بلجيكا تؤجل إغلاق محطاتها النووية 10 سنوات.. وإنجي الفرنسية تدرس تداعيات القرار
أمل نبيل
أعلنت بلجيكا، أمس الجمعة 18 مارس/آذار، اعتزامها تأجيل مُخططاتها السابقة لإيقاف العمل في محطات الطاقة النووية في البلاد بحلول عام 2025، لمدة 10 سنوات أخرى، خوفًا من الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة جراء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقفزت الأسعار العالمية للنفط والغاز، مع تصاعد حدة المخاوف من نقص الإمدادات الروسية الضخمة من الوقود الأحفوري.
وتعليقًا على القرار، قالت شركة المرافق الكهربائية "إنجي" الفرنسية: "إنها ستدرس مع الحكومة البلجيكية قرار تمديد العمل بالطاقة النووية في البلاد حتى عام 2035".
استمرار العمل بالمحطات النووية
تُخطط بلجيكا لاستمرار العمل في مفاعلين نوويين، يعرفان باسم "دويل 4" و تيهانغ 3" لمدة 10 سنوات أخرى، في تناقض واضح للخُطة المعلنة من قبل بالتخلص التدريجي من جميع مفاعلاتها النووية بحلول عام 2025، وفقًا لرويترز.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمفاعل "تيانغ" في شرق بلجيكا 1038 ميغاواط، في حين تصل الطاقة الإنتاجية لمفاعل "دويل" 1039 ميغاواط، الذي يقع بالقرب من مدينة أنتويرب الساحلية.
ويُشّكل المفاعلان معًا 35% من إنتاج الطاقة النووية في بلجيكا التي تستحوذ على نصف إنتاج الكهرباء في الدولة الواقعة في غرب أوروبا، وتمتلك بلجيكا -حاليًا- محطتين للطاقة النووية بإجمالي 7 مفاعلات.
وقالت عملاق الطاقة الفرنسية -إنجي- التي تُدير عمليات التشغيل في المحطتين، إنها ستدرس مع بلجيكا جدوى الخُطة المعلن عنها باستمرار العمل في المحطات النووية في البلاد، مشيرة إلى أن قرار تمديد العمر التشغيلي للمفاعلات النووية يثير قيودًا كثيرة تتعلق بالسلامة والتنظيم والتنفيذ.
وترى بلجيكا أن استمرار العمل في المفاعلات النووية يعزّز من قدرة البلاد على التخلص من الوقود الأحفوري في بيئة جيوسياسية مضطربة.
خفض الاعتماد على الغاز الروسي
يهدف الاتحاد الأوروبي إلى خفض الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي بمقدار الثلثين خلال العام الجاري، والتخلص نهائيًا من واردات الغاز الروسية، التي تُغطي 40% من احتياجات أوروبا قبل عام 2030، وفقًا لاقتراح قدمته المفوضية الأوروبية.
وأضافت شركة إنجي الفرنسية، في بيان: "نظرًا إلى أن القرار غير متوقع وشديد الأهمية، فإن المخاطر المتعلقة به تتجاوز النشاط العادي لمُشغل خاص".
وكانت الحكومة البلجيكية قد وافقت في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من حيث المبدأ على إغلاق محطات الطاقة النووية في البلاد بحلول عام 2025، الأمر الذي أثار جدلًا حزبيًا في أوساط الحكومة بين مطالبين باحترام قانون عام 2003 الذي ينص على إنهاء العمل بالطاقة النووية في البلاد بنهاية 2025، وبين المؤيدين لاستمرار العمل بالمحطات النووية.
وتعتزم بلجيكا استثمار 100 مليون يورو (113 مليون دولار أميركي)، خلال 4 سنوات في تقنية الطاقة النووية، مع التركيز على المفاعلات النموذجية الأصغر، وإمكان التعاون مع فرنسا وهولندا.
وفي عام2021، بلغ الطلب على الكهرباء في بلجيكا 84.4 تيراواط/ساعة؛ أنتجت الطاقة النووية 52.4% من مزيج الكهرباء في الدولة الأوروبية، في حين مثّل الغاز 24.8%، كما أنتجت طاقتا الشمس والرياح 16.8%.
موضوعات متعلقة..
- بلجيكا تتطلع إلى التعاون مع السعودية في إنتاج الهيدروجين
- مصر تبحث الاستعانة بخبرة بلجيكا في تطوير الموانئ النفطية
- الرياح البحرية في بلجيكا تولد كهرباء تعادل أكبر مفاعلاتها النووية
اقرأ أيضًا..
- الهند تدرس تقديم حوافز لتوسيع نطاق إنتاج الهيدروجين الأخضر
- نيجيريا تلجأ إلى الطاقة النووية وتفتح باب العطاءات لأول محطة
- إكوينور النرويجية تستهدف إنتاج 16 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030