الحياد الكربوني.. مؤسسة التمويل الدولية تحدد 4 خطوات للهدف العالمي
أحمد بدر
حددت مؤسسة التمويل الدولية، 4 خطوات ضرورية للوصول إلى الحياد الكربوني، دون أضرار لقطاعات مختلفة.
جاء ذلك بحسب مقال لنائب رئيس المؤسسة للحلول الشاملة، إيمانويل نييرنكيندي، في بوابة "سي إف آي" الاقتصادية، بعنوان: "مؤسسة التمويل الدولية: بعد غلاسكو.. 4 خطوات للبقاء على المسار الصحيح".
وقال نييرنكيندي، إن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في جلاسكو "كوب 26" شهد سلسلة من الالتزامات والمقترحات للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية، بينما كان هناك تقدُّم ملموس على عدّة جبهات باتجاه تحقيق الحياد الكربوني.
وقال، إن الخطوات الـ4 هي علامات واضحة يمكنها الحفاظ على الزخم، وتسريع الانتقال الحرج إلى "صفر" انبعاثات.
أولًا: تسهيل الوصول إلى الطاقة
الخطوة الأولى، في نظر الكاتب، هي أن يكون الوصول إلى الطاقة متاحًا للجميع، إذ لن تكون إزالة الكربون فعّالة إلّا إذا كانت تلبّي احتياجات التنمية.
وقال: "في جميع أنحاء العالم، لا يزال نحو 800 مليون شخص يعيشون في الظلام بدون كهرباء، في حين إن الكثير من التركيز ينصبّ على تحقيق الحياد الكربوني في البلدان المتوسطة الدخل والأكبر حجمًا".
وأوضح أنه يمكن للقطاع الخاص توفير الكهرباء بأسعار معقولة للطاقة في البلدان الفقيرة، من خلال مزيج من مصادر الطاقة المتجددة القائمة على الشبكة وخارجها.
ومع ذلك -حسب الكاتب- لا تزال العديد من التقنيات، بما في ذلك الطاقة الشمسية، تتطلب دعمًا حكوميًا لتصبح قابلة للتطبيق، كما يتمثل أحد الحلول في الجمع بين المزيد من رأس المال العامّ والخاص لتحقيق أكبر قدر من الوصول، وإحداث فرق للعائلات والمجتمعات.
ثانيًا: انتقال عادل من الفحم الحجري
يرى نييرنكيندي أن الانتقال من توليد الكهرباء والطاقة بالفحم الحجري إلى مصادر الطاقة الأخرى يجب أن يكون عادلًا، إذ تعهدت العديد من الدول في جلاسكو بالتخلص التدريجي من الفحم، وهذا أمر بالغ الأهمية، وأصبح من الأرخص بشكل تدريجي استبدال مشروعات متجددة على نطاق المرافق بمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
ومع ذلك، فإن هناك خطرًا أن تضيع كثير من الوظائف وسبل العيش في هذه عملية الوصول إلى الحياد الكربوني، ولكن الخبر السارّ هو أن الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة سيوفر ملايين الوظائف الجديدة.
وتابع: "من الأهمية بمكان أن يتّحد القطاعان العامّ والخاص، جنبًا إلى جنب مع المجتمعات، لضمان نقل العمال مهاراتهم إلى شركات منخفضة الكربون.. وبصفتنا مؤسسات تمويل التنمية، نحتاج إلى زيادة مشاركة القطاع الخاص في الطاقة المتجددة، والاستثمار في النقل والتوزيع، وحشد رأس المال الخاص للنفقات الرأسمالية الكبيرة، وتحسين الكفاءة اللازمة في هذا القطاع".
ثالثًا: الحاجة إلى رأس المال
قال نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية للحلول الشاملة إيمانويل نييرنكيندي، إن هناك حاجة إلى كل رأس المال الخاص الذي يمكن حشده، إذ إنه خلال مؤتمر جلاسكو، تعهدت 450 شركة تأمين وبنك وصناديق تقاعد تمثّل 40% من الأصول المالية العالمية لمواءمة تمويلها مع "نت زيرو".
وأجاب الكاتب عن سؤال: كيف نتأكد من إمكان توجيه هذا التمويل إلى مشروعات المناخ في العالم النامي؟ قائلًا: "بناءً على تجربتها الأخيرة مع منصات التعبئة، أعلنت مؤسسة التمويل الدولية مبادرتين رئيستين خلال كوب 26".
الأولى –حسب نييرنكيندي- عبارة عن صندوق بقيمة 2 مليار دولار مع "أموندي"، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في أوروبا، لبناء سوق السندات وتعزيز التعافي الأخضر في البلدان النامية، والثانية عبارة عن محفظة قروض بقيمة 3 مليارات دولار، مع أليانز وسلطة النقد في هونغ كونغ لتوسيع نطاق التمويل المسؤول عن المناخ للشركات الخاصة في الأسواق الناشئة.
ومن المفترض أن تساعد هذه المنصات في تقليل المخاطر التي يتعرض لها المستثمرون، وبناء القدرات في الأسواق المحلية للقيام باستثمارات خضراء ومستدامة.
رابعًا: أسواق الكربون حاسمة
هناك مجال رئيس آخر من المتوقع أن يطلق العنان لتمويل كبير، للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وهو تسعير الكربون.
خلال مؤتمر كوب 26، وافقت ما يقرب من 200 دولة أخيرًا على قواعد المادة 6 من اتفاقية باريس للتعاون الدولي، من خلال أسواق الكربون.
وقال: "يمكن لواضعي السياسات أن يؤدّوا دورًا مهمًا في تصميم أنظمة تسعير الكربون التي ترسل الإشارات الصحيحة إلى السوق وتجمع الأموال لمبادرات، مثل البحث والتطوير".
من ناحية أخرى، يمكن للشركات وضع أسعار طوعية للكربون لتوقع لوائح الكربون الجديدة، إذ إن هناك حاجة إلى النظر بزيادة فرص الاستثمار في مشاريع الكربون، وتحقيق الدخل من أرصدة الكربون، وإنشاء وإدارة مرافق الكربون للشركات الخاصة.
تحويل التهديد إلى استثمار
قال نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية للحلول الشاملة، إن تغير المناخ يشكّل تهديدًا، لكنها تقدّم أيضًا فرصة لتغيير المسار، وهي واحدة من أعظم الفرص التجارية.
وأوضح أنه في إطار خطة العمل الجديدة بشأن تغير المناخ لمجموعة البنك الدولي للأعوام الـ4 المقبلة، تلتزم مؤسسة التمويل الدولية بمواءمة عملياتها مع أهداف اتفاقية باريس، ومراعاة المناخ في كل قرار ومعاملة.
وتساعد مثل هذه الإجراءات البلدان وعملاء القطاع الخاص في تعظيم تأثير تمويل المناخ، بهدف إدخال تحسينات قابلة للقياس في التكيف والمرونة، وتخفيضات قابلة للقياس في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في مصر 2021.. إنجازات نحو كهرباء نظيفة (إنفوغرافيك)
- إعلان قائمة أكبر مصدري الغاز المسال.. وترتيب قطر تتراجع بعد 15 عامًا من التفوق
- شحن السيارات الكهربائية بالطاقة الشمسية.. كينيا تنشئ أول مركز