الهند ترفض إعفاء تيسلا من الضرائب
وتطالبها بتصنيع سياراتها محليًا
هبة مصطفى
رفضت الهند طلبًا للرئيس التنفيذي لشركة تيسلا لتصنيع السيارات الأميركية، إيلون ماسك، للحصول على إعفاءات ضريبية لواردات الشركة من السيارات.
يأتي هذا في ظل اتّباع الهند سياسة مختلفة في تعزيز انتشار السيارات الكهربائية في البلاد، إذ تدعم التصنيع المحلي أو تجميع الأجزاء المُستوردة لتلك السيارات مع فرض رسوم استيراد زهيدة تتراوح بين 15% و30%.
فيما تحاول تيسلا نشر مبيعاتها من السيارات الكهربائية في الهند منذ عام 2019، لكن الرسوم الضريبية الباهظة التي تصل نسبتها إلى 100% عرقلت خطط التوسع، نظرًا إلى أن تلك الرسوم من شأنها مضاعفة أسعار بيع السيارات الكهربائية، حسبما أكد ماسك.
خيارات تيسلا
أرجعت الهند رفضها إلى أن قوانينها تسمح بخفض رسوم استيراد أجزاء السيارات المُصنعة وتجميعها محليًا، وليس الوحدات الكاملة.
وبدوره، دافع رئيس المجلس المركزي للضرائب غير المباشرة والرسوم الجمركية، فيفك جوهري، عن القوانين الهندية في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن رسوم الاستيراد لوحدات السيارات الكهربائية الكاملة أو تلك المفروضة على استيراد الأجزاء لتجميعها محليًا لا تُشكل عائقًا أمام توسع الشركات الأجنبية في الهند.
وأكد أن عددًا من الشركات بدأت الإنتاج المحلي للاستفادة من الرسوم المُنخفضة في هذا الشأن، وكذلك اتبعت بعض الشركات قواعد الاستيراد الكامل بالرسوم المفروضة حاليًا، لافتًا إلى أن تيسلا لم تستجب إلى طلب الحكومة الهندية بطرح خطة للتصنيع المحلي حتى الآن.
وأضاف جوهري أن الخيارين متاحان أمام شركة تيسلا الأميركية، إما بالتوجه نحو التصنيع المحلي وتعزيز القدرات المحلية مثل شركة ماهيندرا آند ماهيندرا وشركة تاتا موتورز المتخصصتين في تصنيع السيارات، وإما خيار توريد وحدات كاملة التصنيع بالخارج مع تحمُّل الرسوم الضريبية لذلك.
- تيسلا في الهند.. إيلون ماسك يكشف تطورات المحادثات مع الحكومة
- السيارات الكهربائية.. تيسلا تشوق عشاقها بإطلاق 7 نماذج في الهند
- حكومة مودي ترفض بيع سيارات تيسلا صينية الصنع في الهند
تحديات الشركة في الهند
رغم أن ولاية مارهراشترا الغربية -التي تُشكل عاصمة مومباي المحلية- تدعم طلب تيسلا بفتح الباب أمامها لتوريد سياراتها الكهربائية مدفوعة بإعفاءات ضريبية، فإنها لم توافق على هذا المطلب رسميًا، وفق إنديا تايمز من ذي إيكونوميك تايمز.
وكان وزير هندي قد طالب تيسلا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالتوسع في نشر مبيعاتها من السيارات الكهربائية بالسوق الهندية بخلاف الوحدات صينية الصنع، ودعاها إلى بحث إمكان متابعة عملياتها للتصنيع وتصدير السيارات من مصانع محلية هندية.
لكن الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، أكد -الشهر الماضي- أن هناك تحديات عدة تواجه شركة تيسلا مع الحكومة الهندية.
ورحّب سياسيون من 5 ولايات هندية بفتح تيسلا سوقًا لبيع السيارات الكهربائية في مقاطعاتهم، كما دعتها الحكومة الهندية إلى دراسة توريد وحدات مُصنعة جزئيًا، التي تتجنّب ضريبة الاستيراد الباهظة بدلًا من إصرارها على توريد سيارات كاملة برسوم مضاعفة.
ويأتي الجدل بين تيسلا والحكومة الهندية، في حين تترقب الطرق الهندية طرح طراز إي كيو إس، وهي النسخة الكهربائية للسيارة سيدان إس لشركة مرسيدس بنز الألمانية خلال الربع الأخير من العام الجاري، بعد تجميعها محليًا في الهند.
السيارات الكهربائية
تُشكّل السيارات الكهربائية 1% من مبيعات السيارات في الهند، ما يؤكد أن الهند باعتبارها ثاني أكبر دول العالم من حيث عدد السكان تُشكل سوقًا واعدة لمُصنعي تلك السيارات التي تخطو خطوات تجاه تحول الطاقة.
ويغلب على الطرق الهندية الاعتماد على السيارات العاملة بالبنزين والديزل رخيصة الثمن من إنتاج شركتي هيونداي موتور الكورية الجنوبية وسوزوكي موتور اليابانية.
وتعوّل الهند على الاستثمارات الواعدة المرتقبة من تصنيع السيارات الكهربائية محليًا، التي قد تفقدها حال موافقتها على منح تيسلا إعفاءات ضريبية على استيراد الوحدات كاملة.
وأثار طلب تيسلا منحها إعفاءات ضريبية على واردات السيارات الكهربائية جدلًا بين شركات التصنيع التي استجابت إلى طلب الهند بالتوسع في التصنيع المحلي، ومنها: تاتا موتورز وتي في إس موتور وأولا إلكتريك.
لكن شركات هيونداي موتور إنديا، وبي إم دبليو إنديا، وأودي إنديا، دعمت طلب تيسلا، لما يترتب عليه من تعزيز الطلب.
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية تشهد طفرة قوية.. 18 ألف وحدة مبيعة في اليوم (تقرير)
- أرامكو السعودية ترفع أسعار البيع الرسمية إلى آسيا في مارس
- انبعاثات الكربون.. توقعات بتأثير ضئيل لخطط الطاقة النظيفة في أميركا