المقالاتالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلغازمقالات الغاز

هل يكون الغاز الأذربيجاني حلًا لأزمة الطاقة الأوروبية؟ (مقال)

أومود شوكري* - ترجمة نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الاحتياطيات المعتمدة من النفط الخام في بحر قزوين تبلغ 100 مليار برميل.
  • تُقدَّر احتياطيات الغاز الطبيعي في بحر قزوين بـ12 تريليون متر مكعب.
  • بحر قزوين ثالث أكبر مصدر للطاقة في العالم بعد الخليج العربي وسيبيريا.
  • يمكن لأذربيجان إرسال المزيد من الغاز الطبيعي إلى أوروبا بفضل الاحتياطيات الكبيرة لديها.
  • ستؤدي الاحتياطيات الجديدة دورًا مهمًا في استقرار إنتاج النفط في أذربيجان.

برز الغاز الأذربيجاني لأداء دور رئيس في حل أزمة الطاقة في أوروبا، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا والغرب على خلفية التصعيد العسكري على حدود أوكرانيا.

يُقدَّر إجمالي الاحتياطيات المعتمدة من النفط الخام والغاز الطبيعي في بحر قزوين بـ100 مليار برميل من النفط و12 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية؛ إذ يُعَد بحر قزوين ثالث أكبر مصدر للطاقة في العالم بعد الخليج العربي وسيبيريا.

لذلك؛ حظيت موارد الطاقة في بحر قزوين باهتمام الولايات المتحدة وأوروبا، في العقود الـ3 الماضية؛ حيث توفر واردات الطاقة من هذه المنطقة، وخصوصًا من الغاز الأذربيجاني، فرصة لأوروبا لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي المستورد.

في المقابل، تتلخص سياسة الولايات المتحدة في بذل قصارى جهدها لتشجيع الشركات على الاستثمار في أذربيجان؛ ما يعني حث الأذربيجانيين على تحسين مناخ الاستثمار وتحسين القطاع المصرفي وضمان اتباع قوانين الاستثمار لديها، وهم يقومون بذلك.

وتعكس أزمة الطاقة الحالية اهتمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك الشركات الأوروبية، بمساعدة حكومة أذربيجان على تطوير ممر الغاز الجنوبي.

تجدر الإشارة إلى أن المصالح الأميركية في أذربيجان تنقسم إلى 3 فئات؛ هي: الأمن والاقتصاد والحرية السياسية.

أهمية الغاز الأذربيجاني

أثار تصاعد التوترات بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا مخاوف بشأن تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا؛ ما دفع المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة لإيجاد بدائل أخرى لتزويد المنطقة بالغاز، على الرغم من محدودية قدرة أذربيجان على إنتاج وتصدير المزيد من الغاز الطبيعي.

وقالت المفوضة الأوروبية للطاقة، كادري سيمسون، في مؤتمر صحفي في باكو، إن الاتحاد الأوروبي يرغب في زيادة إمدادات خطوط أنابيب الغاز الأذربيجاني عبر البحر الأدرياتيكي إلى أوروبا.

ويأمل الاتحاد الأوروبي في زيادة إمدادات خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي، الذي يمثل الجزء الأخير من مشروع بقيمة 40 مليار دولار يسمى ممر الغاز الجنوبي، من 8 مليارات متر مكعب حاليًا إلى 10 مليارات متر مكعب سنويًا.

وقد نقل خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي أكثر من 8.1 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، في العام الماضي، ذهب 6.8 مليار متر مكعب منها إلى إيطاليا.

وأعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، أن بلاده صدرت 19 مليار متر مكعب من الغاز، العام الماضي؛ منها 8.5 مليار متر مكعب ذهبت إلى تركيا، وأُرسِلت الكميات الباقية إلى إيطاليا وجورجيا واليونان وبلغاريا.

ارتفاع صادرات أذربيجان من الغاز الطبيعي في 2020
الغاز الطبيعي في أذربيجان

توريد المزيد من الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا

صرح نائب وزير الطاقة الأذربيجاني، النور سلطانوف، بأن بلاده لديها احتياطيات كافية من الغاز الطبيعي ويمكنها إرسال المزيد من الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، مشيرًا إلى تعذُّر معالجة احتياطيات الغاز الطبيعي دون إبرام اتفاقيات مع المشترين، وذلك على عكس النفط.

وأضاف أنه من الصعب تحقيق التوازن بين الطلب والعرض دون اتباع نهج إستراتيجي في هذا المجال من النفط والغاز الطبيعي؛ حيث يستغرق الأمر من 6 إلى 7 سنوات لبدء تشغيل حقل غاز طبيعي، وهناك حاجة لاستثمارات كبيرة لصيانة المكامن القائمة.

وقال سلطانوف إن الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا المجال تتطلب حسابات إستراتيجية؛ حيث إن تفشي وباء كورونا "كوفيد-19" غيّر هذه الحسابات وخلق حالة من عدم اليقين.

وذكر سلطانوف أنه اتُّخِذَت خطوات جادة في اتجاه الطاقة الخضراء في العالم، وأنه على الرغم من أن الغاز الطبيعي يُعَد أنظف أنواع الوقود الأحفوري؛ فإن هناك مخاوف من استخدام مثل هذه الأنواع من الوقود بسبب دورها في الاحتباس الحراري.

وأشار إلى أن هذه المخاوف تعرقل دور البنوك في تقديم القروض، وتقديم تنازلات معينة للمشروعات الإستراتيجية ومعالجة أنواع الوقود الأحفوري، وتزيد تكلفة العمل.

احتياطيات الغاز الأذربيجاني

يمكن لأذربيجان إرسال المزيد من الغاز الطبيعي إلى أوروبا من خلال تطوير المرحلة الثالثة من مكامن حقل شاه دنيز، كما أن منطقة أبشيرون بها احتياطيات كافية، وكذلك الوضع بالنسبة لحقل غاز شفق أسيمان وأحواض أوميد وبابك.

ويدور حديث عن نقل النفط الأذربيجاني إلى غرب البلقان من خلال خط أنابيب عبر البحر الأدرياتيكي؛ حيث أثارت السلطات الأوروبية هذا الأمر، وتستطيع أذربيجان القيام بذلك بموجب إبرام اتفاقيات متبادلة وموقعة لاستثمار إمكانات أذربيجان الوفيرة.

جدير بالذكر أن بوسع أذربيجان تلبية احتياجات الطاقة للشركاء الأوروبيين بكميات إضافية من الغاز الأذربيجاني من خلال تطوير خطوط الأنابيب الحالية وفي إطار التعاون الجاد وتقاسم المسؤولية.

إضافة إلى حقول الغاز الطبيعي في أذربيجان، التي تسمح بتصدير المزيد من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، يمكن لاستخراج الغاز من حقل الغاز المشترك لأذربيجان وتركمانستان أن يساعد في تقليل اعتماد أوروبا على الغاز الطبيعي الروسي.

وقد أبرمت جمهوريتا أذربيجان وتركمانستان، في يناير/كانون الثاني 2021، اتفاقية تجارية مشتركة لحل الخلاف بشأن ملكية حقل النفط "دوستلوك" أو "دوستلوغ" في بحر قزوين، ووقّع الاتفاقية وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف، ونظيره التركماني رشيد مردوف.

حقل دوستلوك النفطي

اكتُشِف الحقل عام 1980 وتقدر احتياطياته بنحو 60 مليون طن، ويحتوي حقل دوستلوك النفطي على 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي؛ ومن المتوقع أن يفتح توقيع اتفاقية تعاون مشترك لاستثمار هذا الحقل صفحة جديدة للتعاون في قطاع الطاقة بين أذربيجان وتركمانستان.

من ناحية ثانية، وقعت أذربيجان وتركمانستان، بشكل منفصل، اتفاقيات مع شركات من دول أخرى في مجال النفط.

ويمكن لأذربيجان، التي تمتلك البنية التحتية اللازمة لنقل النفط والغاز المنتجين من هذا الحقل، نقل الغاز الطبيعي إلى الساحل بسهولة وبتكلفة قليلة.

وتستطيع باكو أيضًا نقل الغاز الأذربيجاني المستخرج من هذه الحقول إلى أوروبا من خلال مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (تي إيه إن إيه بي) ومشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر البحر الأدرياتيكي.

وستؤدي الاحتياطيات الجديدة دورًا مهمًا في استقرار إنتاج النفط في أذربيجان، كما ستتيح معالجة أزمة الطاقة في أوروبا فرصة جيدة لأوروبا لمراجعة سياسة الطاقة في القارة وأداء دبلوماسية طاقة فعالة في بحر قزوين وآسيا الوسطى.

لذلك؛ ينبغي على أوروبا توفير شروط لمزيد من الشركات الأوروبية للاستثمار في حقول الغاز الأذربيجانية، وضمان شراء الغاز الطبيعي من أذربيجان من خلال إبرام عقود طويلة الأجل، إذا كانت أوروبا تريد زيادة واردات الغاز الطبيعي من أذربيجان على المدى المتوسط.

ومن المتوقع أن تؤدي أذربيجان دورًا أكثر أهمية في تعزيز أمن الطاقة في أوروبا؛ حيث يمكن أن تهيئ أزمة الطاقة الظروف لأوروبا لاستخدام موارد الطاقة في تركمانستان على المدى الطويل.

* الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق