الإغراق يهدد سوق معدات محطات الطاقة الشمسية المصنعة في الهند
رخص أسعار الواردات يخرب الصناعة ويدفع المنتجين للعمل بـ30% فقط من طاقتهم
حياة حسين
حذّرت هيئة صناعات الطاقة الشمسية في الهند (آيسيا) من انهيار وشيك لصناعات معدّات المحطات الشمسية، بسبب إغراق السوق المحلية بالمنتجات المستوردة الرخيصة، وفقرها لبنية تشريعية تحميها من المنافسة غير العادلة معها.
وحثّت آيسيا وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، آر كيه سينغ، على توفير بيئة تشريعية ملائمة، وفرض رسوم حماية على مكونات محطات الطاقة الشمسية المستوردة، تمكّن الصناعة المحلية من العمل والاستقرار، وتوطين نفسها.
وأشارت إلى أن الظروف الحالية المحيطة بصناعة مكونات ومعدّات محطات الطاقة الشمسة تسبّبت في خسائر هائلة وغير محتملة للمصنعين.
30% من طاقة التصنيع
قالت هيئة آيسيا، في مذكرة أرسلتها إلى وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، مطلع الأسبوع الجاري: "إن مصانع مكونات ومعدّات محطات الطاقة الشمسية المحلية، تعمل حاليًا بنسبة 30% من طاقتها، وتواجه خسائر غير قادرة على تحمّلها".
وترى الهيئة أن أيّ تهديد لصناعات متعلقة بالطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، يعني تهديدًا لمستقبل الطاقة في الهند بصورة عامة.
وطالبت آيسيا الوزير المعني بالطاقة المتجددة بإصدار مجموعة من القرارات تحمي الصناعة، إضافة إلى منح المصنعين حوافز لمدة لا تقلّ عن 4-5 سنوات منذ بدء الإنتاج، لمواصلة العمل.
وكشفت آيسيا أن نيودلهي استوردت معدّات وأجزاء للمحطات، في ال11 شهر الأخيرة، وحتى فبراير/شباط الماضي، تكفي توليد 16 غيغاواط، وهي تزيد عن الاحتياجات بنحو 10 غيغاواط، أي أكثر من ضعف الكميات المطلوبة.
ويُظهر ذلك تخزين كميات ضخمة من تلك المعدّات، إضافة إلى أنه إشارة تعني أن المطورين والتجّار يسعون إلى تخريب الصناعة المحلية، حسبما ذكرت صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" المحلية.
مأزق الصناعة
قالت هيئة صناعات الطاقة الشمسية في الهند، في المذكرة المُرسلة إلى وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن المستوردين جلبوا إلى البلاد نحو 3.21 غيغاواط في شهر فبراير/شباط الماضي فقط، "ما يُظهر حجم المأزق الذي يعيشه المصنّعون المحلّيون".
وأضافت أن واردات البلاد من معدّات الصناع، والتي بلغت 32 غيغاواط، خلال 3 سنوات، تعني خروج نحو 10 مليارات دولار من النقد الأجنبي من نيودلهي، وفق حسابات سعر الصرف في هذه المدة.
وقبل 4 أيام، توقعت شركة الاستشارات المالية، بنزينغا، في تقرير نشرته بموقعها الإلكتروني، أن تنمو سوق معدّات الطاقة الشمسية ومكونات محطاتها بنسبة 12% سنويًا حتى 2024، لتبلغ 6.3 مليار دولار.
وقالت الشركة، إن خطة حكومة الهند لتوليد 100 غيغاواط من الطاقة الشمسية، وخطط إنشاء مشروعات ضخمة، السنوات المقبلة، تسهم في نمو سوق معدّات تلك المشروعات.
وذكر التقرير أن التطورات العالمية في صناعة الطاقة الشمسية، وتحسّن التقنيات، وانخفاض التكلفة، يعزز من نموها خلال 5 سنوات.
وأشار إلى أن الخلايا الشمسية، من بين باقي معدّات المحطات، سيكون لها نصيب الأسد في تلك السوق، كما إنها ستقود النمو المتوقع.
ولايات الجنوب
توقّع التقرير التحليلي لشركة الاستشارات المالية بنزينغا أن تحظى ولايات الجنوب الهندي بأكبر نسبة نمو في مجال معدّات الطاقة الشمسية، وأهم تلك الولايات هي: كارناتاكا، تاميل نادو، آندهرا برادش، إضافة إلى تلانغانا.
ويرجع التقرير نمو سوق معدّات الطاقة الشمسية في الجنوب الهندي بصورة أفضل من باقي أنحاء الهند، إلى زيادة الاستثمارات في مشروعات محطات التوليد، وتمتّع تلك الولايات بأشعة شمس لمدد طويلة.
يُذكر أن الطاقة الشمسية أضافت نحو 11.1 غيغاواط إلى شبكات الكهرباء الهندية، خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وتخطط الهند، التي تُعدّ ثالث أكبر مصدّر لانبعاثات الكربون عالميًا- إلى توليد 500 غيغاواط من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030.
كما تستهدف الدولة الآسيوية، التي تعتمد بصورة أساسية على توليد الكهرباء من الفحم، تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، خلال مشاركته في قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بمدينة غلاكسو الإسكتلندية.
وبلغت قدرة الطاقة المتجددة في الهند -حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2021- نحو 104 غيغاواط، وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في الهند.. مشروعات جديدة بـ 6.6 مليار دولار
-
أول مطار يعمل بالطاقة الشمسية في الهند يطور محطة عملاقة (فيديو)
اقرأ أيضًا..