إنتاج أوبك+ النفطي يرتفع 160 ألف برميل يوميًا في يناير (مسح)
لكنه لا يزال متراجعًا بنحو 700 ألف برميل عن الحصص الشهرية
أظهر مسح حديث ارتفاع إنتاج أوبك+ النفطي خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي بمقدار 160 ألف برميل يوميًا، مقارنة بإنتاج شهر ديسمبر/كانون الأول.
وعلى الرغم من زيادة إنتاج أوبك+، فإن التحالف لا يزال متخلفًا بمقدار 700 ألف برميل يوميًا عن حصصه الجماعية في يناير/كانون الأول.
ورفعت دول أوبك الـ13 الإنتاج بمقدار 150 ألف برميل يوميًا زيادة على إنتاج شهر ديسمبر/كانون الأول، إذ ضخت 28.19 مليون برميل يوميًا من النفط الخام.
وتمكّنت الدول الـ9 من خارج أوبك، بقيادة روسيا، من إضافة 10 آلاف برميل يوميًا فقط، إذ وصل إنتاجها إلى 13.99 مليون برميل يوميًا، حسبما كشف أحدث مسح لستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.
امتثال أوبك+
أظهر المسح أن 14 دولة من أصل 18 عضوًا في التحالف لم تتمكن من الوفاء بالتزاماتها، وأنتجت حصصًا أقل من الأهداف الموضوعة في اتفاقية الإنتاج، ما دفع الامتثال لأوبك+ إلى 120.8%، وهو أعلى مستوى منذ أن فرضت المجموعة تخفيضات قياسية للإنتاج في ربيع 2020 لإخراج سوق النفط من الانهيار الوبائي، وفقًا لحسابات بلاتس.
وعلى الرغم من المكاسب القوية من أعضاء المجموعة الخليجيين الأساسيين وروسيا، إلى جانب عودة نيجيريا إلى الظهور، أدت الاضطرابات في العديد من دول أوبك+، بما في ذلك فنزويلا وقازاخستان وليبيا والعراق، إلى الحد من نمو إنتاج أوبك+.
وأثارت جهود التحالف في مواكبة الزيادات الشهرية لحصص الإنتاج البالغة 400 ألف برميل يوميًا مجموعة انتقادات من العملاء الرئيسين من النفط الخام، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند، اللتان تقولان إن على أوبك+ الاستفادة من طاقتها الإنتاجية الفائضة المتقلصة لخفض أسعار النفط، التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 7 سنوات.
ومع ذلك، يقول مسؤولو أوبك+، الذين من المقرر أن يجتمعوا في 2 مارس/آذار المقبل لتحديد أهداف إنتاج أوبك+ في أبريل/نيسان، إن الأسعار تجاوزت المستويات التي قد تشير إليها أساسيات السوق الحالية، مدفوعة بالمخاطر الجيوسياسية المتزايدة في أوكرانيا وأماكن أخرى.
ويقولون إن العديد من البلدان ذات الأداء الضعيف لا تواجه سوى نكسات مؤقتة يمكن عكسها بسرعة.
إنتاج نيجيريا
نيجيريا، التي ابتُليت بالعديد من المشكلات التشغيلية والتقنية خلال العام الماضي، أحد الأمثلة، إذ سجلت أكبر زيادة بين أعضاء أوبك+ في يناير/كانون الثاني لتصل إلى أعلى مستوى في 9 أشهر، وفقًا لمسح بلاتس.
وضخ أكبر منتج للنفط في أفريقيا 1.57 مليون برميل يوميًا، بزيادة 190 ألف برميل يوميًا على شهر ديسمبر/كانون الأول، فقد كانت أقل بكثير من حصتها البالغة 1.683 مليون برميل يوميًا.
الإنتاجان الروسي والسعودي
ضخت روسيا والسعودية 10.08 مليون برميل يوميًا لكل منهما في يناير/كانون الأول، وفشلتا أيضًا في الوصول إلى حصصهما البالغة 10.122 مليون برميل يوميًا.
وتقدّر شركة بلاتس أناليتيكس أن إنتاج النفط الروسي سيرتفع بنحو 325 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2022، ما يجعله أقل بكثير من هدفها النهائي البالغ 11 مليون برميل يوميًا بموجب اتفاقية أوبك+.
وقالت بلاتس أناليتيكس في مذكرة إن "نمو الإنتاج الروسي في عام 2022 لن يواكب زيادات حصتها بموجب اتفاق الإطار الحالي".
وفي غضون ذلك، شهدت السعودية ارتفاعًا طفيفًا في صادراتها من الخام في يناير/كانون الثاني، في حين بدا أن عمليات التكرير المحلية قد انتعشت، إذ وجد المسح أن المملكة عززت الإنتاج بمقدار 130 ألف برميل يوميًا.
وفي المقابل تجاوزت الإمارات العربية المتحدة، التي غالبًا ما كانت غاضبة من قيود الإنتاج التي فرضتها اتفاقية إنتاج أوبك+، بشكل طفيف حصتها في يناير/كانون الثاني، إذ ضخت 2.93 مليون برميل يوميًا بزيادة على حصتها المقررة بـ2.916 مليون برميل يوميًا.
الانقطاعات تظهر مجددًا
شهدت فنزويلا، المُعفاة من حصة بموجب اتفاق إنتاج أوبك+، تباطؤًا كبيرًا، إذ أدى انخفاض الإمدادات من المخففات إلى انخفاض الإنتاج من حقول النفط الثقيل الإضافية.
ووجد المسح أن فنزويلا أنتجت 630 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني، بانخفاض 120 ألف برميل يوميًا عن الشهر السابق.
وساعدت واردات المكثفات الإيرانية، التي تستخدمها فنزويلا لخلط خامها الثقيل للغاية، على استعادة إنتاجها في الأشهر الأخيرة، إلا أن مصادر قالت إن شحنة كانت متوقعة لشهر يناير/كانون الثاني لم تصل، ما أجبر فنزويلا على وقف الإنتاج.
وتراجع العضو المُعفى الآخر، ليبيا، إلى أقل من مليون برميل يوميًا للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، بسبب مشكلات في حقولها النفطية الجنوبية الغربية والشرقية.
وانتعش إنتاج النفط في ليبيا بشكل حاد في النصف الثاني من شهر يناير/كانون الثاني، لكن الطقس السيئ أدى أيضًا إلى انخفاض الصادرات.
وشهد العراق أيضًا إعاقة إنتاجه بسبب سوء الأحوال الجوية ومسائل فنية، إذ وجد المسح أن العراق ضخ 4.26 مليون برميل يوميًا، بانخفاض قدره 50 ألف برميل يوميًا عن الشهر السابق، وهو أقل من حصصة البالغة 4.281 مليون برميل يوميًا.
وفي الوقت نفسه، شهدت قازاخستان عضو تحالف أوبك+ انخفاضًا في إنتاجها بمقدار 80 ألف برميل يوميًا، إذ اجتاحت الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي عطّلت بعض عمليات التنقيب والإنتاج في أوائل يناير/كانون الثاني، بما في ذلك في حقل تنغيز الرائد وفي الحقول التي تديرها شركة كازموناي غاز الحكومية.
صفقة إيران
ضخت إيران، العضو الثالث المُعفى من الحصص، 2.52 مليون برميل يوميًا، وفقًا للمسح، ويمكن أن تكون مصدرًا مهمًا للخام للسوق، إذ تتزايد وتيرة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي في فيينا.
ويمكن للاتفاق في نهاية المطاف أن يرفع العقوبات التي تقيّد صادرات النفط الإيرانية، ويضيف نحو 1.3 مليون برميل يوميًا أو أكثر من الإمدادات، ما يعزز الطاقة الفائضة العالمية.
وقبل إعادة فرض العقوبات من قبل الولايات المتحدة في عام 2018 كان الإنتاج الإيراني مرتفعًا، إذ بلغ 3.83 مليون برميل يوميًا في ذلك العام.
وقال كبير المستشارين الجيوسياسي في بلاتس أناليتيكس، بول شيلدون، "إن ضعف المخزون المؤقت في السوق يزيد من أهمية المحادثات النووية الإيرانية، فضلًا عن مخاطر الإمداد من روسيا وليبيا وأماكن أخرى".
وتُجمع أرقام إنتاج أوبك+، التي تقيس إنتاج رؤوس الآبار، من خلال مسح لمسؤولي صناعة النفط والتجار والمحللين، بالإضافة إلى مراجعة بيانات الشحن والأقمار الصناعية والمخزون.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج أوبك+ النفطي يرتفع 300 ألف برميل في ديسمبر (مسح)
- إنتاج أوبك+ النفطي في نوفمبر يسجل أعلى مستوى في 19 شهرًا (مسح)
- زيادة إنتاج أوبك+ هل هي الحل لضبط أسواق النفط؟ مجموعة فيتول تُجيب
اقرأ أيضًا..
- الجزائر.. تطورات جديدة في مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري
- تعرّف على طراز مرسيدس الذي قاده 3 ملوك عرب وتصدر قائمة أغلى السيارات (فيديو - صور)