الصين تتعاقد مع شركات الفحم المحلية لتأمين احتياجاتها
لتُمثّل موارد الفحم 80% من إنتاج الشركات
أمل نبيل
خوفًا من نقص إمدادات الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تسعى الصين إلى تأمين احتياجاتها من الفحم من الشركات المحلية، عبر إبرام عقود جديدة تضمن توريد الجزء الأكبر من الإنتاج للحكومة.
وتُجري اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين -أكبر مُخطط اقتصادي في البلاد- تعديلات جديدة في العقود متوسطة وطويلة الأجل التي وقّعها موردو الفحم في عام 2022.
وتطالب اللجنة بأن تُمثّل موارد الفحم في العقود متوسطة وطويلة الأجل 80% من إنتاج شركات الخام الجاف.
وتُعَد هذه الخُطوة أحدث الجهود المبذولة من السلطات الصينية لتحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة، والأنشطة الاقتصادية في البلاد، وسط الاضطرابات العالمية، ومن بينها الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي أثرت سلبًا في إمدادات الطاقة.
وفي 7 مارس/آذار، وصلت أسعار النفط إلى مستويات قياسية فوق 139 دولارًا للبرميل، مدفوعة بالهجوم الروسي على أوكرانيا، قبل أن تتراجع إلى نحو 102 دولار للبرميل خلال تعاملات يوم الجمعة (18 مارس/آذار).
شروط العقود الجديدة لتوريد الفحم
قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين إن شركات الفحم العاملة في البلاد بحاجة إلى توقيع الكثير من العقود متوسطة وطويلة الأجل، على أن تغطي جميع هذه العقود توريد الفحم إلى شركات الكهرباء والتدفئة.
وخلال عام 2021، استهلكت الصين -أكبر مستهلكي الفحم في العالم- نحو 5.24 مليار طن من مكافئ الفحم، بزيادة قدرها 5.2% عن عام 2020، ومن المتوقع أن يرتفع حجم استهلاك الصين من الفحم بنسبة 3.3% في عام 2024.
وأضافت اللجنة: "يجب أن تتضمن العقود متوسطة وطويلة الأجل للفحم، السعر أو آلية تسعير الفحم، بتكلفة مقبولة، بالإضافة إلى تحديد العناصر التي تشمل الكمية، والمدة، والجودة، والتدفق وطرق النقل والمسؤولية عن خرق بنود العقد"، وفقًا لموقع غلوبال تايمز.
وتُخطط الصين لتحقيق الحياد الكربوني في البلاد بحلول عام 2060، وتقليص الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، لكن المخاوف المتزايدة بشأن أمن الطاقة، دفعت إنتاج الفحم في البلاد إلى مستويات قياسية، ودفعت الحكومة لإنشاء مزيد من محطات توليد الكهرباء بالوقود الجاف.
ووفقًا للجنة الصينية، يجب تسجيل جميع العقود الموقّعة للفحم، في المركز الوطني لتجارة الفحم، ويجب الإبلاغ عن تنفيذ العقود إلكترونيًا كل شهر.
وأشارت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، إلى أن فرقًا تحقيقية ستُجري عمليات تفتيشية مختلفة؛ من بينها فحص البيانات الأصلية، وإجراء محادثات بالإضافة إلى البحث الميداني.
نظام للثواب والعقاب
ستضع اللجنة نظامًا لمكافأة الشركات التي تنفذ بنود العقد بشكل جيد، في حين ستُحَاسب الشركات التي أخفقت في تنفيذ العقود.
وستتضمن العقود شروطًا للتنفيذ في السجل الائتماني للشركات، ترتبط بالموافقة على طاقتها الإنتاجية وتخصيص مصادر النقل.
ويتجاوز معدل الاكتفاء الذاتي من الفحم في الصين في الوقت الحالي 90%؛ حيث تعتمد الدولة الآسيوية عليه في إنتاج 70% من الكهرباء.
ويتوقع خبراء الصناعة أن تنخفض أسعار الفحم في البلاد بنهاية مارس/آذار، مع تراجع معدلات التدفئة في شمال الصين بنهاية موسم الشتاء، ومن ثم تضاؤل الطلب.
وحددت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، في فبراير/شباط الماضي، أسعار الصفقات طويلة الأجل للفحم المحمّل على السفن في ميناء تشينهوانغداو، ميناء الفحم الرئيس في الصين، بين 570 يوانًا (90.2 دولارًا أميركيًا) و770 يوانًا للطن، شاملًا الضرائب.
ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الكهرباء في الصين في عام 2022 بنسبة تتراوح بين 5% و6% عن العام السابق، ليصل إلى 8.7 تريليونًا إلى 8.8 تريليون كيلو واط/ساعة.
وعلى الرغم من تعهد الصين، أكبر مصدر لانبعاثات غاز الاحتباس الحراري في العالم، بالتحكم في استهلاك الفحم خلال المدة من عام 2021 إلى 2025، والخفض التدريجي لاستهلاك الفحم في عام 2026، يتوقع الباحثون في شركة "ستيت غريد" الصينية إنشاء مشروعات جديدة تعمل بالفحم بقدرة 150 غيغاواط خلال المدة من 2021 إلى 2025، ترفع إجمالي الطاقة المنتجة في الصين إلى 1230 غيغاواط.
موضوعات متعلقة..
- أسعار المعادن الأرضية النادرة تسجل ارتفاعًا قياسيًا.. والصين تطالب منتجيها بآلية للتسعير
- الطاقة المتجددة في الصين.. ريادة عالمية في التصنيع والسعة المضافة (تقرير)
- الصين تتجاهل دعوات أميركا وتزيد الواردات لدعم احتياطي النفط الإستراتيجي
اقرأ أيضًا..
- بنغلاديش ترفض التعدين المكشوف وتنحاز للطاقة الشمسية وإلغاء خطط الفحم
- محطات الفحم الأسترالية.. هل تعصف بحكومة موريسون أم تعرقل خطط تحول الطاقة؟
- خدعة محطات الفحم.. شركات أوروبية تتحايل على إجراءات خفض الانبعاثات