الغاز الروسي.. هل تجد الدول الأوروبية في قطر وأميركا بديلًا لموسكو؟
قطر اعترفت بعدم قدرتها على تعويض الإمدادات.. وتخوفها من إعادة بيع الغاز
وحدة أبحاث الطاقة
تبحث الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إستراتيجية لاستبدال الغاز الروسي؛ تحسبًا لغزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية، قد يتسبب بدوره في وقف إمدادات الغاز الطبيعي المصدّر إلى أوروبا.
ومع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، فإن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا مهددة بشكل كبير.
وفي الوقت نفسه، تسعى العديد من الدول الأوروبية إلى تأمين احتياجاتها من الغاز عبر مصادر أخرى غير روسيا، وعلى رأسها قطر.
الغاز القطري
قد لا يكون استبدال الغاز الروسي بنظيره القطري حلاً كافيًا، إذ قالت الدوحة، إنها لا يمكنها بمفردها تعويض احتياجات أوروبا من الغاز، نظرًا لأن الكمية المطلوبة التي من شأنها تلبية طلب القارّة العجوز كبيرة.
وفي الوقت نفسه، تريد قطر -الحليف المقرب للولايات المتحدة- ضمانات بعدم إعادة بيع الغاز الطبيعي خارج أوروبا، كما طلبت من الاتحاد الأوروبي إصدار قرار بشأن العقود القطرية طويلة الأجل للغاز، التي تعتمد عليها قطر في مبيعات الغاز الطبيعي، بحسب تقرير نقلته وكالة رويترز عن مصادر لم تفصح عن هويتها.
وتعود مسألة بيع الغاز لأسواق أخرى إلى خلاف سابق مع روسيا، إذ اتهمت الأخيرة عددًا من دول أوروبا بإعادة بيع الغاز إلى الأسواق الأخرى بعد شرائه بعقود طويلة الأجل، مع الاستفادة من فارق السعر عند البيع بالأسعار الفورية، والتي في العادة تكون أعلى بكثير.
العقوبات على روسيا
إذا فُرضت عقوبات ضد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أو ضد بلاده، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى أزمة طاقة في أوروبا، إذ إنها تعتمد كثيرًا على الغاز الروسي.
ونقلت شركة بيانات السوق والمستهلكين (ستاتيستا) عن الوكالة الأوروبية لتعاون منظمي الطاقة (ACER)، وهي وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي، أن بعض البلدان أكثر عرضة عن غيرها لخطر إمدادات الطاقة حال وقف الغاز الروسي، وهذا ما يجعل الدول الأوربية تسعى لاستبدال الغاز الروسي.
ومن بين الاقتصادات الكبرى في أوروبا، تستورد ألمانيا نحو نصف احتياجاتها من الغاز من روسيا، وتعدُّ إيطاليا -كذلك- من بين أكثر البلدان اعتمادًا على الغاز الروسي، إذ يُشكّل نحو 46% من وارداتها، في حين تحصل فرنسا على ربع إمداداتها فقط من روسيا، إذ تعدّ النرويج أكبر مصدّر للغاز إلى فرنسا، والتي توفر نحو 35% من احتياجات البلاد.
أهمية الغاز الروسي
يختلف وضع المملكة المتحدة بالنسبة للغاز الروسي، إذ تستمد نصف إمداداتها من الغاز من مصادر محلية، بينما تستورد باقي احتياجاتها من النرويج وقطر.
كما إن إسبانيا لا تعتمد بقوة على الغاز الروسي، إذ إن أكبر شركاء البلاد التجاريين في الغاز الجزائر والولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، تعتمد بعض البلدان الأوروبية الأصغر حجمًا بشكل كامل -أو بنحو 100%- على الغاز الروسي؛ وهي: مقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك ومولدوفا.
كما تعتمد فنلندا ولاتفيا على الغاز الروسي بنسبة تزيد عن 90% من احتياجاتها، وفي صربيا يصل اعتماد البلاد على تلبية 89% من احتياجات الغاز من روسيا، وفقًا لتقرير ستاتيستا.
موضوعات متعلقة..
- الغاز الطبيعي.. أميركا تطرح نفسها بديلًا عن روسيا لتأمين إمدادات أوروبا
- سيناريو غزو أوكرانيا.. هل تملك أوروبا فرصة التخلي عن غاز روسيا؟
- أميركا تتعهد بضمان أمن الطاقة في أوروبا مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا
اقرأ أيضًا..
- شركة الفحم الهندية تطلق مشروعًا لاستبدال الغاز المسال بالديزل
- مفاجأة.. شركات كهرباء غير جادة في استبدال الغاز بالفحم
- الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تشعل أسعار الكهرباء والغاز في أوروبا