المملكة المتحدة تشهد خطوات جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتسليمه (تقرير)
دراسة جدوى ومشروعات في محطة بيمبروك للطاقة
أحمد بدر
يتزايد الاهتمام بالهيدروجين بسرعة في جميع أنحاء العالم، وفي المملكة المتحدة نشرت الحكومة إستراتيجية العام الماضي 2021 لدورها في القضاء على الانبعاثات بحلول عام 2050. لذا، حصلت شركة "جاكوبز"، على عقد دراسة جدوى من شركة "آر دبليو إي"، وهي شركة تعمل في مجال الطاقة المتجددة، لفحص إنتاج الهيدروجين الأخضر وتسليمه في جنوب ويلز بالمملكة المتحدة.
ولمدة 4 أشهر، سيكون على جاكوبز دراسة جدوى إضافة محلل كهربائي بقدرة 100 ميغاواط لتوليد الهيدروجين الأخضر في محطة بيمبروك للطاقة التابعة لشركة "آر دبليو إي".
وبحسب نائب الرئيس الأول لحلول الأشخاص والأماكن في جاكوبز، دونالد موريسون، فإن "دراسة الجدوى تمنح الشركة فرصة كبيرة للتعاون مع (آر دبليو إي) في الأفكار الإبداعية التي ستساعد على تعزيز صناعتنا بشكل أقرب إلى منع الانبعاثات".
وأضاف: "يعتمد هذا المشروع على تعاوننا لمدة 20 عامًا مع (آر دبليو إي)، في محطة بيمبروك للطاقة"، مؤكدًا أن هدف جاكوبز هو البقاء في طليعة التوجهات نحو تحول الطاقة.
استغلال قدرات جاكوبز
بمقتضى الاتفاق بين الجانبين، ستُستخدم قدرات جاكوبز في الأبحاث الهيدروجينية والمتعددة التخصصات في جميع أنحاء العالم، بما فيها فرق من المملكة المتحدة وأوروبا وأستراليا.
كما ستنظر جاكوبز في كيفية استخدام الهيدروجين الأخضر في جنوب ويلز، لنقل الكربون وإزالته، للمساعدة في تحقيق أهداف الحد من الكربون، حسبما ذكر موقع إنرجي نيوز.
وقد يتوسع مشروع الهيدروجين الأخضر إلى عدد كبير من الغيغاواط، ويمكن أن يكون متصلًا بالرياح البحرية العائمة في البحر السلتي، إذ إنه أول مشروع لمركز بيمبروك نت زيرو، التابع لشركة "آر دبليو إي"، الذي بدأ عملياته في أوائل عام 2021.
وقال مدير محطة بيمبروك للطاقة ريتشارد ليتل: "نتطلع إلى رؤية نتائج دراسة جدوى جاكوبز في الأسابيع المقبلة، التي ستكون الخطوة الأولى نحو التثبيت المحتمل للبنية التحتية الهيدروجينية واسعة النطاق في بيمبروك".
وتابع: "سيغيّر الهيدروجين قواعد اللعبة في جنوب ويلز لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، وستؤدي شركة آر دبليو إي دورًا مهمًا في تحقيق هذا الهدف".
مشروع تحويل الطاقة
يُعدّ إنتاج الهيدروجين في ويلز مشروعًا رئيسًا آخر لتحويل الطاقة في محفظة جاكوبز المتنامية، لدعم العملاء بحلول متكاملة تقلل من الانبعاثات وتعزز الموثوقية وتعزز نتائج المعيشة للمجتمعات، حسبما أكد الموقع الرسمي لشركة جاكوبز للاستشارات الاستثمارية.
وقال: "في 2021، أنشأ جاكوبز مكتب الاستجابة العالمية للمناخ والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، للوفاء بالتزامات الشركة تجاه تغير المناخ من خلال حلول مبتكرة لعملائها عبر تحويل الطاقة، وإزالة الكربون والتكيف والتخفيف وإدارة الموارد الطبيعية".
وأضافت الشركة: "في جاكوبز نتحدى اليوم إعادة ابتكار المستقبل من خلال حل المشكلات الأكثر خطورة في العالم، للمدن المزدهرة والبيئات المرنة والنتائج الحرجة للمهام والتقدم التشغيلي والاكتشاف العلمي والتصنيع المتطور وتحويل الأفكار المجردة إلى حقائق تحوّل العالم من أجل الخير".
وأوضحت أنه مع إيرادات 14 مليار دولار وقوة عاملة تقترب من 55 ألف موهوب، تقدّم جاكوبز مجموعة كاملة من الخدمات المهنية، بما في ذلك الاستشارات التقنية والعلمية وتسليم المشروعات إلى الحكومات والقطاع الخاص".
الهيدروجين في المملكة المتحدة
برز الهيدروجين الأخضر -مؤخرًا- مكوِّنًا رئيسًا ضمن التوجه العام للمملكة المتحدة نحو تقليص الكربون، إذ يعطي العديد من مطوري المشروعات والمستثمرين الآن الأولوية لهذا القطاع من خلال الدخول في شراكات لتطوير مواقع جديدة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وكانت حكومة المملكة المتحدة صريحة في رغبتها في تحديد هدف للوصول إلى 5 غيغاواط من إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030، بما في ذلك أهداف استبدال ما يصل إلى خُمس الغاز الطبيعي بالهيدروجين الأخضر.
وينظر الكثيرون إلى أن إنتاج الهيدروجين ضروري في إزالة الكربون من نظام الطاقة، ويُروّج له بديلًا محتملًا لإمدادات الغاز الصناعي والمنزلي.
ومع ذلك، من المرجح أن يكون الهيدروجين هو الأمثل لإزالة الكربون إذا كان "منخفض الكربون" ومتاحًا بسهولة وبأقل استثمار رأسمالي، إذ يمكن استخدامه في خلايا الوقود أو حرقه في غلاية أو توربين أو محرك لتوليد الحرارة أو الكهرباء، مع عدم إنتاج انبعاثات كربونية.
خيارات إنتاج الهيدروجين
يمكن إنتاج الهيدروجين من خلال مجموعة واسعة من التقنيات والتفاعلات الكيميائية، مع التصنيف الحالي لتصنيفها حسب مصدر مدخلات الطاقة (الشمسية والنووية وطاقة الرياح) والعملية الكيميائية.
وينتج الهيدروجين الحالي في المملكة المتحدة في الغالب من الوقود الأحفوري، باستخدام بخار الميثان، دون التقاط أي من انبعاثات الكربون، وهذا يُصنّف على أنه هيدروجين رمادي، ولكن عندما يجري إنتاج الهيدروجين بالطريقة نفسها مع انبعاثات الكربون التي يجري التقاطها وتخزينها، فإنه يُعد منخفض الكربون ويُصنّف على أنه هيدروجين أزرق.
ويشير الهيدروجين الأخضر إلى الهيدروجين المنتج من خلال التحليل الكهربائي (تقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين)، عند تشغيله بالطاقة المتجددة، ويُعد خاليًا من الكربون، إذ لا تُنتج أي انبعاثات كربونية خلال العملية.
وتنتج شركات مثل "آي تي إم باور"، وجونسون ماتزي وكيريس باور تكنولوجيات لمنشآت هيدروجين منخفضة الكربون وعديمة الكربون، وأفضلها آي تي إم التي تطور حاليًا تقنية الهيدروجين الأخضر.
نمو خط أنابيب الهيدروجين
نما خط أنابيب المشروعات في المملكة المتحدة لمصانع الهيدروجين الخضراء في السنوات الأخيرة ، ويبلغ الآن 484 ميغاواط عبر 34 موقعًا مختلفًا، وفقًا لموقع إنرجي ستوراج نيوز.
وتتراوح أحجام المشروع من 10 كيلوواط إلى 200 ميغاواط، وفي الوقت الحالي، تبلغ القدرة المركبة للهيدروجين الأخضر 13 ميغاواط فقط عبر 33 موقعًا، ومعظم هذه المشروعات إما محطات التزوّد بالوقود الهيدروجين وإما محطات الهيدروجين الخضراء التجريبية.
ولا تزال بعض المشروعات الكبيرة، أي أعلى من 50 ميغاواط، في مرحلة ما قبل التقديم، ولم تقدم بعد الطلبات إلى سلطات التخطيط المحلية، في حين قدّمت المشروعات الكبيرة المتبقية المخطط لها طلبات، لكنها ما زالت تنتظر الموافقة.
وتسيطر مشروعات المرحلة المبكرة على نشاط الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع داخل المملكة المتحدة، إما قبل التطبيق وإما في انتظار قرار بشأن الطلبات المقدمة إلى السلطات المحلية.
اقرأ أيضًا..
- جواد الخراز: مستقبل الدول العربية واعد في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره (مقابلة - فيديو)
- مسؤول أوروبي لـ"الطاقة": نورد ستريم 2 رهن "إجراءات روسية".. والغاز المصري مهم لنا
- وزير الطاقة اللبناني: الشعب يعاني من الكُلفة العالية للكهرباء.. وهذه حلول إصلاح القطاع