ألمانيا تدعم قطاع الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا
باستثمارات تبلغ 45 مليون دولار أميركي
مي مجدي
تعوّل جنوب أفريقيا على الهيدروجين الأخضر بوصفه وقود المستقبل، وقدرته على تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة في المنطقة.
وفي هذا الصدد، تسعى الحكومة الألمانية لتطوير إستراتيجية الهيدروجين الأخضر وتمويلها في جنوب أفريقيا بنحو 45 مليون دولار أميركي.
وكشف الوزير في رئاسة الجمهورية، موندلي غونغبيلي، عن خطط البلاد لتطوير اقتصاد الهيدروجين في مدينة بورت نولوث بمقاطعة كيب الشمالية، قبل أيام، بحسب ما نشره موقع بامبز أفريكا.
سوق الهيدروجين العالمية
يرى الوزير في رئاسة الجمهورية، موندلي غونغبيلي، أن قيمة سوق تصدير الهيدروجين العالمية ستصل إلى 300 مليار دولار أميركي على الأقل سنويًا بحلول عام 2050، لذا من المهم أن تعمل الحكومة على وضع خطط واضحة لتثبت مكانتها في السوق العالمية.
وقال: "على مدار السنة الماضية، عملت هيئة البنية التحتية في جنوب أفريقيا (آي إس إيه) مع حكومتي مقاطعة كيب الشمالية وغوتنغ لتطوير المشروعات التي ستدعم إستراتيجيات الهيدروجين الأخضر، إذ ستصبح كيب الشمالية مركزًا للإنتاج، في حين ستصبح جوتنغ مركزًا للطلب المحلي".
ووقعت الحكومتان الإقليميتان 3 مذكرات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، تشمل: مذكرة اتفاق بين حكومة مقاطعة كيب الشمالية وشركة ساسول للطاقة والكيماويات لتطوير مشروع "بويغوباي غرين إتش2"، ومذكرة اتفاق بين حكومة كيب الشمالية وميناء روتردام لتجميع طلبات الهيدروجين الأخضر في أوروبا.
وأخيرًا، وقّعت حكومة مقاطعة غوتنغ مع شركة ساسول لتطوير منشآت لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بهدف إزالة الكربون من الصناعات المحلية.
وأوضح غونغبيلي أن جنوب أفريقيا يمكنها تحقيق أقصى استفادة من الهيدروجين الأخضر من خلال اتباع إستراتيجية ثنائية تستلزم زيادة القدرة التصديرية من مشتقات الهيدروجين الأخضر على المدى القصير، واستخدام الهيدروجين الأخضر بوصفه عاملًا مساعدًا لإزالة الكربون على المستوى المحلي والصناعي، واستقطاب الصناعات الثقيلة والنقل على المدى المتوسط.
وقود الطائرات المستدام
أعلن الوزير أن الحكومة الألمانية ستدعم المشروع بتمويل قدره 14.2 مليون دولار أميركي، ويمثل ذلك جزءًا من إجمالي 45 مليون دولار من تمويل المنح المخصصة لتعزيز اقتصاد الهيدروجين في جنوب أفريقيا.
إذ أنشأت الحكومة الألمانية من خلال مبادرتها "إتش2 غلوبال" منصة تداول لوقود الطائرات المستدام، التي تهدف إلى توفير التمويل لمشتقات الهيدروجين على مستوى العالم.
وتحظى جنوب أفريقيا بإمكانات هائلة تؤهلها لتصبح مركزًا عالميًا لوقود الطائرات المستدام، نظرًا إلى ما تتمتع به من موارد متجددة وتقنيات فيشر-تروبش، التي تُعد من التقنيات المهمة عند تحويل الغاز إلى سائل لإنتاج الوقود.
كما تعمل شركة ساسول مع عدد من الشركاء المحليين والعالميين -حاليًا- على تطوير مشروع رائد لوقود الطائرات المستدام في منشأة ساسول سيكوندا.
إنتاج الهيدروجين
تستخدم عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر تقنيات منخفضة الكربون مثل الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن يؤدي دورًا رائدًا في إزالة الكربون من القطاعات الثقيلة مثل صناعة الطيران والصلب والأسمنت والنقل الثقيل والبحري.
ويتزايد الطلب العالمي على مشتقات الهيدروجين مثل الأمونيا بوصفها جزءًا من تحقيق الحياد الكربوني.
وفي هذا الإطار، قال غونفوبيلي إن الطلب العالمي يمكن أن يبلغ 530 مليون طن بحلول عام 2050، وسيؤدي ذلك إلى استبدال قرابة 10.4 مليار برميل من المكافئ النفطي، أي نحو 37% من إنتاج النفط العالمي قبل انتشار الوباء.
التمويل الألماني
تعهدت الحكومة الألمانية، من خلال بنك التنمية التابع لها (كيه إف دبليو)، بتقديم قرابة 200 مليون يورو (226.9 مليون دولار أميركي) لدعم تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر في القطاعين العام والخاص بجنوب أفريقيا.
وتهدف مشروعات التعاون الألمانية إلى تحسين الإطار التنظيمي والقدرات الفنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا، من أجل دعم نمو اقتصاد الهيدروجين في البلاد.
وقال بنك التنمية "كيه إف دبليو" إن ثراء جنوب أفريقيا بموارد الطاقة المتجددة والقدرات التقنية والمالية ومعادن البلاتين سيؤهل البلاد لتطوير صناعة الهيدروجين ويجعلها قادرة على المنافسة عالميًا.
اقرأ أيضًا..
- توتال إنرجي تنقل قبور الموتى لبناء خط أنابيب شرق أفريقيا
- الطاقة المتجددة في تركيا تحصل على تمويل أوروبي
- أزمة الطاقة في أوروبا.. ملايين الأسر لا تستطيع دفع الفواتير الباهظة