الطلب على النفط.. هل تصمد واردات الصين أمام أوميكرون؟
غياب التدفقات الإيرانية يحافظ على ارتفاع أسعار الخام
هبة مصطفى
يُشكل الطلب على النفط في الصين محركًا قويًا للأسواق العالمية؛ إذ استحوذت وحدها على 44% من معدلات نمو واردات الخام خلال السنوات الـ6 الماضية.
وتتقلب أسواق النفط بين المخاوف من تبعات آثار جائحة كورونا ومتحور أوميكرون على الأسواق العالمية، وبين قفزة أسعار النفط التي شهدتها الأسواق مؤخرًا مدفوعة بغياب التدفقات الإيرانية، التي تواجه العقوبات الأميركية.
لكن في ظل الانخفاض الذي سجلته الواردات الصينية لأول مرة منذ 20 عامًا -في2021- يظل التساؤل: "هل تواصل الصين الحفاظ على توازن الواردات والطلب على النفط خلال 2022؟ أم تتأثر بالانخفاضات التي شهدتها العام الماضي".
واردات الصين.. وعقوبات إيران
استبعد رئيس الأعمال الآسيوية في مجموعة فيتول الهولندية للطاقة، مايك مولر، تأثر الطلب على النفط في الصين -العام الجاري- بمتحورات فيروس كورونا وآخرها أوميكرون، مشيرًا إلى أن غالبية القطاعات الصينية لا تزال تعتمد على الطاقة، خاصة في عمليات التصنيع.
وأضاف خلال مؤتمر لشركة غولف إنتليغينس عبر تقنية التواصل المرئي: "رغم تنقل الإصابات بمتحور أوميكرون في أنحاء الصين؛ فإنه لا توجد ملامح تشير لتضرر الطلب بصورة كبيرة".
وفنّد مولر أسباب ارتفاع أسعار النفط مؤخرًا، مشيرًا إلى أنها حظت بدعم من الاضطرابات الجيوسياسية، واستشهد بسلسلة الهجمات والتهديدات التي تعرضت لها عدة سفن ناقلة للنفط بداية العام الجاري.
وتطرق -أيضًا- إلى تأثير عدم التوصل لاتفاق نووي مع إيران؛ حيث أسهمت تلك الخطوة في استمرار خضوعها للعقوبات الأميركية، خاصة فيما يتعلق بتصدير النفط الخام؛ ما عزز أسعار النفط.
وتساءل مولر إذا ما كانت الولايات المتحدة الأميركية ستسمح لإيران بإدراج المزيد من الصادرات للأسواق عن حجمها الحالي، موضحًا أن الأسواق تستقبل تدفقات إيرانية بما يقارب مليون طن شهريًا من الوقود.
- تراجع واردات الصين من النفط الخام لأول مرة منذ 20 عامًا
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. الصين تنضم إلى مساعٍ أميركية لمواجهة ارتفاع الأسعار
الواردات تُدعم المحطات الجديدة
تشير التوقعات إلى ارتفاع واردات الصين من النفط الخام خلال العام الجاري، إلى 554 ألف برميل يوميا، عن عام 2021، وفق تحليل لمؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.
وتدعم تلك الواردات التوجه الصيني نحو سعات تكريرية جديدة، مثل دعم محطة تشيجيانغ للنفط والكيماويات بطاقة 400 ألف برميل/يوميًا، ومنشأة شينغهونغ للبتروكيماويات بطاقة 320 ألف برميل يوميًا، ومحطة سينوبك شينهاي بطاقة 80 ألف برميل يوميًا.
يأتي ذلك بالإضافة إلى الطلب على النفط وواردات الخام الإضافية التي قد يزداد الطلب عليها خلال النصف الثاني من العام الجاري، لتوفير الإمدادات لمحطة غوانغدونغ للبتروكيماويات التابعة لشركة بتروتشاينا، وكذلك تلبية التوسعات في محطة سينوبك شينهاي، وفق تحليل أجرته بلاتس.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، سجلت الصين ثاني أكبر زيادة على أساس شهري لواردات النفط بما يصل إلى 19.91 مليون برميل يوميًا، بعدما سجلت أدنى مستوياتها خلال 39 شهرًا في أكتوبر/تشرين الأول بما يعادل 8.94 مليون برميل يوميًا.
انخفاض.. رغم التوقعات المتفائلة
رغم رؤية مولر بعدم تأثر الطلب على النفط في الصين بجائحة فيروس كورونا وآثارها خلال العام الجاري؛ فإن هناك شكوكًا تدور حول تلك الرؤية، خاصة بعدما سجلت واردات النفط الصينية انخفاضًا للمرة الأولى منذ 20 عامًا، خلال العام الماضي.
وانخفض الطلب على النفط الصيني (الواردات) وفقا لتقديرات عام 2021 بنسبة 5.4%، حسبما نقلت رويترز عن بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.
وجاء هذا الانخفاض مدفوعًا بالقيود التي فرضتها حكومة البلاد على عمليات التكرير، لتقويض فائض إنتاج الوقود المحلي.
وعلى صعيد الأسواق العالمية، تشير البيانات إلى أن خام برنت سجل ارتفاعًا تاريخيًا يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري، بنسبة 0.89% عند مستوى 86.965 دولارًا للبرميل.
وسجل مؤشر أسعار النفط ارتفاعًا عن العام الماضي بنسبة 60%، في ظل التخفيف العالمي من قيود الإغلاق وتعافي الاقتصاد.
اقرأ أيضًا..
- أوابك: إنتاج الهيدروجين من الطاقة النووية في الإمارات أول إعلان عربي والثاني عالميًا
- إيران تعلن عن خط أنابيب لتصدير الوقود إلى الدول الآسيوية
- تيسلا تستورد الغرافيت الموزمبيقي لبطاريات سياراتها بدلًا من الصين