المصافي الآسيوية تنتظر النفط الإيراني بعد انتهاء المحادثات النووية
وتوقعات بخفض الأسعار عالميًا وزيادة الإمدادات
مي مجدي
تتطلع مصافي التكرير الآسيوية إلى عودة النفط الإيراني مجددًا، لملء الفراغ الذي أحدثه نقص الخام الإيراني في الأسواق العالمية.
وأعلنت المصافي الآسيوية حرصها على استئناف الواردات من إيران حال التوصل إلى اتفاق لإحياء اتفاق 2015 النووي، وقد يمهد ذلك لزيادة الإمدادات في الأسواق العالمية وخفض الأسعار.
كانت مصافي التكرير الآسيوية قد أوقفت واردات النفط الإيراني في عام 2019، بعد أن انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران، وأعاد فرض العقوبات على صادرات النفط الإيرانية.
وتمتلك إيران رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، وتعتمد في اقتصادها على عائدات النفط، لكن العقوبات منعتها من الضخّ بكامل طاقتها منذ عام 2018.
وخلال الأسبوع الماضي، استأنفت واشنطن وطهران محادثات غير مباشرة تتعلق بالاتفاق النووي، إذ كان يأمل دبلوماسيون غربيون أن تشهد الأزمة انفراجة الآن، لكن القضايا الشائكة ما تزال دون حلّ.
تأثير النفط الإيراني
عززت المخاوف من تعطّل الإمدادات الروسية ارتفاع أسعار العقود الآجلة لخام برنت والخام الأميركي إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 7 سنوات.
كما إن المصافي تدفع علاوات فورية قياسية مقابل الخام المنتج في أوروبا والشرق الأوسط، ويكافح المنتجون في سبيل تلبية انتعاش الطلب بعد الوباء.
وقال نائب الرئيس الأول لشركة ريستاد إنرجي الاستشارية، كلاوديو غاليمبرتي، إن التوتر بين روسيا وأوكرانيا زاد من تقلّبات أسعار النفط العالمية، لكن التطورات الإيجابية في المفاوضات الأميركية الإيرانية رفعت الآمال في عودة النفط الإيراني إلى الأسواق، ما قد يساعد على تهدئة الأسعار.
وتابع: "رغم عدم التوصل إلى اتفاق بعد، لكن الأسعار بدأت تتراجع بعد انتشار أنباء بشأن تقدُّم المحادثات، وقد يسهم ذلك في إضافة 900 ألف برميل يوميًا من الخام إلى السوق بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل".
الآمال الآسيوية
مع احتمال إبرام اتفاق جديد مع إيران، صرّحت كوريا الجنوبية -أحد العملاء السابقين للنفط الإيراني- أمس الأربعاء، بأنها أجرت محادثات لاستئناف واردات الخام من إيران وإلغاء تجميد الأرصدة الإيرانية.
وقال مصدر مطّلع، إن إحدى المصافي الكورية الجنوبية العملاقة تراقب التطورات في المحادثات الإيرانية، لا سيما أن النفط الإيراني منافس قوي من حيث التكلفة والمعالجة مقارنة بالدرجات الأخرى.
وأوضح أنه بمجرد إصدار البلدين قرارًا باستئناف تجارة النفط، سيصبح بالإمكان شراء الخام من إيران، مضيفًا أن المصافي الكورية سبق لها استخدام النفط الإيراني، ومن ثم لن تحتاج لاختباره داخل منشآتها.
وبحسب رئيس مجلس إدارة أكبر شركة تكرير يابانية "إينيوس" تسوتومو سوغيموري، اليوم الخميس، فإن شركته تدرس استئناف واردات النفط الإيراني فور التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وتابع: "سننظر في استئناف واردات النفط الخام من إيران بصفته أحد خيارات الشراء حال التوصل إلى اتفاق"، مضيفًا أن الأمر سيستغرق ما بين شهرين إلى 3 أشهر لاستئناف الواردات من إيران، إذ ستحتاج الشركة لاتخاذ مختلف الإجراءات، ومن بينها التأمين والشحن.
بينما قال مصدر مطّلع داخل مصفاة في الهند -ثاني أكبر عميل لإيران-، إن إحدى المصافي تُجري محادثات مع إيران للحصول على النفط، لكنها في انتظار تطورات الاتفاق الإيراني.
أكبر عميل للنفط الإيراني
تمكّنت السوق الصينية -بدورها- من الحصول على بعض الواردات الإيرانية رغم العقوبات، وشهدت انتعاشًا تجاوز النصف مليون برميل يوميًا خلال الشهور الماضية، حسب وكالة رويترز.
وواصلت الصين استيراد الخام الإيراني هذا العام، بعدما اختارت المصافي المستقلة الصينية النفط الإيراني الأرخص ثمنًا.
وتجنبًا للعقوبات، تستورد الصين الخام الإيراني على أنه نفط من عمان والإمارات وماليزيا، وأدى ذلك إلى نقص الإمدادات من البرازيل وغرب أفريقيا.
وقالت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية، إن الصين أفرغت قرابة 4 ملايين برميل من النفط الإيراني في خزّانات الاحتياطي الحكومية بمدينة تشانجيانغ خلال الشهر الماضي.
ووفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، استوردت الصين 1.9 مليون برميل من النفط الخام الإيراني في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وشكّلت الواردات من إيران نحو 6% من واردات الصين من النفط الخام، حسب بيانات الشحن وتقدير التجّار.
اقرأ أيضًا..
- هل تجاوزت أسعار النفط 100 دولار؟.. العقود الآجلة والأسعار المؤرخة تجيب
- كندا تنتصر على أميركا في نزاع الرسوم الجمركية على الطاقة الشمسية
- موازنة دعم الوقود التكميلية.. هل تنهي تهديدات الاحتجاجات في نيجيريا؟