التقاريرأخبار الطاقة المتجددةالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةرئيسيةطاقة متجددةمنوعات

المغرب يترشح لرئاسة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة.. سجل حافل بالإنجازات

بإسهامات محلية وأفريقية وعالمية تعزز انتقال الطاقة

هبة مصطفى

يستعد المغرب للترشح لرئاسة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، في خطوة تدعم رحلة انتقال الطاقة، سواء على الصعيد المحلي للدولة الواقعة شمال أفريقيا، أو على الصعيد الأفريقي والدولي.

وعزّزت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية من ترشحه، واستعرضت سجل إنجازاته محليًا وأفريقيًا ودوليًا، مشيرة إلى أن خطوة الترشح تأتي دعمًا للتطور الأخضر.

وشددت الوزارة على أن ترشُّح المغرب لرئاسة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة يشير إلى التزامه المستدام تجاه الأهداف البيئية، معتمدًا في ذلك على خطوات عدة لإحداث تطور يُسهم بدوره في التحول العالمي.

المغرب يحمل لواء المصالح الأفريقية

يهدف المغرب من الترشح لرئاسة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة إلى إظهار تمثيل أفريقي قوي على الصعيد العالمي، مبديًا استعداده لتحمل مسؤولية التصدي للتحديات الأفريقية بيئيًا خلال رحلة التنمية المستدامة.

المغرب
مجمع نور ورزازات للطاقة الشمسية في المغرب - أرشيفية

وتُخطط المملكة المغربية لنشر قيادات وخبرات تأخذ على عاتقها نشر المصالح الأفريقية عالميًا، والتعاون مع دول عالمية أخرى لتعزيز سلطة جمعية الأمم المتحدة للبيئة، بهدف حشد التعاون الدولي لمواجهة تحديات تغير المناخ، وتأثر التنوع البيولوجي وانتشار التلوث، للوصول إلى مستهدفات الحياد الكربوني الخاصة بعام 2030.

وتُعد جمعية الأمم المتحدة للبيئة أعلى جهة عالمية لاتخاذ القرارات البيئية، وهي الهيئة الإدارية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تشكلت في يونيو/حزيران عام 2012، وتلتقي كل عامين لتحديد أولويات السياسات البيئية العالمية، وكيفية العمل على تطوير القانون البيئي الدولي.

وتضم الجمعية ممثلين من 193 دولة من الأعضاء في الأمم المتحدة، ومن المقرر عقد دورتها الخامسة من 28 فبراير/شباط الجاري حتى 2 مارس/آذار في العاصمة الكينية نيروبي، التي يجري خلالها اختيار الدولة الرئيس للدورة السادسة، وفق موقعها الإلكتروني.

وأدت المملكة دورًا حيويًا في عملية انتقال الطاقة، سواء على الصعيد المحلي أو الأفريقي أو الدولي أيضًا.

ريادة محلية

على الصعيد المحلي، اعتمدت المملكة المغربية على تشريعات ولوائح تمكنها من ترسيخ السياسات العامة والمتعلقة بالقطاعات في مجال البيئة والتنمية المستدامة.

ومن ضمن الخطوات التي اعتمدت عليها لتعزيز هدفها، إعداد لجنة وطنية للتنمية المستدامة يترأسها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بجانب إعداد الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي تهدف إلى الانتقال نحو اقتصاد أخضر وشامل بحلول عام 2030.

صناعة السيارات في المغرب
من داخل أحد مصانع السيارات في المغرب - أرشيفية

كما أعد المغرب -أيضًا- إستراتيجية تطوير منخفضة الكربون طويلة الأجل، وحدد إسهامات وطنية طموحة بهدف الحد من الانبعاثات بحلول 2030، تماشيًا مع اتفاقية باريس للمناخ 2015.

وبالإضافة إلى الإستراتيجيات العامة، انتهجت الحكومة عدة إستراتيجيات من شأنها إضفاء أهداف الاستدامة على عدة قطاعات.

وحول الطاقة، تهدف حكومة البلاد إلى رفع حصة الطاقة المتجددة في السعة المُركبة بالبلاد لما يزيد على 52%، بحلول 2030، كما يُخطط للتحول إلى النقل المستدام في الترام وحافلات النقل الجماعية وشاحنات نقل البضائع كبيرة الحجم، بالاعتماد على الوقود النظيف.

وشملت إستراتيجية التنمية المستدامة ترشيد استهلاك الموارد المائية طبقًا للخطة الوطنية للمياه بحلول 2050، وما يتبعها من استدامة قطاع الزراعة للحفاظ على التربة ودعم الإنتاج العضوي طبقًا لإستراتيجية الجيل الأخضر بحلول 2030.

ودعمت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة الترشيح المغربي لرئاسة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، بتأكيد إبرام ما يقرب من 100 اتفاقية بيئية مع أطراف متعددة، وضمها إلى القانون الوطني في البلاد.

إنجازات قوية خلال انتقال الطاقة

خلال المدة الماضية، شهدت مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة نقلة نوعية في الدولة الواقعة شمال أفريقيا، منها محطة نور 3 للطاقة الشمسية بقدرة 150 ميغاواط، التي تأتي خطوة ثالثة ضمن مشروعات مجمع ورزازات للطاقة الشمسية.

ولكون الهيدروجين الأخضر عنصرًا أساسيًا في إستراتيجيات الدول لانتقال الطاقة، فقد شهدت مشروعاته قفزة في المغرب خلال المدة الماضية.

وجاء المغرب في المرتبة الرابعة عالميًا ضمن توقعات تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" للدول المرشحة لتكون منتجًا رئيسًا للهيدروجين، عقب أستراليا وتشيلي والسعودية، ليسبق أميركا والجزائر.

وتُشكل الطاقة المتجددة النظيفة حصة كبيرة من مزيج الكهرباء المغربي، تقارب 4 غيغاواط من إجمالي 10 غيغاواط، في حين يُتوقع وصول تلك النسبة إلى 42% بحلول 2030 ارتفاعًا من 35% عام 2019، مقسمة بين الطاقة الشمسية 20%، والرياح 20%، والطاقة الكهرومائية 12%.

المغرب وسباق الهيدروجين

دور المغرب في تنمية القارة الأفريقية

يبرز دور المغرب بقوة على الصعيد الأفريقي، إذ يدعم التنمية المستدامة الشاملة للقارة السمراء، وطور نهجًا أفريقيًا خاصًا يضع المتطلبات البيئية للمواطن الأفريقي في أولوية البرامج التعاونية.

وظهر الدعم المغربي لانتقال الطاقة في أنحاء أفريقيا خلال قمة العمل الأفريقي عام 2016، التي عُقدت في مراكش، إذ انبثق منها تكوين 3 لجان مناخية تُسهم بقوة في مواءمة القارة الأفريقية لمكافحة تغير المناخ ودعم التنوع البيولوجي من أجل تعزيز التنمية المستدامة.

واللجان الأفريقية الـ3 التي وُلدت من مراكش لمكافحة تغير المناخ هي: اللجنة الدولية لحوض الكونغو (معنية بإدارة مبادرات الاستدامة في عمليات الشحن الداخلي والمياه)، ولجنة إدارة الساحل الأفريقي، ولجنة الدول الجُزرية الصغيرة.

يأتي هذا بالإضافة إلى مشاركة المغرب في مبادرة التكيف مع الزراعة الأفريقية، ومبادرات الاستدامة والاستقرار والأمن في أفريقيا بالتنسيق مع السنغال، ومبادرة الحزام الأزرق لتطبيق حلول الاستدامة على صيد الأسماك والأحياء المائية في أفريقيا.

وعكف المغرب -أيضًا- على تعزيز مبادرة المياه الأفريقية، وإنشاء تحالف للطاقة المستدامة بالتعاون مع إثيوبيا.

مشاركات دولية بيئية

لم يقتصر الدور الحيوي للمغرب على الصعيد المحلي والأفريقي فقط، رغم الأداء القوي وتعزيز خطط التنمية المستدامة والتحول البيئي، وإنما امتدت للمشاركات الدولية بصورة نشطة بدءًا من قمة الأرض 1992 (قمة ريو)، واستضافة قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 7 عام 2001، وكوب22 عام 2016، في مراكش ثالث أكبر المدن المغربية.

كما شاركت الرباط في المبادرات والمحافل العالمية، كمبادرة التحالف العالمية للاقتصاد الدائري وكفاءة الموارد، وتحالف المناخ والهواء النظيف، والتحالف الأفريقي للهيدروجين النظيف، والتحالف الدولي للطاقة الشمسية، وغيرها.

وعزز المغرب من دوره الإقليمي والدولي بدعم قمة العمل الأفريقي عام 2016، والمنتدى الإقليمي الأفريقي الخامس للتنمية المستدامة عام 2009، والمنتدى الأفريقي السابع للكربون عام 2015.

وتقديرًا لجهود المملكة الدولية والإقليمية، حصدت الرباط جائزة نيباد للإدارة البيئية (الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا) عام 2019، كما احتل المغرب المرتبة الرابعة عالميًا فيما يتعلق بالأداء المناخي، طبقًا لأحدث تقرير لمؤشر أداء المناخ عام 2021.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق