الكهرباء الأميركية.. ثاني أكبر شركة تودّع الفحم في 2035
وتتوسع في خطط خفض الانبعاثات لتحقيق الحياد الكربوني في 2050
هبة مصطفى
تواصل شركات الكهرباء الأميركية العملاقة تخلّيها التدريجي عن استخدام الفحم، والتحول تجاه مصادر الطاقة المتجددة شيئًا فشيئًا، وأعلنت ثاني أكبر شركة خطّتها لما وصفته بأنه أكبر تخلٍّ عن الفحم في الصناعة.
إذ قررت دوك إنرجي الأميركية للغاز الطبيعي والكهرباء -ومقرّها ولاية كارولينا الشمالية- التخلي الكامل عن الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء بخطّة تدريجية، والتوجه إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وتُغطي خدمات الشركة ولايات كارولينا الشمالية والجنوبية، وأوهايو، وكنتاكي، وإنديانا، وفلوريدا.
خطة تقاعد الفحم
أعلنت شركة الكهرباء الأميركية دوك إنرجي خفض حصّتها من إنتاج الكهرباء بالاعتماد على الفحم إلى 5%، بحلول عام 2030، تمهيدًا للتخلّي الكامل عنه في 2035.
كما أنهت الشركة -التي تحلّ في المرتبة الثانية بسوق الكهرباء الأميركية طبقًا للقيمة السوقية، عقب شركة نيكسترا إنرجي- عمل 56 وحدة تُسهم بما يقرب من 7 غيغاواط و500 ميغاواط من إنتاج الكهرباء بالاعتماد على الفحم، منذ عام 2010 وحتى الآن.
ومنذ عام 2005 وحتى نهاية العام الماضي، خفضت شركة الكهرباء الأميركية حصة توليد الكهرباء اعتمادًا على الفحم من 60% إلى 22%، بينما تستهدف حصة قدرها 5% بحلول 2030.
من جانبه، تعهّد نائب الرئيس التنفيذي والمدير المالي لشركة الكهرباء الأميركية دوك إنرجي، ستيف يونغ، بتخصيص شركته لما يقارب 130 مليار دولار خلال العقد المقبل؛ لدعم انتقال الطاقة وإنتاج كهرباء دون انبعاثات كربونية وإجراء تحديثات على الشبكة.
ومن ضمن الموازنة التي تُخطط دوك إنرجي تخصيصها للإنفاق على انتقال الكهرباء خلال السنوات الـ10 المقبلة، تُنفق الشركة 63 مليار دولار منها على الهدف ذاته خلال 5 سنوات.
يأتي هذا بجانب استثمار 15 مليار دولار أخرى في الطاقة النووية والمتجددة والكهرومائية وتقنيات التخزين، فضلًا عن الاستثمارات التجارية المتجددة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- توقعات بتراجع إنتاج الكهرباء من الفحم قياسيًا في أميركا بحلول 2028
- الطاقة الشمسية في أميركا تتصدر مزيج الكهرباء في 2022.. فهل تستطيع خفض الانبعاثات؟
خطط دوك إنرجي
تُشغّل شركة الكهرباء الأميركية دوك إنرجي -حاليًا- ما يزيد عن 10 غيغاواط من مصادر متجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتشير توقعاتها نحو زيادة تلك المعدلات إلى 16 غيغاواط بحلول 2025، و24 غيغاواط بحلول 2030.
وتوقّعت الشركة إضافة 7 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، خلال الـ20 عام المقبلة، في ولاية إنديانا فقط، وفق صحيفة رينيو إيكونومي.
وفيما يتعلق بانبعاثات الصناعة، خفضت دوك إنرجي الانبعاثات الكربونية للنطاق 1 بنسبة 44%، مقارنة بمستويات عام 2005، وتتجه لخفضها بنسبة 50% بحلول 2030، تمهيدًا لتحقيق الحياد الكربوني في قطاع توليد الكهرباء بحلول 2050.
وتتوسع شركة الكهرباء الأميركية في خطط الحياد الكربوني للنطاق الثاني للانبعاثات، وبعض انبعاثات النطاق الثالث، لتشمل عمليات إعادة بيع الكهرباء التي تقوم بشرائها، بعيدًا عن إنتاجها.
خطط خفض الانبعاثات
تشمل توسعات خفض الانبعاثات إمدادات الوقود الأحفوري التي تقوم شركة دوك إنرجي بشرائها لاستخدامها في توليد الكهرباء، وكذلك إمدادات الكهرباء التي تشتريها لاستخداماتها الخاصة.
وتنطبق خطة خفض الانبعاثات -أيضًا- على مشروعات الغاز الطبيعي، وحددت شركة الكهرباء الأميركية عام 2050 بحد أقصى لتحقيق الحياد الكربوني والتخلص من انبعاثات الميثان والكربون، بدءًا من خطوات شراء إمدادات الغاز وحتى انبعاثات الاستهلاك لدى العملاء.
وتطرّقت الشركة في خططها إلى التخلص من انبعاثات الميثان بحلول 2030، وفي سبيل ذلك عقدت شراكة مع شركة أكستنشر للاستشارات التي تتخذ من أيرلندا مقرًا لها، وشركة ميكروسوفت، في أغسطس/آب العام الماضي، بهدف تطوير أول منصة من نوعها لرصد انبعاثات غاز الميثان عبر الأقمار الصناعية.
الكهرباء الأميركية
تُشير التوقعات حول خطط الكهرباء الأميركية إلى تحقيق خفض قياسي لمعدّل عمليات توليد الكهرباء عبر الفحم، بالتخلّي عن 23 غيغاواط بحلول 2028، ضمن خطة أكبر لإغلاق 51 غيغاواط من الكهرباء المولدة بالفحم، بدءًا من العام الجاري وحتى عام 2027.
في غضون ذلك، ارتفعت توقّعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية لتوليد الكهرباء عبر مصادر متجددة، خلال العام الجاري والمقبل، في مقابل خفض توقعات الإنتاج من محطات الوقود الأحفوري.
ورجّح تقرير صدر عن الإدارة شهر يناير/كانون الثاني الماضي، نمو حصة الطاقة المتجددة -عدا الطاقة الكهرومائية- في مزيج الكهرباء الأميركية إلى 17% العام المقبل.
وتضاعف إنتاج الكهرباء الأميركية عبر الطاقة الشمسية 20 ضعفًا، مقارنة بمستويات عام 2011، مسجلة 63 غيغاواط.
اقرأ أيضًا..
- كيف ينظر العالم إلى الهيدروجين في إطار تحول الطاقة؟ (إنفوغرافيك)
- مسؤول: مشروع الطاقة الشمسية في الجزائر يواجه صعوبات.. والموارد تُدار بشكل سيئ
- مؤتمر إيجبس 2022.. أرامكو للتجارة توقع اتفاقية تعاون مع قطاع النفط المصري