شل تتخلى عن أصول غاز بمليار دولار في بحر الشمال بالمملكة المتحدة
وتتجه إلى مشروعات أخرى منها بناء مزارع رياح بحرية
هبة مصطفى
واصلت شركة شل تخليها عن حصصها في بعض حقول بحر الشمال بالمملكة المتحدة، الذي شهد إنتاجه تأثرًا بالتحول العالمي نحو المصادر المتجددة منخفضة الكربون، بالإضافة إلى مواصلة تراجع معدلات الإنتاج في المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضي.
وتعتزم الشركة -التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها- التخلي عن حصصها في منطقتين بحقول الغاز الواقعة جنوب بحر الشمال في المملكة المتحدة، التي تُقدّر بـ50% من حقول مركز كليبر ومجمع ليمان ألفا، بأصول تقارب مليار دولار أميركي، حسبما أكدت مصادر لـ"رويترز".
وجاءت تلك الخطوة ضمن سلسلة تخلي شل عن حصصها في بعض حقول بحر الشمال، بما فيها بيع حصص إلى شركة النفط والغاز المستقلة هاربور إنرجي بقيمة تقارب 3.8 مليار دولار.
شل وأصول بحر الشمال
تبلغ قدرة مركز كليبر -الذي يقع على بُعد 66 كيلومترًا من ساحل نوفورلك- على نقل 400 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، في حين يضم مجمع "ليما ألفا" 5 منصات، وفق شل.
وتُزوّد حصص شل المُزمع بيعها محطة باكتون البرية للمعالجة الواقعة شرق إنجلترا بإمدادات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب.
لكن عوامل عدة عززت من قرار الشركة التخلي عن بعض حصصها في بحر الشمال البريطاني، منها محاولة اللحاق بالركب العالمي الذي يتجه نحو مصادر الطاقة المتجددة منخفضة الكربون.
وتعزف غالبية شركات النفط العالمية -في الآونة الحالية- عن الاستثمار في أصول قد تُسهم في كميات ضخمة من الانبعاثات، وتفضل العمل بمشروعات النفط والغاز منخفضة الانبعاثات، مثل مشروعات الحقول البحرية الكبيرة.
كما خفّضت شركات نفط كبرى من مشروعاتها في بحر الشمال البريطاني، الذي يشهد إنتاجه انخفاضًا منذ بداية القرن الجاري، وزاد التركيز على المشروعات ذات حصص الإنتاج الكبرى بمناطق أخرى.
خطط شل البديلة
أكد الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، عزم شركته بيع بعض أصولها بمتوسط سنوي يصل إلى 4 مليارات دولار، في تصريحات سابقة له الشهر الجاري.
واعتبر بيردن أن الفرصة سانحة الآن أمام شركته لبيع أصولها متقدمة العمر، في ظل ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 7 سنوات متجاوزة مستوى 90 دولارًا للبرميل.
وجاء تخلي شل عن حصصها المقدرة بـ50% من أصول مركز كليبر ومجمع ليمان ألفا، عقب تخلي شريكتها بالحصص ذاتها (إكسون موبيل الأميركية) عن أصولها العام الماضي لصالح شركة الأسهم الخاصة "نيو".
وبذلك تُنهي شل وإكسون موبيل تمامًا مشروعهما المشترك الذي بدأ في ستينيات القرن الماضي.
وبطي الشركة صفحة مشروعي مركز كليبر ومجمع ليمان ألفا، تُفسح المجال أمام مشروعات جديدة في بحر الشمال أيضًا، مثل مشروع بينغوينز الواقع شمال جزر شيتلاند، جنبًا إلى جنب مع خطط لمشروعات بناء مزارع رياح بحرية.
واتخذت شل خطوات في مشروع تطوير حقل جاكداو للغاز في مركز شيرووتر، إلا أن المشروع واجه رفضًا بيئيًا من قبل المُنظم البريطاني، العام الماضي.
ودفعت أسعار الكهرباء المرتفعة التي واجهت الدول الأوروبية العام الماضي -في أزمة طاقة خانقة سبقت فصل الشتاء- المنظم البريطاني إلى استئناف الحوار مع الشركة العالمية لإحياء عمل المشروع.
مشروعات بحر الشمال
تثير غالبية مشروعات الوقود الأحفوري في بحر الشمال الجدل، وجاءت أحدث تلك المواجهات مطلع الشهر الجاري، بعدما قابل نشطاء مهتمون بالمناخ تصريح هيئة النفط والغاز الحكومية في المملكة المتحدة بتطوير حقل أبيغيل باعتراضات قوية.
وتراجعت شركة شل، في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، عن قرارها بتطوير حقل كامبو النفطي لمعارضات بيئية أيضًا، وسبقتها الشركة الأنغلوهولندية، ولجأت الشريك بحصة تصل إلى 70% سيكار بوينت البريطانية إلى عرض بيع حصتها في الحقل على شركة نيو.
وفي غضون ذلك، وبينما تتخلى الشركة تدريجيًا عن حصصها في بحر الشمال البريطاني، عرضت في الوقت ذاته إمداد الدول الأوروبية بالغاز الطبيعي حال تعطل الإمدادات الروسية.
وطرحت شركة النفط والغاز العملاقة نفسها بديلًا للغاز الروسي، وأشارت إلى أنها ستبذل الجهود الممكنة لتوفير إمدادات الغاز لأوروبا.
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال.. أوروبا تلجأ إلى نيجيريا لتأمين إمدادات إضافية من الوقود
- السيارات الكهربائية.. أبرز الحقائق عن السوق في 2021 (إنفوغرافيك)
- مؤتمر إيجبس 2022.. رسائل باركيندو من القاهرة حول المناخ وسوق النفط