الغاز المسال.. محطات أوروبا غير قادرة على معالجة الإمدادات الإضافية (تقرير)
نصف صادرات أميركا من الغاز في يناير ذهبت إلى القارة العجوز
أحمد بدر
يُشكِّل غياب الغاز المسال من روسيا -المحتمل- أزمة كبرى لأوروبا، التي تتخوف من أزمة طاقة لن تستطيع تجاوزها بسهولة حال وقوع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في الوقت نفسه تواجه القارة العجوز أزمة أخرى، تتعلق بعدم قدرتها على استيعاب محاولات تعويض الغاز الروسي.
وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز؛ فإن أي محاولة لتعويض النقص ستقابلها أزمة لدى دول أوروبا، التي تمتلك محطات الغاز الطبيعي المسال فيها قدرة محدودة على استيعاب الإمدادات الإضافية من الولايات المتحدة أو المنتجين الرئيسين الآخرين.
وتصاعدت المخاوف من أن روسيا، التي تزود أوروبا بنحو ثلث الغاز الطبيعي، تستعد لغزو أوكرانيا، وهو الأمر الذي نفته روسيا أكثر من مرة.
بدائل الغاز الروسي
سألت الإدارة الأميركية، في يناير/كانون الثاني الماضي، كبار منتجي الطاقة مثل قطر عما إذا كان بإمكانهم إرسال غاز طبيعي مسال إضافي إلى أوروبا.
كما أظهرت بيانات شركة "رفينيتيف" أن نصف الغاز الطبيعي المسال الأميركي الذي شُحِن هذا الشهر على الأقل ذهب إلى أوروبا؛ حيث تستعد القارة العجوز لتصبح الوجهة الأولى للشحنات الأميركية للشهر الثالث على التوالي.
ورغم أن واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا ما زالت قوية، بعدما سجلت رقمًا قياسيًا خلال الشهر الماضي بأكثر من 16 مليار متر مكعب، ووصلت كميات الغاز المصدرة إليها حتى الآن إلى 6.9 مليار متر مكعب في فبراير/شباط؛ فإن معظم محطات الغاز المسال في أوروبا تعمل بكامل طاقتها، خاصة في شمال غرب القارة؛ حيث تُغذي الاقتصادات الكبيرة بريطانيا وفرنسا وألمانيا؛ ما يثير التساؤل حول مقدار الغاز الطبيعي المسال الذي يمكن معالجته.
مشكلات لوجستية
قال كبير المحللين في شركة ريستاد إنرجي، كوشال راميش، إنه يمكن ضخ القليل من شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى دول أخرى، لكن ليس بشكل كبير، موضحًا أن المشكلات اللوجستية من المرجح أن تتسبب في فجوة في جيوب المشترين مرة أخرى.
ويحتاج الغاز المسال إلى إعادة تحويله إلى غاز، عن طريق إخراجه من الحالة المجمدة إلى الحالة الغازية، ثم نقله من خلال الأنابيب، إما بشكل مباشر ليُستَخدم في الحرق، وإما بضخه إلى محطات توليد الكهرباء بشكل عملي.
محطات معالجة الغاز
قالت شركة تحليل البيانات كبلر، إن إسبانيا تمتلك أكبر سعة لمعالجة الغاز في أوروبا؛ حيث إنها لديها 6 محطات، بينما لا تمتلك ألمانيا أي سعة، لافتة إلى أن معدل استخدام المحطات الإسبانية كان 45% فقط في يناير/كانون الثاني.
وبحسب كبيرة محللي بيانات الغاز الطبيعي المسال في كبلر، لورا بيج؛ فإن "المشكلة مع إسبانيا هي أن لديها خطوط أنابيب محدودة، وتشترك مع بقية أوروبا بخط أنابيب واحد فقط يمكنه نقل الغاز من إسبانيا إلى فرنسا؛ ومن ثم فإن السعة مقيدة إلى حد ما".
ونقل التقرير عن مصدر في الصناعة الأوروبية، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن البنية التحتية في أيبيريا يمكن أن تؤدي دورًا إذا لم يكن هناك ما يكفي من الغاز للتدفئة أو للصناعة، لكن ذلك لن يكون كافيًا للتعامل مع الأزمة".
ورغم أن هناك خيارًا آخر، وهو إيقاف سفن الغاز الطبيعي المسال في أيبيريا لمعالجتها هناك؛ فقد طرح المصدر إمكانية محاولة زيادة عدد سفن الغاز في ميناء سينس البرتغالي، ولكن ليس بشكل كبير؛ لأنه يعمل حاليًا بكامل طاقته تقريبًا.
واردات الغاز إلى أوروبا
ارتفع اعتماد أوروبا على إمدادات الغاز من الخارج بأكثر من 15% خلال العقد الماضي، مع ارتفاع الاستهلاك وتراجع الإنتاج المحلي؛ ما جعل القارة في دائرة دائمة من الخطر، إذا نقصت الإمدادات.
وبحسب تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية في 11 فبراير/شباط الجاري؛ فقد وفرت واردات الغاز -سواءً من خلال خطوط الأنابيب أو الغاز المسال- أكثر من 80% من إمدادات الغاز للدول الأوروبية في 2020، ارتفاعًا من 65% قبل عقد كامل.
وشكَّل استيراد الغاز في 2020 عبر خطوط الأنابيب 74% من إجمالي الواردات، بينما بلغت حصة واردات الغاز المسال نسبة الـ26% المتبقية.
وتتصدر روسيا قائمة مصدري الغاز إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب، مع دول أخرى مثل النرويج وشمال أفريقيا وأذربيجان؛ حيث وفرت موسكو 13 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2020، ارتفاعًا من 11 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2019، وهو عام الوباء.
وبلغ متوسط واردات أوروبا من الغاز الطبيعي من النرويج 9 مليارات قدم مكعبة يوميًا بين عامي 2010 و2020؛ حيث تستورد أوروبا الغاز المسال من خلال عقود طويلة الأجل، وتميل هذه الواردات إلى التقلب من عام إلى آخر، اعتمادًا على أسعار الغاز العالمية، والطلب المدفوع بالطقس البارد، وتوافر إمدادات خطوط الأنابيب.
اقرأ أيضًا..
- الفحم يهدد نجاح خطة بايدن للتحول إلى السيارات الكهربائية (دراسة)
- شركة كهرباء فرنسا تحصل على دعم حكومي بقيمة 2.3 مليار دولار
- الفحم في أستراليا.. إغلاق أكبر محطة لتوليد الكهرباء بحلول 2025