الهيدروجين والأمونيا الخضراء في المغرب.. شركة فرنسية تستثمر 11 مليار دولار
بدء الإنتاج في 2027 بقدرة 10 غيغاواط
هبة مصطفى
يُشكّل مشروع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء في المغرب، الذي تتبنّاه شركة إنتاج الكهرباء الفرنسية المستقلة توتال إرين، نقلة نوعية للدولة الواقعة شمال أفريقيا، سواء على الصعيد المحلي أو على صعيد الإنتاج للتصدير.
ويسمح مشروع الهيدروجين والأمونيا الخضراء المزمع استكماله في منطقة كلميم واد نون، بإزالة الكربون من الاقتصاد المغربي، في قطاعات رئيسة كالتعدين والنقل البحري.
كما يدفع المشروع باتجاه استخدام القطاع المغربي الصناعي للطاقة الخضراء، ما ينتج عنه توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وهي وظائف ثابتة ذات ميزة تنافسية.
بخلاف الصعيد المحلي، يمهد المشروع طريق المغرب نحو الريادة العالمية للنظام البيئي للهيدروجين الأخضر، وتزويد أوروبا بإمدادات الطاقة النظيفة.
تفاصيل المشروع
حددت توتال إرين مبلغ 10.69 مليار دولار أميركي مخصصات إنفاق لمشروع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء في المغرب، بجهة كلميم واد نون.
ويعدّ المشروع المغربي الفرنسي -الممتد على مساحة 170 ألف هكتار- مشروعًا هجينًا يقوم على دمج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بتقنيات تسمح بإنتاج 10 غيغاواط.
ويشهد عام 2025 المرحلة النشطة للمشروع، على أن يدخل حيز الإنتاج بدءًا من عام 2027، وفق ما نقلت الصحيفة الإلكترونية لمجلة كونستركشن ريفيو أون لاين عن توتال إرين الفرنسية.
وأنهت الشركة الفرنسية، التي تهتم بتطوير وتمويل استثمارات بناء وتشغيل المحطات طويلة الأمد للطاقة المتجددة، الدراسات الطبوغرافية للمشروع (الموقع والخصائص البيئية للأرض والمنطقة) وكذلك التصميم المبدئي، كما أجرت تحليلًا للموارد المتجددة بالموقع.
وتعكف توتال إرين -خلال المرحلة الثانية من المشروع- على الانتهاء من الدراسات الفنية والاقتصادية للمحطة، والانتهاء من تصميمات البنية التحتية الكهربائية، والبدء في عقد شراكات مع المورّدين والمزوّدين.
وحصل مشروع الهيدروجين والأمونيا الخضراء في المغرب على موافقة هيئة الاستثمار الإقليمية الموحدة (وهي هيئة معنية بالفصل في القرارات الإدارية وتراخيص المشروعات الاستثمارية، وتصم كل مراكز الاستثمار الإقليمية بالمغرب) في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.
وتُدعم موافقة هيئة الاستثمار الإقليمية الموحدة مواصلة الأعمال التحضيرية لمشروع إنتاج الهيدروجين والأمونيا في المغرب، بجهة كلميم واد نون (وهي واحدة من مناطق المغرب الـ12).
- تقرير دولي: المغرب الرابع عالميًا في سباق الهيدروجين.. قبل الجزائر وأميركا
- هل تنافس الدول العربية في سوق الهيدروجين؟.. تقرير أوابك يكشف مفاجآت بالأرقام
المغرب والهيدروجين
كان تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" -قبل 3 أيام- قد أكد أن المغرب سيؤدي دورًا رئيسًا في السباق العالمي للهيدروجين، بدخول عالم التصدير، محتلًا المرتبة الرابعة عالميًا.
وتُشير تقديرات الوكالة إلى تشكيل الهيدروجين 12% من الاستخدام العالمي للطاقة بحلول 2050.
كما وقّع المغرب اتفاقًا مع آيرينا -منتصف يونيو/حزيران العام الماضي- لتعزيز التعاون في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
جاء ذلك عقب إعداد المغرب -في إبريل/نيسان العام الماضي- خارطة طريق للبلاد للعقد الجاري من 2021 حتى 2030، والتي تُركّز على الهيدروجين بصورة أساسية.
ويأتي التركيز على الهيدروجين في إطار خطوات المغرب لتزويد السوق المحلية بما يعادل 4 تيراواط/ساعة، وتصدير ما يعادل 10 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، الأمر الذي يعزز مكانتها في أسواق الهيدروجين الأخضر، وفق صحيفة إنرجي نيوز بيز.
ويتحقق ذلك عبر التوسع في استثمارات البنية التحتية الجديدة لمشروعات متجددة، بقدرة تصل إلى 6 غيغاواط، وطبقًا لسياسة وزارة التنمية المستدامة يمتلك المغرب إمكانات ضخمة في سباق الهيدروجين بما يسمح بالاستحواذ على 4% من الطلب العالمي عليه.
ويهدف المغرب إلى أن تشغل الطاقة المتجددة حصة قدرها 52% من إجمالي السعة المركبة بحلول عام 2030، ترتفع إلى 70% بحلول عام 2040، و80% بحلول عام 2050.
اقرأ أيضًا..
- تطورات مُبشرة لإنتاج النفط المصري من الصحراء الغربية
- تأخر واردات الغاز الإيراني إلى تركيا في فبراير يهدد الصناعات (مقال)
- الحياد الكربوني.. مؤسسة التمويل الدولية تحدد 4 خطوات للهدف العالمي