سنغافورة ترفع ضريبة الكربون 16 ضعفًا وتكثّف سياسات التحول الأخضر
إضافة إلى التوسع في النقل النظيف ووقود الطائرات المستدام
هبة مصطفى
بهدف تسريع الوصول إلى الحياد الكربوني في سنغافورة بحلول عام 2050، قررت الدولة الآسيوية رفع معدل أسعار ضريبة الكربون إلى ما يقرب من 16 ضعفًا؛ بزيادة تدريجية حتى عام 2030، بالإضافة إلى التوسع في مجال النقل النظيف.
وأعلن وزير المالية، لورنس وونغ، أن بلاده تطمح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مشيرًا إلى اعتمادها على رفع أسعار ضريبة الكربون؛ خاصة في القطاعات المُنتجة للانبعاثات بكميات كبيرة.
ويشمل نطاق تطبيق ضريبة الكربون في سنغافورة، أكبر القطاعات المُنتجة للانبعاثات ومن ضمنها قطاعات التكرير والبتروكيماويات.
ضريبة الكربون
أوضح لورنس وونغ أن أسعار ضريبة الكربون ستُرفع من 5 دولارات سنغافورية للطن (3.72 دولارًا أميركيًا للطن) إلى 25 دولارًا سنغافوريًا بحلول عامي 2024 و2025، ثم إلى 45 دولارًا سنغافوريًا للطن بحلول عامي 2026 و2027، لتبلغ ما يتراوح بين 50 و80 دولارًا سنغافوريًا بحلول 2030.
(1 دولار سنغافوري = 0.74 دولارًا أميركيًا).
وأضاف وونغ أن التقنيات المتقدمة وسُبل التعاون الدولي في أسواق الكربون عززت من طموح تسريع الوصول إلى الحياد الكربوني في سنغافورة، كاشفًا عن تنفيذ خطوة انتقالية بدءًا من عام 2024، بإمداد الشركات بمخصصات مقابل حصتها من الانبعاثات في ظل رفع أسعار ضريبة الكربون.
وأكد -خلال إعلانه ميزانية سنغافورة لعام 2022 الجاري، الجمعة- أن تلك المخصصات ستتحدد عبر معايير الكفاءة وأهداف التخلي عن الكربون، لافتًا إلى أنها ستعمل على تشجيع التخلص من الكربون وخفض تأثير الضريبة المرتفعة.
وأشار إلى إمكان الشركات في سنغافورة تعويض 5% من الانبعاثات الواقعة تحت نطاق ضريبة الكربون، باستخدام أرصدة الكربون الدولية عالية الجودة بدءًا من عام 2024، دعمًا لتحقيق الحياد الكربوني في سنغافورة بحلول منتصف القرن.
وقال إن تلك الخطوة من شأنها تعزيز الطلب المحلي على أرصدة الكربون، ودعم تطوير أسواقها، حسبما نقلت عنه مجلة بي في مغازين.
- أرامكو تستعين بهيونداي أويل لتأمين احتياجاتها من المشتقات النفطية في سنغافورة
- مصدر الإماراتية توقع اتفاقية لتصدير الكهرباء النظيفة من إندونيسيا إلى سنغافورة
سنغافورة والنقل النظيف
تتبنى سنغافورة زاوية أخرى تدعم تسريع الوصول إلى الحياد الكربوني وتعزيز التحول الأخضر، اعتمادًا على قطاع النقل النظيف؛ إذ تشمل خطتها التوسع في استخدام السيارات الكهربائية، واستخدام وقود الطيران المستدام.
وعززت حكومة سنغافورة من انتشار السيارات الكهربائية عبر تقديم حوافز اعتماد، لدعم سياستها الحالية بخفض معدل الانبعاثات في السيارات الخاصة لحين الوصول إلى مرحلة التخلي التام عنها.
وتُخطط سنغافورة لزيادة عدد نقاط شحن السيارات الكهربائية وإجراء تحديثات على البنية التحتية اللازمة لتلك الخطوة، بتوفير التمويل عبر السندات الخضراء، وفق وزير المالية السنغافوري.
وأضاف لورنس وونغ أن معدل تسجيل السيارات الكهربائية مقارنة بإجمالي السيارات ارتفع في سنغافورة من 0.2% عام 2020 إلى 4% عام 2021.
وكشف وونغ عن طموح بلاده للريادة في مجال الطيران المستدام والوقود البحري، خاصة أن سنغافورة تمثل ركيزة مهمة لقطاع النقل الجوي والبحري على الصعيد الدولي، متوقعًا أن خطة انتقال الطاقة ستشمل قطاعات الطيران والطاقة والسياحة.
وكانت سنغافورة قد خاضت برنامجًا تجريبيًا لوقود الطيران المستدام عبر مطار شانغي، العام الجاري، ويمتد البرنامج لمدة عام وسط توقعات بخفضه الانبعاثات بمعدل 2500 طن.
ووقعت كل من هيئة الطيران المدني السنغافورية ومطار شانغي وشركة إيرباص لتصنيع الطائرات وشركة ليندي للغاز المُصنع اتفاقًا لدراسة استخدام الهيدروجين وقودًا للطيران المستدام.
الحياد الكربوني في سنغافورة
تتواصل خطط دعم الحياد الكربوني في سنغافورة؛ إذ كانت شركة تواس باور السنغافورية ضمن مجموعة شركات وقعت اتفاقًا -الشهر الماضي- مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" لعدة أهداف منها تصدير الكهرباء النظيفة إلى سنغافورة.
وتُطور شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف" البنية التحتية في سنغافورة لاستقبال الواردات الإندونيسية من الطاقة المتجددة، وفقًا لاتفاق موقّع مع مجموعة (إس بي) الحكومية، ويتضمن الاتفاق بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 1 غيغاواط.
ويسمح الاتفاق -الموقّع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- بتلبية الطلب على الكهرباء عبر المصادر النظيفة، بالإضافة إلى دعمه الحياد الكربوني في سنغافورة.
وأعلنت سنغافورة -منتصف العام الماضي- إنشاء إحدى أكبر مزارع الألواح الشمسية العائمة بالعالم، تمتد على مساحة تعادل 45 ملعبًا لكرة قدم.
واختبرت سنغافورة، في أبريل/نيسان العام الماضي، أول تجربة لتزويد سفينة عابرة للمحيطات بالوقود الحيوي البحري، بدعم من هيئة الملاحة البحرية والموانئ في سنغافورة، وشركات عالمية مثل بي إتش بي وشركة الشحن الألمانية أولدندورف كاريرز.
اقرأ أيضًا..
- الاحتباس الحراري.. فوائد غير متوقعة لأزمة تغير المناخ (تقرير)
- المغرب يترشح لرئاسة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة.. سجل حافل بالإنجازات
- تراجع واردات الهند النفطية من أعلى مستوياتها خلال عام