النفط الإيراني.. إجراء أميركي جديد لتضييق الخناق على صادرات طهران
سحب تصنيف ناقلات متعاملة مع إيران
أحمد بدر
في تحرك أميركي جديد يهدف إلى تضييق الخناق على صادرات النفط الإيراني، كشفت وثائق عن أن ناقلتين للنفط سُحِب تصنيفهما الخاص بالبيئة والسلامة من قبل شركة أميركية تقدم هذه الشهادات، بعد اتهامات بأنها نقلت شحنات من الخامات الإيرانية.
وبحسب الوثائق، التي اطلعت عليها "رويترز"؛ فقد تحايلت الدول المستهدفة بالعقوبات الأميركية الأكثر صرامة، مثل إيران وفنزويلا، على الضغوط المتزايدة بإستراتيجيات مفصلة، مكنتها من تصدير شحناتها النفطية.
وقالت شركات كبرى لشحن النفط، حسب التقرير، إنها شددت توجيهاتها بنشر التكنولوجيا لمنع انتهاك العقوبات؛ حيث قال مسؤولون أميركيون إن انتهاك العقوبات قد يؤدي إلى استبعاد هذه الشركات من النظام المالي بالدولار ومصادرة أصولها.
انتهاكات غير مقصودة
قالت العديد من مصادر الشحن، المشاركة في الاستشارات القانونية وخدمات تأمين الشحن، إن الانتهاكات غير المقصودة تشكل أيضًا خطرًا متزايدًا على جمعيات اعتماد السفن، مثل المكتب الأميركي للشحن "إيه بي إس"، الذي سحب غطاء الناقلتين الشهر الماضي.
ويُعَد "إيه بي إس"، المكتب الأميركي الأفضل، بين 12 جمعية لتصنيف السفن، حيث يملك مقرات في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، ويمنح تراخيص لتشغيل آلاف السفن في أسطول الشحن العالمي، ودون شهاداته لن تتمكن السفن من تأمين غطاء التأمين، أو العمل في معظم الموانئ الدولية.
وبحسب رئيسة موظفي منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، كلير جونغمان؛ فإن جمعيات التصنيف تواجه تحدي مواكبة ومتابعة تكتيكات إيران، لتجنب مواجهة العقوبات بنفسها.
وتقدم جمعيات التصنيف عدة خدمات؛ من بينها التحقق من صلاحية السفن للإبحار.
وحذرت المنظمة، الناقلات المرتبطة بإيران؛ حيث تراقبها من خلال تتبع السفن والأقمار الصناعية، قائلة إن عمليات نقل النفط الإيراني تشمل عدة سفن، بما في ذلك "كارو" التي ترفع علم بنما و"إلسا".
تصدير النفط الإيراني
تعتبر إيران أن العقوبات الأميركية غير قانونية؛ لذا أعلنت من قبل أنها تبذل قصارى جهدها لتفاديها.
وقال وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، للتلفزيون الحكومي، في سبتمبر/أيلول: "هناك إرادة قوية في إيران لزيادة صادرات النفط رغم العقوبات الأميركية الجائرة وغير القانونية"، دون أن يوضح كيف تخطط طهران للتغلب على العقوبات.
سحب تصنيف الناقلتين
يُظهر موقع المكتب الأميركي للشحن "إيه بي إس"، سحب ما يسمى بـ"غطاء الفئة"، والذي يتضمن عمليات تفتيش سلامة السفينة، للناقلة "إلسا"، وذلك في 17 ديسمبر/كانون الأول، بينما سُحِبَ غطاء الناقلة "كارو"، في 13 يناير/كانون الثاني، دون ذكر تفاصيل أخرى.
وقال متحدث باسم "إيه بي إس"، إنه كونه مكتبًا أميركيًا؛ يتبع بدقة قانون العقوبات في الولايات المتحدة، ويتعامل بجدية مع جميع الادعاءات والمعلومات الواردة، والتي قد تشير إلى أن أي سفينة من فئة "إيه بي إس"، تتاجر مع دولة خاضعة للعقوبات.
وأضاف: "في حالة تأكيد المعلومات؛ فإن المكتب سيلغي تصنيف الفئة الخاصة بالسفينة المعنية ويلغيها، وفقًا لسياساتنا وإجراءاتنا"، رافضًا في الوقت نفسه التعليق على الحالات الفردية.
وكشفت رويترز عن أنها اطلعت على رسالة مؤرخة في 21 ديسمبر/كانون الأول، موجهة من المكتب الأميركي للنقل إلى جمعية "متحدون ضد إيران النووية"، قال فيها إنه بعد تحقيق مستقل، وجد المكتب أدلة مادية على أن الناقلة إلسا، في 8 ديسمبر/كانون الأول، قامت بعمليات شحن غير مشروعة مع ناقلة إيرانية، ونتيجة لذلك أُلْغِيَت جميع خدمات التصنيف لها".
وبحسب خطاب آخر في 14 يناير/كانون الثاني، قال المكتب إنه أكمل تحقيقًا منفصلًا، بشأن ناقلة النفط كارو، وألغى أيضًا جميع خدمات التصديق المرتبطة بها.
اقرأ أيضًا..
- حجم اكتشافات النفط والغاز عالميًا يشهد هبوطًا قويًا في 2021 (تقرير)
- شلمبرجيه تتجاوز التوقعات وتحقق 587 مليون دولار أرباحًا في الربع الرابع
- مشروع كندا للغاز الطبيعي المسال يستعد للتصدير بحلول 2025