تغير المناخ.. المناهج الدراسية في بريطانيا لا تدعم الوظائف الخضراء (دراسة)
أكاديميون: محتوى المناخ والبيئة لا يخدم مستقبل الطلاب
نوار صبح
أجرت الجمعية الملكية للكيمياء (آر إس سي) في المملكة المتحدة دراسة استقصائية حول المناهج البريطانية المتعلقة بتغير المناخ، شملت 619 من مزوّدي الخدمات التعليمية و1198 شخصًا يعملون في وظائف متعلقة بالكيمياء؛ لمعرفة وجهات نظرهم بشأن الوضع الحالي للوظائف الخضراء وتعليم المهارات المتعلقة بالمناخ.
وتوصلت الدراسة، التي نُشِرت نتائجها هذا الأسبوع، إلى أن معظم الأكاديميين والمتخصصين في قطاع الكيمياء في المملكة المتحدة لا يعتقدون أن المحتوى المرتبط بالمناخ والبيئة في المناهج الدراسية حاليًا ملائم لدعم الطلاب في مزيد من الدراسة أو الوظائف ذات الصلة.
وأشارت إلى أن مزوّدي الخدمات التعليمية والمشتغلين في وظائف متعلقة بالكيمياء يرون أن محتوى المناهج الحالية حول التغير المناخي والاستدامة لا يرقى إلى مستوى تقديم المعرفة والمهارات اللازمة للقوى العاملة في المستقبل، وفقًا لموقع شبكة "إيدي" البريطانية.
- الوظائف الخضراء.. هل تجد نساء أفريقيا فرص عمل في الطاقة النظيفة؟
- مع تزايد اعتماد الطاقة الشمسية في أميركا.. القوى العاملة المدربة أمر ملح
نتائج الدراسة
أفادت الدراسة الاستقصائية، التي أجرتها الجمعية الملكية للكيمياء في المملكة المتحدة، بأنه كان هناك اعتراف شبه عام بأهمية الدروس المتعلقة مباشرة بأزمة المناخ وغيرها من جوانب الاستدامة البيئية لجميع الفئات العمرية.
وبحسب الدراسة؛ فقد أكد 8 من كل 10 (77%) من المشاركين من الأوساط الأكاديمية والصناعية أهمية الربط المباشر للاستدامة البيئية في دورات العلوم الكيميائية، ومثّل معلمو المدارس الابتدائية والثانوية النسبة الأعلى.
وذكر أكثر من ربع المستجيبين (29%) أن المنهج الحالي لا يقدم الدعم والتشجيع الكافيين للطلاب لمزيد من الدراسة أو الحصول على الوظائف في العلوم الكيميائية أو مجالات الاستدامة، بينما قال 40% آخرون إن المناهج الدراسية الحالية لا تحقق سوى نتائج جيدة "إلى حد ما" في هذا الصدد.
وأوضحت الدراسة أن ما يقرب من 7 من كل 10 من المستجيبين غير راضين عن المنهج الحالي؛ حيث قال أكثر من ثلثي الكيميائيين الممارسين (68%) إنهم يعتقدون أن هناك فجوة في المهارات فيما يتعلق بالوظائف الخضراء.
ووجدت أن المجالات التي تسعى فيها الوظائف لجذب المواهب تشمل احتجاز الكربون وقياس وتقليل تأثير المواد الكيميائية في البيئة.
في المقابل، استطلعت الجمعية الملكية للكيمياء آراء 549 شابًا تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عامًا، وقال نصف هؤلاء إنهم طلبوا من المعلمين تغطية أكثر تفصيلًا للاستدامة البيئية وتغير المناخ في الحصص الدراسية.
وقالت مديرة التعليم والممارسات المهنية في الجمعية الملكية للكيمياء، سارة روبنسون: إن من المهم تثقيف الشباب وتشجيعهم طوال مدة تعليمهم لإعدادهم للتحديات التي سيواجهها العالم في السنوات المقبلة، وتأهيلهم لمزاولة المهن التي تنشأ عن تلك التحديات.
وأضافت أنه على الرغم من سعي المملكة المتحدة لتحقيق مليوني وظيفة خضراء بحلول عام 2030 والحياد الكربوني بحلول عام 2050، يشعر العديد من الأكاديميين والمهنيين والطلاب بأن مناهج الكيمياء الحالية لا تكفي لتزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة التي يحتاجون إليها.
المتابعة الرسمية
حضر وزير التعليم البريطاني، ناظم الزهاوي، إلى قمة المناخ كوب 26؛ لتقديم مسودة إستراتيجية الاستدامة وتغير المناخ للمدارس، وحددت تلك الوثيقة مقترحات لتحضير كل من المناهج الدراسية والمباني المدرسية.
ومن المقرر نشر نسخة نهائية من الإستراتيجية في صيغتها الحالية هذا العام بعد التشاور بشأنها.
وأعلنت لجنة مجلس اللوردات البريطاني، المعنية بالبيئة وتغير المناخ، التي ترأسها البارونة بارمينتر، هذا الأسبوع، المدارس الـ6 التي ستعمل معها لفحص السياسات الخضراء للحكومة خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
وستركّز اللجنة على المهارات والتعليم مع دعوة الطلاب لإبداء الرأي بشأن حزم السياسات والطرق الأخرى التي تفحصها اللجنة.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة النووية في أوروبا تنتج 25% من الكهرباء في 2020
- الغاز الطبيعي.. أميركا تطرح نفسها بديلًا عن روسيا لتأمين إمدادات أوروبا
- كبرى شركات الطاقة تحت مجهر نشطاء المناخ في هولندا