حفّزت الارتفاعات الهائلة في أسعار النفط، الدول المنتجة على زيادة إنتاجها لتحقيق أقصى استفادة من ارتفاع الأسعار، بعدما تكبدت تلك الدول خسائر مالية كبيرة نتيجة تراجع الطلب على النفط في أعقاب أزمة كورونا.
وتعتزم نيجيريا، أكبر الدول الأفريقية إنتاجًا للنفط، تكثيف جهودها لتشجيع زيادة إنتاج النفط الخام في البلاد للاستفادة من الارتفاعات العالمية في الأسعار، متوقعة الوصول إلى الطاقة الكاملة لإنتاج الخام الأسود بنهاية العام الجاري.
تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط الخام فوق حاجز 100 دولار للبرميل، تأثرًا بالهجوم الروسي على أوكرانيا، وفقًا لتصريحات صحفية لوزير الدولة للموارد النفطية، تيمبري سيلفا.
وكانت الحكومة الفيدرالية النيجيرية قد أعربت، في وقت سابق، عن قلقها إزاء ارتفاع الأسعار العالمية للنفط الخام، مؤكدة أن الزيادة لا تصب في مصلحة البلاد، وفقًا لموقع نايرا متريكس.
%5 ارتفاعًا في أسعار النفط
تهدف نيجيريا إلى زيادة إنتاجها من النفط نتيجة تصاعد الأسعار العالمية للخام بنحو 5% مع تصاعد التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا؛ إذ قفزت أسعار خام برنت إلى 103.33 دولارًا للبرميل مقابل 96 دولارًا قبل الهجوم الروسي وسط تصاعد المخاوف من أن الحرب في أوروبا قد تعطل الإمدادات العالمية للطاقة.
وقال سيلفا إن نيجيريا لم تصل إلى الإنتاج الأمثل من النفط، ومن ثم فإن حكومة بلاده تشجع على بذل مزيد من الجهد لزيادة الإنتاج.
ويمكن أن يصل إنتاج نيجيريا إلى 2.2 مليون برميل يوميًا من النفط، بينما أنتجت البلاد 1.55 مليون برميل يوميًا فقط خلال 2021.
وأشار سيلفا إلى تراجع إنتاج النفط في البلاد لأقل من مستوياته خلال الأشهر الماضية، مضيفًا أن نيجيريا بحاجة إلى زيادة إنتاج النفط بشكل تدريجي؛ للاستفادة من الأسعار المرتفعة للمواد البترولية.
وقال وزير الدولة للموارد النفطية: "قبل نهاية عام 2022، ستستعيد نيجيريا إنتاجها من النفط بالكامل"، معبرًا عن استياء الحكومة النيجيرية، من عدم قدرتها على الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط.
وأضاف: "إنها خسارتنا.. نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان زيادة إنتاج النفط في البلاد".
ووصف الوزير نيجيريا بأنها مستورد صافٍ للمواد النفطية، مشيرًا إلى أن الارتفاع العالمي لأسعار النفط الخام يمكن أن يؤثر سلبًا في أسعار المنتجات النفطية في البلاد.
نيجيريا تتضرر من ارتفاع أسعار النفط
أكد وزير الدولة للموارد النفطية في نيجيريا، تيمبري سيلفا، أن بلاده ليست سعيدة بارتفاع أسعار النفط؛ إذ إنها تنتج النفط من جانب، بينما تستورد احتياجاتها النفطية من جانب آخر.
وأضاف: "في النهاية نحن لا نستفيد من زيادة أسعار النفط في الوقت الذي نستورد فيه المنتجات النفطية بأسعار مرتفعة".
وأكد سيلفا أن أسعار النفط الملائمة لنيجيريا تتراوح بين 70 و80 دولارًا للبرميل، في ظل عدم استفادة البلاد من زيادة أسعار الخام.
ومن بين العوامل التي عمّقت من عجز نيجيريا عن الاستفادة من أسعار النفط العالمية، نظام دعم الوقود المثير للجدل في البلاد الذي قد يبتلع 3 تريليونات نايرا (720 مليار دولار) من ميزانية الدولة هذا العام، فضلًا عن عدم قدرة البلاد على رفع إنتاجها من النفط لتحقيق حصتها من الإنتاج في مؤسسة الدول المصدرة للبترول "أوبك".
وكلّف دعم البنزين نيجيريا 864 مليار نايرا (2.1 مليار دولار) في الأشهر الـ9 الأولى من 2021، ارتفاعًا من 107 مليارات نايرا في 2020.
وتبلغ حصة نيجيريا في إنتاج أوبك من النفط الخام 1.614 مليون برميل يوميًا، وخلال ديسمبر/كانون الأول 2021، انخفض إنتاج النفط الخام في نيجيريا إلى أقل من 1.2 مليون برميل يوميًا؛ الأمر الذي كبّد البلاد خسائر يومية تقدر بنحو 35.2 مليون دولار يوميًا.
وانتقد سيلفا عدم قدرة البلاد على تشغيل آبار النفط التي تعطلت عن العمل، عندما أصدرت أوبك تعليماتها للدول المنتجة بخفض الإنتاج، بالإضافة إلى قلة الاستثمارات في قطاع التنقيب والذي أسهم في عجز البلاد عن زيادة إنتاجها من النفط.
في سبتمبر/أيلول 2021، طلبت نيجيريا حصة إنتاج أعلى بموجب اتفاق أوبك+، مدّعية أن المشكلات الفنية التي عاقت إنتاجها "ستُحَل قريبًا"، إلا أنها فشلت في الوصول إلى 1.614 مليون برميل يوميًا منذ ذلك الحين.
موضوعات متعلقة..
- موازنة دعم الوقود التكميلية.. هل تنهي تهديدات الاحتجاجات في نيجيريا؟
- دعم الوقود في نيجيريا.. الحكومة تهدر 9.5 مليار دولار على صيانة المصافي المتعطلة
- مصافي النفط في نيجيريا.. حرب ضد التكرير غير القانوني
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع 4.5 مليون برميل في أسبوع
- ذكرى تأميم المحروقات في الجزائر.. تدشين مشروعات إستراتيجية لقطاع النفط والغاز
- هل يصمد قطاع الغاز في أوكرانيا أمام الغزو الروسي؟ (تقرير)
