مدينة تكافح تغير المناخ بحديقة خضراء.. في موزمبيق
بعد معاناتها من أعاصير وفيضانات قتلت مئات السكان
حياة حسين
دفعت مجموعة من الكوارث الطبيعية المتعلقة بتغير المناخ، مثل الأعاصير والفيضانات، التي ضربت منطقة بيرا في دولة موزمبيق، خلال السنوات الأخيرة، السكان إلى بناء حديقة خضراء أصبحت نموذجًا يُحتذى به في أفريقيا.
ويواجه سكان بيرا، آثارًا غير متوقعة للتغير المناخي خلال السنوات الأخيرة؛ ما دفعهم إلى ابتكار حلول بمعاونة حكومية، حولتها إلى أكثر مدن القارّة السمراء اخضرارًا، حسبما ذكر موقع منظمة "فاير بلانت"، التي تتخذ من العاصمة الألمانية برلين، مقرًا لها.
وتعرضت المدينة الموزمبيقية الساحلية إلى إعصارين مدمرين -هما إيدي وإيلويز- في 2019 و2021.
إعصار إيدي
أغرق إعصار إيدي -الذي ضرب موزمبيق عام 2019- ميناء بيرا، وهو في المدينة التي كانت الأكثر تضررًا منه، إذ تسبّب في فصلها عن باقي البلاد.
كما نجم عن إعصار إيدي مصرع عدد كبير من الأشخاص وفقد أعداد أخرى، بعد تدميره نحو 90% من مدينة بيرا.
وأعلنت حكومة موزمبيق أن أكثر من 600 شخص لقوا مصرعهم جراء إعصار إيدي، وأدى إعصار كينيث، الذي اجتاح شرق موزمبيق، عقب إيدي بشهر واحد، إلى مصرع 40 شخصًا.
وأشار مسؤولو الإغاثة إلى حالة من الدمار التامّ في مناطق ساحلية بطول 60 كيلو مترًا مربعًا، وجزر مجاورة، كما نجم عن الأمطار الغزيرة في جزيرة بمبا انزلاقات أرضية فتاكة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، دمّر إعصار إيلويز 4 آلاف منزل في بيرا، وأسفر عن مصرع عشرات الأشخاص، وأثّر سلبًا في 160 ألفًا من السكان، بعدما ترك المدينة غارقة تحت المياه لعدّة أسابيع.
ورغم مرور نحو العام، فإن نحو 300 ألف شخص من سكان بيرا مازالوا يعانون من آثار الكوارث الطبيعية المتعلقة بتغير المناخ.
طرق مستدامة
طوّر سكان بيرا في موزمبيق طرقًا مستدامة لعلاج الكوارث الطبيعية المتعلقة بتغير المناخ في مدينتهم، بعد ما واجهوه من دمار ومقتل مئات الأشخاص.
واستثمر السكان المحليون في سلسلة من المبادرات، مثل تدشين نظام تصريف مياه قوي، وتشجير المدينة، لتمتص مياه الفيضانات المندفعة وقت الأعاصير.
وكان من أهم المبادرات مشروع حديقة بيرا الخضراء، التي تمتد على مساحة 4.5 هكتارًا في قلب المدينة.
وبلغت التكلفة الاستثمارية لتدشين حديقة بيرا الخضراء 20.7 مليون دولار، موّلتها حكومة موزمبيق، في إطار خطط الدولة لدعم البنية التحتية في مواجهة آثار تغير المناخ.
منطقة استجمام
أصبحت حديقة بيرا الخضراء، بالإضافة إلى مكافحة آثار تغير المناخ، متنفسًا لسكان المدينة، يمارسون فيها الرياضة، ويستمتعون بأوقات فراغهم، كما تشمل متنزهات وملاعب للأطفال.
وقال الباحث البيئي التنزاني، إديثا بوزارا: "تُعدّ حديقة بيرا الخضراء سابقة في أفريقيا.. الحديقة تجمع بين هدفي الحفاظ على البيئة والاستجمام؛ ما يزيد وعي السكان بآثار تغير المناخ، كما يدفعهم للمشاركة في تنفيذ الحلول المعالجة".
وبينما سبقت موزمبيق جاراتها الأفريقيات في تبنّي مسألة التشجير، بوصفها أحد حلول تغير المناخ، تقوم الدول الغنية بتدشين مشروعات مشابهة منذ مدة.
على سبيل المثال، دشّنت الصين مدن الإسفنج، وأطلقت هولندا الملاعب والميادين العامة التي تحجّم وصول مياه الفيضانات إلى كل المدن، وتفتخر أميركا بمبادرة "بيغ يو"، التي تستهدف عزل المدينة عن الأعاصير.
موضوعات متعلقة..
- التغير المناخي.. خرائط الفيضانات تتوقع ارتفاع خسائر الولايات المتحدة
-
كوب 26.. قادة العالم يطالبون بتحرك عاجل لمواجهة التغير المناخي
-
تغير المناخ في الصحراء الكبرى يصل إلى تساقط غير معتاد للثلوج
اقرأ أيضًا..
- العراق يلجأ إلى الغاز القطري لحل أزمة ضعف "الضخ الإيراني"
-
الهيدروجين الأخضر.. كبرى الشركات العالمية توجه أنظارها إلى مصر