعبًة (7.44 مترًا مكعبًا) وحمولة تصل إلى 2000 رطل (907 كغم) في إطار عدد قليل من الرحلات، ما يؤدي إلى تحسين كفاءة رحلاتها.
وقالت المتحدثة باسم خدمة البريد، كيم فروم: إنه يجب أن تكون الشاحنات الكهربائية قادرة على السّير لمسافة 70 ميلًا (112.65 كيلومترًا) على الأقل دون إعادة شحن بطارياتها.
وأضافت أنه من المرتقب أن تكون الشاحنات قادرة على تشغيل نظام التدفئة والتبريد والملحقات الكهربائية لمعظم الـ8 إلى 10 ساعات التي يقود خلالها عمال البريد الشاحنات يوميًا.
وفي عام 2019، وضع الباحثون أجهزة تسجيل البيانات في عشرات شاحنات التوصيل الكهربائية و6 شاحنات مزودة بمحركات احتراق داخلي.
وبعد مرور عام، ونتيجة تحليل الأرقام، وجد الباحثون أن الشاحنات الكهربائية لديها كفاءة في استهلاك الوقود تعادل 29.2 ميلًا للغالون الواحد، مقابل 8.4 ميلًا فقط للغالون للمركبات التقليدية.
ولم تنتج الشاحنات التي تعمل بالبطاريات أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، في حين أن الشاحنات التي تحرق البنزين أطلقت نحو 79 ألف رطل من ثاني أكسيد الكربون خلال مدة الدراسة.
اقرأ أيضًا..
- طموحات الطاقة المتجددة في الهند.. إنتاج المعادن كلمة السر
- شرق المتوسط.. إمكانيات ضخمة للغاز والطاقة المتجددة بين 3 قارات
- نفقات الكهرباء في أميركا ترتفع 5 دولارات خلال 2021 (تقرير)