صيانة الرمال النفطية في كندا تزيد من تفاقم أزمة الإمدادات العالمية
دينا قدري
ستؤدي أعمال الصيانة السنوية في الرمال النفطية في ألبرتا الكندية إلى المزيد من الاضطرابات في إمدادات النفط العالمية، التي تكافح لتلبية الطلب في وقت من عدم اليقين بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
إذ يأتي موسم صيانة الربيع السنوية لهذا العام مع ارتفاع أسعار النفط العالمية المتقلبة إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2008، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وقال لاعبون في الصناعة الكندية إن الانقطاعات ستزيد من محدودية توازن إمدادات النفط، إذ أوضح محللون أن ما يقرب من 5% من إنتاج الخام الكندي سيُغلق هذا الربيع بسبب أعمال الصيانة هذه.
وتنتج الرمال النفطية في شمال ألبرتا نحو 3.5 مليون برميل يوميًا، أي ما يقرب من ثلثي إجمالي إمدادات البلاد، ما يجعل كندا رابع أكبر منتج للنفط في العالم.
خفض إنتاج الرمال النفطية
في هذا السياق، صرّح المحلل في شركة استشارات الطاقة "تودور بيكرينغ هولت"، مات مورفي، بأنه "بناءً على التوجيهات الصادرة عن العديد من الشركات بشأن أوقات الإصلاح، نفترض أن 250 ألف برميل يوميًا ستنخفض خلال الربع الثاني من العام بأكمله".
ومن جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة سونكور إنرجي، مارك ليتل، أنه قد يكون هناك مجال لإجراء تعديلات طفيفة على جداول الإصلاح؛ إذ تحاول الشركات الاستمرار في الإنتاج في حين تظل أسعار النفط مرتفعة، ولكن لا يمكن للمرافق تجنب الصيانة الأساسية.
وقال ليتل -في كلمة ألقاها أمام مؤتمر سيراويك في هيوستن-: "لا أتوقع أي تغييرات كبيرة، لمجرد أنه لن يعرّض أحد أصوله للخطر من منظور السلامة".
وقال تجار في كالغاري، إن أزمة الإمداد بالخام الاصطناعي ستشتد في مايو/أيار، عندما يبدأ برنامج الترقية الخاص بشركتي كانديان ناتشورال ريسورسز وسونكور.
أهمية الصيانة الدورية
الصيانة الدورية ضرورية لضمان التشغيل السلس لمحطات ترقية الرمال النفطية، التي تعالج القار الخام إلى خام صناعي خفيف؛ وعمليات التعدين والحرارة، التي تنتج خامًا ثقيلًا ممزوجًا.
وعادةً ما تستمر عمليات الإصلاح ما بين شهر وشهرين، وتتطلب آلاف الحرفيين المهرة الإضافيين، كما أن سوق العمل المحدودة والتخطيط التفصيلي يجعلان من الصعب على الشركات تأخير العمل أو إعادة جدولته.
وقد كشفت شركات سونكور وشل وسينوفوس إنرجي وكانديان ناتشورال ريسورسز وميغ إنرجي، علنًا عن تفاصيل الصيانة التي ستُجرى في الربع الثاني من العام.
ومن جانبها، قالت إمبريال أويل العام الماضي إنها تنتقل إلى صيانة الربيع السنوية في منجمها للرمال النفطية في كيرل، لكنها لم تفصح عن مزيد من التفاصيل.
تخوف من زيادة الإنتاج
أعرب منتجو الرمال النفطية في كندا عن قلقهم من الإنفاق بقوة لزيادة الإنتاج، كما يتوخى منتجو النفط والغاز التقليديون الحذر بشأن توسيع برامج الحفر.
جاء ذلك على الرغم من ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، بالإضافة إلى الاضطرابات التي تشهدها الأسواق العالمية جراء حرب أوكرانيا.
إذ صرّح نائب رئيس وحدة الرمال النفطية في الاتحاد الكندي لمنتجي النفط، بن برونين، بأنه "من غير المرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط الذي نشهده حاليًا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا إلى حث المنتجين على تغيير خططهم الاستثمارية على المدى القريب".
وشدد على حاجة المنتجين إلى إشارة واضحة من الحكومة الكندية بدعم الاستثمار في البنية التحتية للطاقة، من أجل تطوير إنتاج الغاز والنفط وقدرات التصدير.
موضوعات متعلقة..
- بسبب ثغرة.. ألبرتا الكندية تشدد معايير انبعاثات الرمال النفطية
- إنتاج الرمال النفطية في كندا وحوض باكن الأميركي يتأثر بموجة الصقيع
- الطاقة النظيفة في كندا.. خطط طموحة للتخلص من الوقود الأحفوري (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- إذا توقف الغاز الروسي.. ما البدائل المتاحة أمام أوروبا؟
- تسلسل زمني.. العقوبات ضد روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا
- الحرب تضع السيارات الكهربائية في أزمة.. ولوسيد تدرس رفع الأسعار (تقرير)