تقارير النفطالتقاريررئيسيةعاجلنفط

قطاع النفط الليبي يخسر 80 مليون دولار في يومين

حقل الشرارة يعود للإنتاج.. واستمرار توقف حقل الفيل

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • إغلاق صمامات حقلي شرارة والفيل ضربة جديدة لصناعة النفط الليبية
  • توقُّف الإنتاج كلّف النفط الليبي نحو 80 مليون دولار
  • استئناف الإنتاج في حقل شرارة بعد 48 ساعة
  • الأزمات المستمرة تعرقل خطط تعافي إنتاج النفط في ليبيا
  • إنتاج النفط تجاوز 1.1 مليون برميل العام الماضي

ما يلبث إنتاج النفط الليبي أن يتعافى حتى يتلقى ضربة جديدة، ليظل ضحية الخلافات السياسية والاضطرابات الأمنية في البلاد منذ عام 2011.

ويوم الأحد الماضي، شهد إنتاج النفط في ليبيا صدمة جديدة بإعلان حالة القوة القاهرة في حقلي الشرارة والفيل، بعد إغلاق صمامات ضخّ الخام من قبل ما أسمته مؤسسة النفط الليبية "مجموعة من العصابات المشبوهة بزعامة المدعو محمد البشير القرج"، قبل أن تعلن استئناف الإنتاج في حقل الشرارة وحده بعد 48 ساعة من الإغلاق.

والقوة القاهرة هي إجراء يُتخذ عادةً في ظروف معينة خارجة عن إرادة الأطراف، مثل الحرب أو الأعمال العدائية أو الكوارث الطبيعية؛ ما يعفي أحد الطرفين أو كليهما من تنفيذ العقد بطريقة ما بعد وقوع مثل هذه الأحداث، ولن يكون هذا الطرف مسؤولاً عن إخفاقه في الالتزامات المنصوص عليها في العقد المبرم.

وتسبّب إغلاق حقلي الشرارة والفيل لمدة 48 ساعة فقط، بفقدان نحو 660 ألف برميل من إنتاج النفط الليبي؛ ما يعني خسائر مالية تقارب 80 مليون دولار خلال يومين، في وقت عانقت فيه أسعار الخام مستويات لم تشهدها منذ 2008، وذلك بالقرب من 130 دولارًا للبرميل.

خسائر إنتاج النفط الليبي

بحسب بيان مؤسسة النفط الليبية، فإن فقدان الإنتاج من حقلي الشرارة والفيل، والبالغ 330 ألف برميل يوميًا، يعني خسائر يومية تتجاوز 160 مليون دينار ليبي (34.6 مليون دولار أميركي).

ومنذ إعلان حقلي الشرارة والفيل يوم الأحد (6 مارس/آذار) حتى رفع حالة القوة القاهرة اليوم الثلاثاء (8 مارس/آذار)، فإن إنتاج النفط الليبي فقدَ 660 ألف برميل، مع العلم أن حقل الفيل ما يزال مغلقًا؛ ما يعني استمرار فقدان 70 ألف برميل يوميًا تقريبًا.

ونتيجة لهذا التراجع في الإنتاج، فإن الخسائر المالية التي طالت النفط الليبي تقارب 79.6 مليون دولار في غضون 48 ساعة، مع متوسط سعر البرميل عند 120.6 دولارًا.

وضخامة الخسائر تأتي من أن أسعار النفط تشهد قفزة حادة مع مخاوف تعطّل الإمدادات جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت كان من الممكن أن تدعم فيه عائدات النفط ميزانية مؤسسة النفط الوطنية، التي دخلت العام المالي 2021 بديون تتجاوز 2.9 مليار دينار ليبي (645 مليون دولار أميركي).

وهذا ما جعل رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله يتساءل: "لمصلحة مَن تأتي هذه الإغلاقات في قطاع النفط الليبي بعد قفزة أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولار للبرميل؟".

ويعدّ حقل الشرارة الأكبر إنتاجًا للنفط في ليبيا، بضخّه إمدادات تتراوح بين 270 و300 ألف برميل يوميًا، بينما ينتج حقل الفيل 70 ألف برميل يوميًا تقريبًا، بحسب ما نقلته منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.

وهذا يعني أن إجمالي إنتاج النفط الليبي حاليًا أقلّ من 900 ألف برميل يوميًا، مقارنة مع تقديرات أحد مسؤولي مؤسسة النفط الليبية منتصف يناير/كانون الثاني الماضي بأن إجمالي إنتاج البلاد يقارب 1.2 مليون برميل يوميًا، بحسب آرغوس ميديا.

مسلسل الأزمات مستمر

توقّف إنتاج النفط في البلاد مرارًا خلال الأزمات السياسية على مدى العقد الماضي، وما لبث أن تعافى خلال 2021، من تداعيات الاضطرابات السياسية وأزمة كورونا، حتى استقبل العام الجاري بأزمات أخرى.

وبعد 48 ساعة من إعلان القوة القاهرة، نفت مؤسسة النفط الليبية شائعات استئناف الإنتاج في حقلي الشرارة والفيل، في الوقت الذي أكدت فيه أن شركة أكاكوس للعمليات النفطية مازالت تحاول فتح الصمامات المغلقة، ولكنها تواجه بعض الصعوبات الفنية نتيجة أعمال التخريب التي طالت الصمامات.

وبعد ساعات قليلة، أعلنت المؤسسة تمكُّن شركة أكاكوس من فتح الصمامات، ومن ثم استئناف الإنتاج في حقل الشرارة ورفع حالة القوة القاهرة في الساعات الأولى من الثلاثاء (8 مارس/آذار)، لكنها أشارت إلى أن صمام حقل الفيل ما يزال مغلقًا.

وأُعلن الإغلاق الحالي لحقلي الشرارة والفيل، والذي حدث في الأسبوع الأول من مارس/آذار، حينما قال مهندسا نفط في حقل الشرارة، إن العمليات توقّفت مؤقتًا بعد إغلاق أحد صمامات الأنابيب دون الخوض في مزيد من التفاصيل، بحسب وكالة رويترز، وهو الإغلاق الذي لم يكن الأول من نوعه في الأشهر الأخيرة.

وخلال المدة بين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى 10 يناير/كانون الثاني، تعرضت حقول الشرارة والفيل والحمادة والوفاء للإغلاق من قبل فصيل من حرس المنشآت النفطية الليبي.

وفضلًا عن العديد من الإغلاقات التي شهدها حقل الشرارة منذ 2011، كان أبرزها إغلاق صمامات ضخّ الخام بين عامي 2014 و2016، وتزامنت أيضًا مع طفرة الأسعار، حسبما ذكرت مؤسسة النفط الليبية.

ليبيا- قطاع النفط الليبي - أزمة القيادة

هذا فضلًا عن أزمة التمويل التي تعانيها مؤسسة النفط الليبية، التي كانت سببًا في خلافات بين وزير النفط والغاز في البلاد، محمد عون، ورئيس مؤسسة النفط الوطنية، مصطفى صنع الله.

وحصلت مؤسسة النفط الليبية على 11% فقط من الميزانية المطلوبة خلال العام الماضي، بحسب تصريحات صنع الله في يناير/كانون الثاني.

تضرر إنتاج النفط الليبي

حالت أزمة التمويل دون تحقيق هدف إنتاج النفط الليبي عند 1.5 مليون برميل يوميًا، ليكون أقصى آمال القطاع الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية عند 1.2 مليون برميل يوميًا.

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط قد وضعت خطة لزيادة الإنتاج إلى 1.5 مليون برميل بحلول مايو/أيار 2022، وبعد ذلك أجّلت المستهدف إلى أغسطس/آب المقبل؛ بسبب صعوبات التمويل، قبل أن يعلن صنع الله في يناير/كانون الثاني التراجع عن الهدف نهائيًا.

وفي ظل هذه الإغلاقات المتكررة لحقول النفط الليبية، فإن هدف الحفاظ على إنتاج النفط عند مستويات العام الماضي أصبح مهددًا أيضًا.

وبلغ متوسط إنتاج النفط الليبي 1.206 مليون برميل يوميًا العام الماضي، وفق رئيس مؤسسة النفط الوطنية.

إنتاج النفط - ليبيا

وبحسب منظمة أوبك، فإن إنتاج النفط في ليبيا ارتفع إلى 1.148 مليون برميل يوميًا العام الماضي، مقارنة مع 367 ألف برميل يوميًا فقط عام 2020.

وتراجع إنتاج النفط في البلاد خلال يناير/كانون الثاني إلى 1.008 مليون برميل يوميًا، مقارنة مع 1.053 و1.137 مليون برميل يوميًا خلال ديسمبر/كانون الأول ونوفمبر/تشرين الثاني على التوالي، بحسب أوبك.

وفي عام 2011، الذي اندلعت فيه الثورة الليبية، بلغ متوسط إنتاج النفط 462 ألف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق