الغاز المسال.. أميركا تطلب مساعدة اليابان في تأمين احتياجات أوروبا
في حالة تعطل الإمدادات بسبب التوترات بين روسيا وأوكرانيا
طلبت الولايات المتحدة من اليابان المساعدة في تأمين إمدادات أوروبا من الغاز المسال، حال تفاقم التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت مصادر حكومية يابانية إن الولايات المتحدة سألت اليابان عما إذا كان بإمكانها تحويل بعض شحنات الغاز المسال إلى أوروبا إذا أدت الأزمة الأوكرانية إلى تعطل الإمدادات.
من جانبها، ردت اليابان على الطلب الأميركي بأنها ستدرس كيفية القيام بذلك، وكيف يمكن أن تساعد، حسبما ذكرت مصادر لوكالة رويترز.
تأمين الإمدادات المحلية
قال وزير الصناعة الياباني، كويتشي هاجيودا، إن اليابان مستورد رئيس للغاز الطبيعي المسال، لكنها ستحتاج أولًا إلى التأكد من وجود إمدادات محلية كافية قبل تقديم المساعدة الدولية.
كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بالعمل مع منتجي الغاز الرئيسين، وفي مقدمتهم قطر، لتأمين إمدادات أوروبا من الغاز المسال.
ورفض هاجيودا، في مؤتمر صحفي في وقت سابق اليوم الجمعة، تأكيد التقارير الإعلامية عن الطلب الأميركي، لكنه قال إن اليابان كانت "قوة دافعة في تطوير سوق الغاز المسال" لعدة عقود.
كانت مصادر قد أكدت أن قطر طلبت وساطة أميركا، من أجل إقناع الجهات المستوردة للغاز القطري، بتحويل بعض شحناتها إلى أوروبا، حال تفاقم الأزمة؛ إذ تلبي روسيا ما بين 30 و40% من احتياجات الغاز في القارة العجوز.
المساهمة في حل الأزمة
قال هاجيودا: "نود النظر في كيفية المساهمة مع المجتمع الدولي"، لكن مع حلول طقس الشتاء البارد، ستحتاج اليابان الفقيرة بالموارد إلى ضمان إمداداتها المحلية أولًا.
وأضاف: "سنرى ما إذا كان هناك أي شيء يمكن فعله بعد ضمان عدم تأثر حياة الناس".
وأوضح أن الوضع في أوكرانيا كان له تأثير كبير في الإمداد المستقر للطاقة لليابان؛ لذلك ستراقب اليابان الوضع عن كثب.
وأثار الخلاف بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، مخاوف من احتمال تعطل إمدادات الطاقة إلى أوروبا، وهو ما رفع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية.
في الأسبوع الماضي، طلبت الولايات المتحدة، أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، من قطر وغيرها من كبار منتجي الطاقة، دراسة ما إذا كان بإمكانهم إمداد أوروبا بالغاز المسال، إذا كانت روسيا ستقطع الإمدادات نتيجة للأزمة الأوكرانية.
واستوردت اليابان 74.32 مليون طن من الغاز المسال في عام 2021، لكنها تخلت عن أكبر مشترٍ في العالم للصين، التي زادت وارداتها من الوقود شديد التبريد بنسبة 18% إلى مستوى قياسي.
إعادة توجيه الشحنات
قال الرئيس التنفيذي لشركة جيرا غلوبال ماركتس، كازونوري كاساي، إنه لن يكون من السهل على اليابان إعادة توجيه بعض وارداتها إلى أوروبا.
وأضاف كاساي، في تصريحات صحفية: "لن يكون الأمر بهذه السهولة رغم أنه لن يكون مستحيلًا".
وأشار إلى أنه "بشكل عام، لن يكون الأمر سهلًا؛ لأن المرافق اليابانية لديها القليل من الإمدادات الاحتياطية خلال فصل الشتاء".
وأوضح أنه ستكون هناك مشكلات تعاقدية؛ حيث تأتي بعض العقود طويلة الأجل مع بند الوجهة الذي ينص على مكان وجود البضائع، وتسليمها والحد من المشترين من إعادة بيع الغاز الزائد.
شحنات قطر
من جهة أخرى، قال وزير الطاقة القطري، رئيس شركة قطر للطاقة، سعد الكعبي، إن بلاده لم تتواصل مع عملائها الآسيويين بشأن تحويل شحنات الغاز المسال إلى أوروبا.
وأضاف أنه إذا لم تزود روسيا المنطقة؛ فلن يكون هناك نقص في الفجوة. تملؤها دولة واحدة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ورد الكعبي على سؤال لرويترز عما إذا كانت قطر قد تواصلت مع أي من مشتريها الآسيويين: "لم تجر مناقشات.. هذا لم يحدث".
وتبيع قطر معظم الغاز المسال إلى آسيا بموجب عقود طويلة الأجل مرتبطة بمؤشرات نفطية.
وتقول مصادر الصناعة والمحللون إن ما بين 8% و 10% فقط من الغاز الطبيعي المسال القطري متاح للتحويل إلى أوروبا، وحتى هذا سيحتاج إلى وقت؛ حيث يستغرق الشحن إلى أوروبا وقتًا أطول منه إلى آسيا.
أزمة الطاقة
أكد الكعبي أنه لا يوجد بلد بمفرده يمكنه سد هذه الفجوة، قائلًا حول احتمال فرض عقوبات على خروج روسيا من سوق الغاز في أوروبا: "لا أحد يستطيع إمداد أوروبا بمفرده، ولا نحن وحدنا.. أنت بحاجة إلى المزيد من الموردين لسد الفجوة".
وأشار إلى أن أي اضطراب في أوروبا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة الموجودة بالفعل والناجمة عن النقص العالمي في النفط والغاز.
وأوضح أن "فقر الطاقة" العالمي هو احتمال حقيقي إذا استمرت الاستثمارات في الهيدروكربونات في التباطؤ، قائلًا: "عالميًا، الصناعة لا تستثمر بشكل كافٍ في قطاع النفط والغاز، والغاز على وجه الخصوص".
وأضاف الكعبي: "سيبقى وضع الطاقة على هذا النحو لمدة ما لم يتغير السرد للاعتراف بأن الغاز سيكون جزءًا ضروريًا من تحول الطاقة"، محذرًا: "وإلا فلن تكون لدى العالم إمدادات كافية.. هناك سيكون بالتأكيد فقر الطاقة".
تطوير حقل الشمال
قال الكعبي إن خطط توسع قطر للطاقة، التي ستعزز الإمدادات العالمية، خلال العقد المقبل، تسير على الطريق الصحيح مع توسعة حقل الشمال لإنتاج الغاز في عام 2026 والإعلان عن شركاء في المشروع المشترك في يونيو/حزيران.
وتهدف قطر إلى زيادة إنتاج الغاز المسال إلى 127 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027 من 77 مليون طن.
وأضاف الكعبي: "لدينا شركات دولية شركاءً في المشروع المشترك، والشيء الجديد هو أن لدينا مشترين معينين يأتون أيضًا.. بالنسبة لبعض المشترين المختارين، نمنحهم الفرصة ليكونوا أيضًا شركاء في المشروع".
موضوعات متعلقة..
- شركة شل: مستعدون للمساعدة في إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي
- وزير الطاقة القطري يوجه رسالة إلى أوروبا بشأن أزمة الغاز
- أوروبا تبحث عن بدائل إمدادات الغاز الروسي.. وقطر وأميركا في المقدمة
اقرأ أيضًا..
- مسؤول هندي: النفط والغاز سيظلان مصدرًا رئيسًا لتأمين احتياجات الطاقة
- ضريبة الشمس.. أزمة جديدة تواجه قطاع الطاقة المتجددة في مصر