موارد آبار حوض لامو الضخمة تجدد طموحات كينيا في إنتاج النفط
وإعلان نتائج استكشاف بئر ماليما-1 خلال أسبوعين
هبة مصطفى
يدعم أكبر الاكتشافات النفطية في كينيا المرتقبة في حوض لامو تحوّلها لدولة منتجة للنفط؛ إذ يضم موارد محتملة هائلة كشفتها بيانات الحفر الأولية ويُنتظَر إعلانه في غضون الأسابيع المقبلة.
ويأتي الاكتشاف المرتقب في بئر "ماليما-1" بمربع (إل 11 بي) في حوض لامو جنوب شرق كينيا، عقب 10 أعوام من إعلان الدولة الواقعة شرق أفريقيا اكتشاف النفط لأول مرة في حوض توركانا الذي لم تعمل كينيا حينها على تسويقه.
ويعكف على تطوير ومواصلة أعمال الاستكشاف في آبار حوض لامو، المرتقب إعلان مواردها بصورة رسمية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كل من: شركة إيني الإيطالية، وعملاق النفط الفرنسي توتال إنرجي، بالإضافة لشركة قطر للبترول التابعة للدولة.
موارد حوض لامو
تشير التقديرات الأولية لوجود موارد ضخمة (قابلة للاستخراج) لأكبر الاكتشافات النفطية في كينيا -حتى الآن- بالمربع (إل 11 بي) في حوض لامو، بما يقرب من 700 مليون برميل، بعدما بدأت منصة الحفر التابعة لإيني الإيطالية "سايبم 12 ألف" أعمال الحفر منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول العام الماضي.
وتحفر الشركات الـ3 البئر الاستكشافية -التي تبعد عن الساحل مسافة 170 كيلومترًا، وترتكز أسفل المحيط الهندي- على عمق مائي يصل إلى 5 كيلومترات للبحث عن الموارد المحتملة بحوض لامو.
ويُتوقع انتهاء أعمال الحفر الأولية لبئر (ماليما-1) في حوض لامو خلال شهر مارس/آذار الجاري، غير أن عمليات المسح الزلزالي للمنطقة بالكامل كشفت بصورة أولية وجود موارد نفطية تتراوح بين 4 و4.8 مليار برميل.
واستُعينَ بالصور التفصيلية -عبر المسوح الزلزالية- للصخور والطبقات السفلية لتحديد مواقع الموارد النفطية المحتملة في حوض لامو، وأكدت إيني الإيطالية أن نتائج الحفر التي ستُعلن في وقت قريب ستحدد القابلية التجارية لموارد المربع.
وتعوّل كينيا على دعم إنتاج البئر المرتقبة لعائداتها النفطية؛ ما يسهم في تمويل الخدمات والمرافق الرئيسة، إذ يُتوقع دعمها تلبية الطلب المحلي وفتح آفاق للإنتاج.
وشهدت أعمال الحفر بمربع (إل 11 بي) في حوض لامو تأخرًا، إثر تبعات جائحة كورونا وتلقّي جرعات اللقاحات المضادة، وكان بدؤها مقررًا قبل ديسمبر/كانون الأول الماضي.
- توللو أويل توسع استثماراتها الأفريقية بخطة إنفاق جديدة في كينيا
- صفقة التنقيب عن النفط الملغاة في الصومال تثير الخلاف مع كينيا
بئر ماليما-1
بدوره، كشف المدير التنفيذي لشركة إيني في كينيا، تافوليني إنريكو، أنه ستُعلَن أحدث بيانات الحفر والمسوح الزلزالية لبئر (ماليما-1) بحوض لامو في غضون الأسبوعين المقبلين.
وعقب إعلان النتائج الأولية، سيتعين على الشركات الـ3 حفر آبار جديدة بحوض لامو لتأكيد النتائج الأولية لتطوير أولى حقول المياه العميقة في كينيا، والتي تشير لضخامة الموارد القابلة للاستخراج بالمطابقة مع النظام النفطي النشط للمنطقة.
وتمنح بئر (ماليما-1) فرصة جديدة لكينيا حتى تُصبح دولة مُنتجة للنفط.
وأكدت كبيرة مستشاري انتقال الطاقة بالمنصة الكينية للمجتمع المدني، ريتا ماينا، أن بيانات بئر (ماليما-1) وأنشطة المنطقة الأخرى في حوض لامو تُظهر احتمال ضمّه لموارد نفطية تفوق الاكتشافات السابقة في حوض توركانا قبل 10 أعوام.
وكشفت أن الفائدة الاقتصادية المتوقعة من وراء بئر (ماليما-1) وسهولة تطويره -والتي سيؤكدها مدى نجاح نتائج أعمال الحفر- قد تدفع باتجاه التخلّي عن تطوير حوض لوكيشار الجنوبي في توركانا الذي لم تثبت له فائدة اقتصادية يمكن التعويل عليها حتى الآن.
ولا تعدّ بئر (ماليما-1) أكبر الاكتشافات النفطية في كينيا -حتى الآن- فقط، بل تمثّل أولى الاكتشافات التجارية للنفط في منطقة حوض لامو الشهيرة باكتشافات الغاز.
وبينما تواجه كينيا خلافًا مع الصومال على بعض المناطق الحدودية -تقع بئر (ماليما-1) بها-، تشير التحليلات إلى تعزيز الاكتشاف النفطي في حوض لامو لحماية الحدود البحرية للبلاد.
حوض توركانا
أعلنت كينيا اكتشاف النفط في المربع (بي بي 10) و(تي 13) بحوض توركانا، في مارس/آذار عام 2012، وعكفت على تطويره شركات: توللو أويل، ومقرّها المملكة المتحدة، وتوتال إنرجي الفرنسية، وأفريكا أويل، ومقرّها كندا.
وحاولت الشركات الـ3 التوصّل لقرار استثمار نهائي عام 2019، تمهيدًا لبدء الإنتاج من آبار حوض توركانا العام الجاري أو المقبل، لكن المشروع واجه عثرات منعت الالتزام بالخطط الزمنية المحددة.
وسعت الحكومة الكينية للضغط على توللو أويل لمواصلة أعمال تطوير آبار حوض توركانا، المتوقع ضخّه إنتاجًا يصل إلى 120 ألف برميل يوميًا فور بدء الإنتاج، وفق ذي إيست أفريكان.
وطرحت توللو أويل خطة تطوير جديدة لحقول حوض توركانا مدعومة بعناصر مُعدّلة على الحكومة الكينية في أكتوبر/تشرين الأول 2021، قبل انتهاء مدة التطوير أواخر العام الماضي التي يهدد تجاوزها تخلّي توللو أويل عن نشاطها الاستكشافي في منطقة الامتياز التابع لها بموجب عقد مشاركة الإنتاج.
وتشير التوقعات إلى إمكان استخراج 585 مليون برميل مكافئ من مشروع حوض توركانا، ارتفاعًا من التقديرات السابقة البالغة 433 مليون برميل.
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تعلن زيادة كمية النفط المفرج عنه من احتياطي الطوارئ
- أنس الحجي يكشف السر وراء قرار حظر النفط الروسي وماذا تفعل أوبك+؟ (فيديو)
- روسيا تلوح بوقف إمدادات الطاقة إلى أوروبا ردًا على العداء الجماعي