أزمة الجفاف.. البرازيل تقترض لمواجهة الآثار الكارثية على الكهرباء
خطة لسداد القرض من فواتير مستهلكي الطاقة
أحمد بدر
في إطار مساعيها للتغلب على الآثار المالية الحادة، التي تسببت فيها أزمة الجفاف، في 2020-2021 على موزعي الطاقة، أصدرت الحكومة البرازيلية مرسومًا يخول لغرفة مقاصة الطاقة "سي سي إي إي"، الحصول على قرض، بالنيابة عن شركات توزيع الكهرباء والطاقة وعملائها.
ومن المتوقع أن تتراوح قيمة القرض بين 10 مليارات و15 مليار راند برازيلي (بين 1.8 مليار دولار أميركي و2.7 مليار دولار)، لكن مع بداية موسم الأمطار قد تكون الحاجة للأرقام الكبيرة أقل، حسب موقع "آرغوس".
ولكن لم تُعلن الحكومة حتى الآن بشكل رسمي قيمة القرض بعد، والمتوقع إعلانها بمجرد التعاقد عليه؛ حيث ستغطي مدفوعات المستهلكين في السوق المنظمة قيمته، من خلال فواتير الكهرباء الخاصة بهم.
أزمات سابقة
الأزمة الحالية ليست الأولى من نوعها، بالنسبة لشركات توزيع الكهرباء البرازيلية؛ حيث سبق أن تلقت قروضًا لمساعدتها على تغطية عمليات توليد الكهرباء الأكبر من المتوقع.
وبحسب تقرير موقع "آرغوس"؛ فإن الحكومة البرازيلية تمكنت من سداد القروض السابقة من هذا النوع، من خلال فواتير المستهلكين المنتظمة على مدار 5 سنوات.
وبالنسبة لمستهلكي الطاقة في العقود الثنائية، دُفعت التكاليف الإضافية الناتجة عن إرسال المزيد من توليد الطاقة الحرارية في 2021، باعتبارها رسومًا إضافية تفرضها "سي سي إي إي"، ولكنها لم تُغطَّ في هذا القرض.
زيادة أسعار الكهرباء
مع تصاعد الآثار السلبية أزمة الجفاف خلال العام الماضي، بدأت البرازيل، بدءًا من أول سبتمبر/أيلول، تطبيق زيادة في أسعار الكهرباء، بنسبة 6.78%، وهو ما اعتبرته في ذلك الوقت خطوة في صالح مواجهة أزمة الجفاف.
ولكن الأزمة، التي تسببت في تراجع كبير في إنتاج محطات الطاقة الكهرومائية، سبق أن اضطرت الجهات التنظيمية في البرازيل إلى رفع الأسعار عدة مرات، بسبب اللجوء إلى استيراد الكهرباء من الخارج لتغطية الاحتياجات المحلية.
وكان وزير المناجم والطاقة، بينتو البوكيرك، قد حذر -وقتها- من أن أزمة الكهرباء أسوأ مما كانت في السابق؛ حيث تحرم أزمةالجفاف البرازيل من توليد الطاقة الكهرومائية، بشكل ملائم، مؤكدًا أن الأزمة تفاقمت، حيث انخفضت احتياطيات المياه في محطات الطاقة الكهرومائية لأدنى مستوياتها خلال 91 عامًا.
ترشيد الاستهلاك
بسبب أزمة الجفاف، فقدت البرازيل إنتاجها من الطاقة الكهرومائية، بما يعادل ما استهلكته مدينة ريو دي جانيرو خلال 5 أشهر؛ ما دعا الحكومة إلى مطالبة البرازيليين بتقليل استخدام الكهرباء للتخفيف من حدّة الأزمة.
كما أصدرت الحكومة توجيهات إلى جميع وكالاتها الفيدرالية بضرورة خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 20%، باعتباره جزءًا من الحلول المطروحة لمواجهة الأزمة.
واضطرت الدولة إلى استيراد الكهرباء من جيرانها، وتعزيز التوليد من المحطات التي تحرق الوقود الأحفوري؛ الأمر الذي كلَّف خزينتها الكثير من الأموال، كما منحت وزارة الطاقة المواطنين حوافز على خفضهم استهلاك الكهرباء.
وتواجه البرازيل أسوأ موجة جفاف منذ عام 1930، أي ما يقارب من 100 عام؛ الأمر الذي انعكس سلبًا على توليد الكهرباء، كونها تعتمد على الطاقة الكهرومائية في تلبية ما يصل إلى 70% من احتياجاتها من الكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- بريطانيا تستعد لمزج الهيدروجين في شبكة الغاز بنسبة 20% بدءًا من 2023
- الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تشعل أسعار الكهرباء والغاز في أوروبا
- الغاز الطبيعي المسال.. روسيا وجهة الشركات الصينية لتأمين الواردات