تغير المناخ.. جمعيات إغاثة عالمية تحذر من تهديده الأمن القومي للدول
النزوح بسبب آثاره المدمرة يفوق الصراعات
حياة حسين
حذّرت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أن تغير المناخ يهدد بمزيد من الجوعى في العالم؛ ما يمثل خطرًا بالغًا على الأمن القومي للبلدان، لا تدركه معظمها، ولا تتعامل معه بصورة جدية حتى الآن.
وعادة ما تتعامل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مع ضحايا الصراع في المناطق الساخنة في أنحاء العالم؛ ما يجعلها الأقرب إلى مراقبة الأحداث بدقة، وإدراك تبعاتها، وفق الأمين العام للاتحاد الدولي للجمعيات، جاغان تشاباغاين، في حوار مع صحيفة الغارديان، أمس الأحد.
وأوضح تشاباغاين أنه يوجد -حاليًا- نحو 1.7 مليار شخص يعانون مشكلات خطيرة، تتعلق بنقص الغذاء والمياه التي أفرزتها أزمة تغير المناخ، وتزداد سوءًا بسببها -أيضًا-.
أمن قومي
قال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والهلال الأحمر: "إن الشعوب يجب أن ترى أزمة تغير المناخ بوصفها قضية أمن قومي، وليست مجرد أنها تنعكس سلبًا على البيئة".
وأوضح أنه قبل جائحة كورونا "كوفيد-19"، وجد الاتحاد، الذي تعمل جمعياته في مناطق الصراع والكوارث الطبيعية، أن هناك مليوني شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية أسبوعيًا، بسبب آثار تغير المناخ.
وأضاف أن المشكلات الناجمة عن تغير المناخ لم تتسبب في مشكلات الجوع ونقص المياه لعدد أكبر من الأشخاص فحسب، بل الكوارث الطبيعية كذلك؛ مثل الفيضانات والجفاف والحرارة المرتفعة؛ لذلك "يجب أن يكون لدينا تصور لتجنبها".
الكوارث الطبيعية
زاد عدد الكوارث الطبيعية في العامين الأخيرين أكثر من عددها في عقود، وفق تقارير مختلفة.
وكانت الفيضانات والجفاف وارتفاع الحرارة الذي تسبب في حرائق، والتي ضربت الدول المختلفة دون تمييز، أبرز تلك الكوارث.
وعلى سبيل المثال، البرازيل التي تغطي 70% من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة الكهرومائية التي تعمل بسبب هطول أمطار غزيرة عدة أشهر، عانت العام الماضي أسوأ موجة جفاف في 100 عام تقريبًا، وهو ما انعكس سلبًا على سوق الطاقة، ومحصول قصب السكر، وإنتاج السكر.
وفي نوفمبر/تشرين الماضي، ضربت عاصفة أمطار قوية مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، وسببت فيضانات وانهيارات أرضية، دفعت إلى إغلاق الطرق والسكك الحديدية وخطوط أنابيب النفط والغاز، لمدة أيام.
موجة صقيع
واجهت أميركا أسوأ موجة صقيع، وقدر الرئيس جو بايدن تكلفة آثار تغير المناخ، العام الماضي، بما يقارب 100 مليار دولار، وتوقع المزيد من ارتفاع التكلفة.
وأجرى الاتحاد دراسة، العام الماضي، خلصت إلى أن النزوح من مناطق بسبب آثار تغير المناخ فاق النزوح نتيجة للصراعات، وحتى الآن تنحصر مشكلاته داخل حدود البلدان، لكنه سيطول الأمن القومي، وسيثير صراعات، وفق تشاباغاين.
ويرى تشاباغاين أن حكومات الدول لا تتعامل مع أزمة تغير المناخ بوصفها جزءًا من الأمن القومي؛ إذ إن الصراع يأتي في المقدمة، مثل ما يحدث في أوكرانيا بعد غزوها من قبل روسيا.
وقال: "إن التجاهل للأزمة من قِبل حكومات الدول قد يرجع إلى محدودية الوعي حتى الآن بمدى خطورة تغير المناخ على الأمن القومي.. يجب أن نتعامل مع القضية بصورة أشمل وليس جزئيًا".
تقرير المناخ
تحدث الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في وقت يُنتظر فيه الكشف عن الجزء الثاني من تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، والتي يُتوقع أن تظهر زيادة سوء الوضع في أزمة تغير المناخ.
ويضم "تقرير التقييم السادس" للهيئة الحكومية 4 أجزاء، وهو الأحدث في سلسلة من الملخصات الشاملة لمعرفة العالم بالمناخ، والتي تعود إلى عام 1988.
ويغطي الجزء الثاني المناطق الأكثر عُرضة للخطر، مع مقترحات كيفية تكيف البلدان مع تأثيرات الطقس المتطرف التي باتت حتمية، حتى إذا نجح العالم في الحد من زيادة الحرارة عن 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية.
ونشرت الهيئة الجزء الأول في أغسطس/آب الماضي، وتطلق الثالث في أبريل/نيسان، وهو يحدد وسائل التعامل مع الأزمة، مثل الاستثمار في الطاقة المتجددة وتقنيات احتجاز الكربون.
موضوعات متعلقة..
- تغير المناخ.. تشجير المدن لا يعالج الفيضانات والحرارة المرتفعة معًا (دراسة)
-
جون كيري يخشى تراجع الاهتمام بالتغير المناخي نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية
-
قمة المناخ كوب 26.. هل ينتصر البيان الختامي للبيئة أم ينحاز لمصالح الدول الكبرى؟
اقرأ أيضًا..
- أسعار الوقود في الأردن لشهر مارس.. خبر سار للمواطنين
-
الضرائب تقف عائقًا أمام الوصول إلى الطهو النظيف في كينيا بحلول 2028